يقول الشيخ جوادي آملي: إن آيات القرآن الكريم لاتحدد ولا تحصر في سبب أو شأن نزولهـا، وإلا لم يـصبح الكتـاب الإلهـي عالميـاً وخـالـداً.
وكمـا قـال الإمـام المعصوم : «ولو أن الآية إذا نزلت في قوم، ثم مات أولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شئ، ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السموات والأرض».
بل هو بتعبير الإمـام الباقر كالشمس المضيئة والقمر المنير، ينيران الليل والنهار ولا اختصاص لهمـا بعـصـر معيّن، والقرآن أيضاً كذلك لا تختص هدايته بالقرون والعصور الماضية بحيـث لا يكون للأجيال اللاحقة نصيب منه سوى التلاوة، بل هو: «يجـري كمـا يجري الشمس والقمر… يكون على الأموات كما يكون على الأحياء»…
وفي هذا الكلام القيم وصف القرآن من باب تشبيه المعقول بالمحسوس بالبزوغ والسطوع الدائم لكوكبي الشمس والقمر. ويقول الإمـام الـصـادق (ع)حـول حـفـظ القـرآن الكـريـم مـن آفـة الشيخوخة ونقيصة الاندثار: «لأن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمـان دون زمان ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غـض إلى يوم القيامة»….
تنويه: ….
١) كما أن بعض الروايات التطبيقية تفيد مورداً خاصاً ومصداقاً منحصراً للآية، فكذلك بعض روايات شـأن النزول فهي تبين الانحصار أيضاً، كما في شأن نزول آية الولاية (سورة المائدة، الآية ٥٥) وآية المباهلة (سورة آل عمران، الآية ٦١) وآية التطهير (سورة الأحزاب، الآية ٣٣).
٢) بما أن روايات التطبيق الانحصارية وكذلك أحاديث شأن النـزول المنحصرة تتعلق بالشخصية الحقوقية لأهل الولاية والمباهلة والتطهير، لذا فإن الآيات المذكورة لا تموت ولا تفنى برحيـل ووفاة الأشخاص الحقيقيين لتلك الذوات الطاهرة والمقدسة….
——————————-
تفسير تسنيم(ج١ / ص٢٨٥) ..
العلامة الشيخ عبدالله الجوادي الآملي (دام ظله).
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية