في رأيي القاصر، إن أي فهم لثورة عاشوراء ونهضة الحسين (ع) لا ينطلق من نص الصلح (صلح الحسن ع) فهو فهم ناقص….
-لأن صلح الحسن (ع) يبرر بيعة الكوفة للحسين (ع)
-ولأنه يبرر معنى كون الحسين (ع) هو الخليفة الشرعي لا أنه مجرد ثائر خرج للقيام والثورة..
-يبرر معنى تضيق خيارات الحسين بما وصفه هو (ع) حينما قال (بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة)…
-يبرر حمل الإمام الحسين (ع) لعياله معه…
وغيرها كثير
ولا يمكن لي بهذه العجالة أن أبين كل ذلك ….
—— صلح الحسن (ع) أهم معادلة دافع عنها الحسن (ع) وحوّل فيها هزيمة جيش الكوفة إلى انتصار سياسي مؤجل وسيف مغمد تنتظره الشيعة إلى حين موت معاوية…. ولذلك هاجت الكوفة وماجت بموت معاوية واجتمعت الشيعة في بيت سليمان بن صرد الخزاعي !….
وبالرغم من أن الصلح المذكور قد شكل الخارطة السياسية للمسلمين من بعد ٤١ هجـ..
إلا أن هذا الحدث المهم لم تأخذ الدراسات الجادة في تحليله، وهي شكوى حقيقة وثغرة نعاتب عليها …. وفي رأيي القاصر فإن أي كتاب عن صلح الحسن (ع) لا يحقق في هذه النقطة يعد ثغرة كبيرة فيه ….
يوجد أمران مهمان هنا:-
الأمر الأول:-
نص الصلح ما هو ؟! فحصل هنا عدم تدقيق لنص الصلح..
تصور معي أن بعض الكتابات (التي تنتسب لنا مع الأسف) لم ينصفوا الإمام الحسن (عليه السلام) حينما قالوا بأن نص الصلح هكذا.
– (إن الأمر لمعاوية وإذا حدث به حدث فالأمر شورى بين المسلمين)!…
ومثل هذا الكلام معناه ضياع كامل للتضحيات … وكيف يتصور ذلك بأن يقبل الإمام مثل هذه المعاهدة بأن يجعلها شورى…؟! وأين هو -ع- في المعادلة؟!!
بينما تجد من العامة من نقل (الاجماع) على أن نص الصلح هكذا:-
– (الأمر لمعاوية فإن حدث به حدث فهو للحسن ع).. والشواهد التاريخية كلها تشير إلى صحة هذا النص لا النص المغلوط السابق..
[نص على الاجماع ابن عبد البر في الاستيعاب]… ونص على أن الأمر للحسن (ع) أيضاً (ابن حجر والدينوري وابن ابي الحديد وغيرهم)..
الأمر الثاني:-
هل تضمن الصلح (أن الأمر من بعد الحسن للحسين) ؟؟
ولم توثق أغلب الكتابات هذه الإضافة في نص الصلح…
ونص ابن ابن اعثم الكوفي وابن عنبة الحسن على هذه الإضافة المهمة
ففي سنة ٦٠ هـ ، قال ابن الزبير للحسين ع: «فما ترى أن تصنع إن دعيت إلى بيعة يزيد؟ قال: أصنع أني لا أبايع لـه أبـداً؛ لأن الأمر إنما كان لي من بعد أخي الحسن!، فصنع معاوية ما صنع وحلف لأخي الحسـن أنـه لا يجعل الخلافة لأحد من بعده من ولده وأن يردها إلي إن كنت حيا!، ……)..
فيكون نص الصلح هكذا :—
(إن للحسن ولاية الأمر بعد معاوية فإن حدث به حدث فالأمر للحسين).
مجموعة إثارات وغيرها من الإثارات … في بحثي حول حقيقة الصلح الحسني أرجو من الأخوة أن يستفيدوا منه …
أعظم أجوركم بسيد شباب أهل الجنة روحي فداه
الشيخ ثامر الساعدي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية