إن شخصية الفرد المسلم والمجتمع الإسلامي يجب أن يكتمل بناؤها من جميع الجوانب، العلمية، والعبادية،والأخلاقية، والفكرية، والسياسية، والاقتصادية.
فالاسلام منظومة متكاملة تنتج فردا ومجتمعا متوازنا ومعتدلا وقويا في نفس الوقت، كما أن مجتمعا كهذا سيفرز قيادات عادلة ونزيهة، تخدم شعوبها ولا تسرق خيرات بلادها.
أما لو تم التركيز على الجانب السياسي وأن أهم شيء في الإسلام هو السلطة، وأن أهم شيء هو تصفية الخصوم وإبعاد الأعداء مهما كانت الوسيلة، فإن هذا المنهج سينتج فردا ومجتمعا متطرفا، لا يعرف إلا لغة السلاح والقوة، ولا يتورع في تصفية من يقف في وجهه بسم الدين والمذهب،
كما أنه سيفرز قيادات جاهلة وفاسدة وفاشلة في نفس الوقت، تسرق خيرات العباد وتخرب البلاد.
وإذا نظرنا إلى الجهات العراقية التابعة لإيران فسنجد أن شغلها الشاغل منذ عام ٢٠٠٣ هو تطويع الشباب للقتال وتشكيل الفصائل المسلحة، ثم الوصول بهم إلى السلطة، لا لأجل بناء العراق، وإنما لأجل التسلط وسرقة الخيرات فقط،
فعلى الرغم من أنهم تسنموا وزارات التعليم والصحة والتربية والزراعة والداخلية والاتصالات وغيرها، مع ميزانيات انفجارية، إلا أن أبسط متتبع لحال هذه الوزارت سيبكي بدل الدموع دما على حال المستشفيات التي بناها عبد الكريم قاسم
وعلى حال الجامعات وطلبتها
وعلى مدارس الطين والكرفانات
وعلى الشوارع المتهالكة.
أما الجانب الديني والعلمي والثقافي فهو أبعد ما يكون عن هذه الجهات، إذ لم أسمع في خطاباتهم وحركاتهم ومقترحاتهم النيابية طيلة ٢٠ سنة من الحكم، ما يخص نشر الدين ورفع المستوى الديني لدى الشباب!!!
وهذه المدارس أمامكم تفتقر إلى أبسط مقومات العمل الإسلامي وهو المصلى وتخصيص وقت للصلاة، فكيف نبني جيلا إسلاميا ونحن لا نهتم بالصلاة؟!!!
وكيف نسمي هؤلاء جهات إسلامية؟!!!
وكيف نسمي الجهة الراعية لهم دولة إسلامية، إذا لم ينشروا الإسلام ولم يخدموا المسلمين؟!!!
وأين ذهبت الآية الكريمة { ٱلَّذِینَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُوا۟ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡا۟ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ } سُورَةُ الحَجِّ: ٤١
أما آن للمغرر بهم أن يعرفوا أن هذه الجهات ومن يقف وراءهم لا يعملون من أجل الإسلام ولا المسلمين، وإنما لمصالحهم السياسية والشخصية.
الشيخ كامل الباهلي