هو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب(ع)، بن عم رسول الله(ص)ووصيه، وزوج ابنته فاطمة الزهراء(ع)، ووالد سبطيه الحسن والحسين(ع) والإمام عليّ (ع) أول من آمن برسول الله(ص)، وأول من صلى خلفه(ص)، حيث آمن وهو بعمر الثالثة عشر من عمره وبرواياتٍ أُخرى، أنه آمن قبل أن يبلغ الحُلم، هكذا كان إمامنا(ع)، وعندما جاء رسول الله(ص) لينذر عشيرته الأقربين، إلى هذه الدعوة يدعوهم الى الدين الجديد، كان أول من لبى هذه الدعوة هو أمير المؤمنين(ع)، فهو القرآن الناطق، فعندما كان يُخاطب الله تبارك وتعالى، ويقول: “يا رب ماعبدتُك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، ولكني وجدتك أهلاً للعبادة، فعبدتك” فهكذا كان الإمام علي بن أبي طالب(ع).
ماهي قصة الأسير، واليتيم، والمسكين، التي ذُكرت في القرآن الكريم، بحقّ أمير المؤمنين عليّ(ع)، وآهل بيته الأطهار؟
ما الذي حدث في معركة الخندق، بالصراع بين الإمام عليّ(ع) وعمرو بن ودً العامريّ؟
هذا ما تطرقنا إليه في برنامج”صوت الإنسانية” الذي يُعرض على قناة النعيم الفضائية.
وضّحت في الآيات الأُولى من سورة الإنسان، ماحصل مع الإمام عليّ(ع) عندما أتاه اليتيم، والمسكين، والأسير، حيث تقول الآيات: بسم الله الرحمن الرحيم “إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا، عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا، يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ”صدق الله العليّ العظيم، فهنا الآية الكريمة قصتها، أن الإمام عليّ(ع) والسيدة فاطمة الزهراء(ع)، والإمامين الحسن والحسين(ع)، وخادمتهم، حيث كانوا صياماً، لمدة ثلاثة أيام، ففي اليوم الأول، أتاهم اليتيم، فطرق بابهم، وقال لهم: أنتم أهل بيت محمد(ص)، وأنا مسكين، فأطعموه، وكانوا صياماً، ولم يتركوا من الطعام شيء سوى الماء، كذلك في اليوم التالي أتموا الصيام، حتى جاء موعد الإفطار، وأتاهم المسكين، فأعطوه كل ما تبقى من الطعام، فبقي الإمام عليّ(ع)، وآل بيته، على الماء فقط، وفي اليوم الثالث، نفس الحادثة تكررت، حيث جاء الأسير، وفي نفس الليلة جاء النبي(ص)، وعرف ماحدث بالليالي الثلاثة الماضية.
أن الإمام عليّ(ع)، أول القوم إيماناً، وأكثرهم إسلاماً، فهو كان يمثل الإيمان كله، بلّ هو الإيمان المحمّديّ بأجمعه، والإمام عليّ(ع) عندما برز في معركة الخندق، يوم الأحزاب، إلى قتال عمرو بن ودّ العامريّ، فقال عنه رسول الله(ص): “وهو ما ينطق عن الهوى، إنّ هو إلّا وحيّ يوحى”.
وهكذا كان الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، وعندما اشتد الصراع بين عليّ(ع)، وعمرو بن ودّ العامريّ، وأراد أن يقتله أمير المؤمنين(ع)، لم يقتله في المرة الأُولى، غضباً لنفسه، ولكنه ترجل وعاد مرةً أُخرى، وعندما سأله رسول الله(ص): لماذا يا عليّ لم تجهز عليه في المرة الأُولى؟ فأجابه: يا رسول الله(ص)، إنني لا أريد أن أنتقم لنفسي، ولكن أريد أن أقتله لله تعالى، ومن أجل الإسلام.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: