هناك جملة من آداب الدواء يمكن إجمالها بما يلي:
1. طلب العافية: يستحب للمريض أن يطلب من الله العافية، كما ورد في الأدعية، فقد كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا رأى في جسمه بثرة عاذ بالله، واستكان له، وجار إليه، فيقال له: يا رسول الله أهو بأس؟ فيقول: (إن الله إذا أراد أن يعظم صغيراً عظمه، وإذا أراد أن يصغر عظيماً صغره)
2. أن يفوض أمره لله عز وجل: فليعلم الإنسان أن الشفاء بيد الله عز وجل، والطبيب الإسلامي إحدى أسباب الشفاء إن شاء الله.
فعن الإمام الصادق عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (تداووا، فما أنزل الله داءً إلا أنزل معه دواء، إلا السأم يعني الموت فإنه لا دواء له).
3. الصدقة: يستحب للمريض أن يتصدق عن نفسه وهي إحدى أدوات الشفاء المهمة، كما يستحب أن يتُصدق عنه، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (الصدقة تدفع البلاء المبرَم، فداووا مرضاكم بالصدقة).
4. يستحب التداوي بطين قبر الإمام الحسين (عليه السلام):
فعن الإمام الصادق(عليه السلام): (في طين قبر الإمام الحسين (عليه السلام) الشفاء من كل داء وهو الدواء الأكبر)، ولهذا جميع مركباتنا الإسلامية تحتوي على تربة سيد الشهداء (عليه السلام) فهي الدواء الأكبر.
5. صبر المريض: يستحب للمريض احتساب المرض، وأن يصبر عليه، ويتحمل وجعه، ويشكر الله عز وجل، فإنّ المرض سجن الله الذي به يعتق المؤمن من النّار، ويكتب له في مرضه أفضل ما كان يعمل من خير في صحّته، فعن النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: (يكتب أنين المريض حسنات ما صبر، فإن جزع كتب هلوعاً لا أجر له).
وعنه (صلّى الله عليه وآله) قال: (عجبت من المؤمن وجزعه من السقم، ولو يعلم ما له في السقم من الثواب لأحب أن لا يزال سقيماً حتى يلقى ربه عز وجل) ….
6. عدم أخذ الدواء إلا عند الضرورة: رغم أدوية الطب الإسلامي لايوجد فيها أعراض جانبية، ولكن ينبغي تحمل الداء ما احتمل البدن ذلك، وأن لا يكثر من الدواء، عند إصابته بالأمراض العادية المتكررة، والتي لا تشكل خطورة على حياته حتى يعطي مجالاً لجسمه أن يقاوم المرض، ففي الحديث الشريف عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (رب دواء جلب داء).
7. ترك الشكوى: يستحب ترك الشكّوى، فقد ورد أنّ من ترك الشكوى أبدله الله لحماً خيراً من لحمه، ودماً خيراً من دمّه، وبشراً خيراً من بشره، وإن أبقاه أبقاه بلا ذنب، وإن أماته أماته إلى رحمته، وإنَّ من مرض يوماً وليلة، فلم يشتكِ إلى عوّاده، بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم (عليه السلام)، حتّى يجوز على الصراط كالبرق واللامع.
8. حاول قبل أن تأخذ أي دواء أن تعلم ما هو داؤك فتشخيص الداء فرع الشفاء لأن الطبيب الإسلامي، سيصف لك الدواء فيقع الشفاء بإذنه تعالى وإلا فلا يحصل: فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): (من لم يعرف داءه أفسده دواؤه).
9. الإكثار من الاستغفار، والدعاء عند أخذ الدواء: يستحب للمريض عند طلب الدواء أن يستغفر ربهّ ويكثر من ذلك، ويدعو الله أن يشفيه …
نسأل الله ببركة أهل البيت (ع) أن يشفى مرضى المؤمنين والمؤمنات ببركة الصلاة على محمد وآل محمد، اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.
دار الجواد للطب الإسلامي النجف الأشرف