لا شك أن الأعمال والأحوال كثيرة التي يمكن أن يكون عليها المؤمن عند وداع سنة، واستقبال اُخرى، ولا يضر أن يكون الحساب بالتقويم الميلادي فضلا عن الهجري. لأن المهم مرور سنة كاملة تعادل 12 شهراً من المبدأ إلى المنتهى عاشها الإنسان بكل وجوده في هذه الحياة. ويمكن إختصار أهم الأعمال والأحوال بما يلي:
1/ أن يستشعر عظم النعمة التي يعيشها حيث وهبه الله تعالى عمراً آخر يعوّض به ما فاته من التقصير في ساحة الحق تبارك وتعالى. ويكتسب مزيداً من الكمالات إليه. ولم يكن من السواد المخترم حيث ينقطع العمل في هذه الدنيا ويبدا الحساب
قال تعالى: (( حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) المؤمنون :99 -100
2/ أن يختم عمله بخير في هذه السنة، فأن خير الأعمال خواتيمها لتشهد له سنة قد مضت بالخير ، والصلاح، وأعمال الخير كثيرة فليتخيّر أحدها ويصدق في نيته خالصاً لوجه الحق تقدست أسماؤه
قال تعالى : (( خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ )) المطففين : 26
3/ أن يستقبل أول لحظات سنته الجديدة بعمل صالح يفتح الله به البركة لسنة جديدة تتحقّق بها الأماني، وتدوم معها النعم، وما أكثر الأعمال الصالحة، ولو عددناها لما إنتهينا، لأنها من نعم الله تعالى على عباده ليقربهم بها إلى ساحته ويبعدهم عن سخطه، ومعصيته
قال تعالى : (( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )) النحل : 18
4/ الاقربون أولى بالمعروف … الوالدان ، والزوجة ، والأبناء والبنات… ، فليحتضن أهل بيته وخاصته، ويملأ عليهم الحياة حباً، وحناناً، وشفقةً، ورحمة، ويجعلهم تحت ظله، وعنايته في آخر لحظات السنة، فأنَّ هذا العمل عظيم جداً يُكبره الله تعالى من عبده لأنه يشابهه فيه بصفاته فإن الله تعالى يحتضن مخلوقاته برحمته الواسعة، ويخص المؤمنين منهم بأن يكون رحيماً بهم في الدنيا والآخرة.
ولتواصل الزوجة جهادها – حسن التبعل – لتختم به سنتها، وتبدأ به الأخرى عسى أن تحشر مع الصالحات وخير النساء فاطمة الزهراء، وخديجة أم المؤمنين، ومريم الطاهرة القديسة واسيا بنت مزاحم الصابرة المحتسبة صلوات الله عليهنّ أجمعين
وليختم الأبناء والبنات سنتهم بأن يكونوا بارِّين بوالديهم كما أوصى الله عزَّ وجل
قال تعالى :(( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )) اﻹسراء23
( كلكم راعً وكلكم مسؤول عن رعيته )، وهكذا كل فرد يستشعر الرحمة والرأفة برعيته فيجعلهم تحت عنايته واهتمامه وكلٌّ بحسبه
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لمراضيه، ويختم لنا ولهم بالخير والبركة. ويجعل خواتيم أعمالنا أحسنها ، وأن يختم لنا بالعاقبة الحسنة أنه حميد مجيد
الشيخ ميثم الفريجي