بمناسبة عيد المعلم وبمناسبة انتشار الممارسات السخيفة للتعامل مع المدرسين، لا زال الشيخ اليعقوبي يعاني من تمزق جانبي في ركبة رجله اليمنى تمنعه من ثنيها في جلوس الصلاة، والسبب أنه زار أستاذه الشيخ الفياض في مجلس الفاتحة الذي أقامه الشيخ الفياض لأحد الأعلام، فاستحيى الشيخ اليعقوبي أن يتربع في جلسته أمام أستاذه، وبقي على هذه الجلسة الصعبة التي ترونها في الصورة المرفقة بالمنشور طيلة المجلس، حتى حصل له تمزق.
وهو يقول أن شعور ومراسيم الاحترام التي كان يكنّها لأساتذته في الجامعة، لا زالت كما هي بعد أن تحول إلى رجل دين، وكان يحتفظ لهم بمكانتهم حتى حين يزورونه كمرجع.
وكانت زيارة الشيخ هذه لأستاذه في 10/08/2019 ولم يقطع زيارته عنه، وكان الشيخ الفياض يجلسه إلى جنبه ويحتفي به في كل مرة، هذا رغم ما صدر من الشيخ الفياض عام 2007، من الإفتاء بعدم جواز تقليد الشيخ اليعقوبي، وهذه نتيجة منطقية بحسب ما يراه الشيخ الفياض، لأنه يرى أنه يجب تقليد الأعلم وهو يرى أنه الأعلم، فيكون تقليد غيره باطلاً.
وقد تعامل معها الشيخ اليعقوبي بكل أريحية كما تعامل معها سائر المراجع، رغم أنها في الشيخ كانت صريحة وفي غيره ضمنية، ولم يتغير شيء من التعامل بينهما وما قل الاحترام، وما سمعنا غير عبارات التبجيل رغم أنه لم يتغير شيء من الفتوى، فالشيخ الفياض لم يزل يرى نفسه الأعلم وتقليد غيره باطل، سواء أكان الشيخ اليعقوبي أو غيره من المجتهدين، ورغم ما صدر من الشيخ الفياض في 17/5/2024، من كون الشيخ اليعقوبي مجتهد ويمارس الاستنباط الفقهي في درسه منذ أكثر من 17 سنة، لأن الفتوى الأولى كانت بشأن التقليد الذي ينبغي أن يكون للأعلم وليس عن الاجتهاد.
وقد قام البعض بخلط المفاهيم على الناس عن علم أو عن جهل، واستعمل فتوى الشيخ الفياض في نفي اجتهاد الشيخ اليعقوبي، وكان سماحة الشيخ الفياض قد بيّن وقتها الفرق بين نفي الاجتهاد ونفي التقليد للذين ناقشوه فيها، كالشيخ علي الإبراهيمي وغيره.
وهكذا احترامات الشيخ اليعقوبي لبقية أساتذته من توفي منهم ومن بقي، حتى أساتذته في الطفولة حينما كان طفلاً بعمر 12 سنة يدرس في الجامع العلوي للسيد علي العلوي (والد السيد عادل العلوي رحمهما الله).
وهذه القصة (قصة جلوس الشيخ اليعقوبي بتواضع بين يدي أستاذه) لا تقتصر منفعتها لطلبة الحوزة، بل لجميع الطلبة المدارس والجامعات، ذكرتها لينتفع بها الجميع، لا سيما في زماننا الحاضر الذي صار ينادى الأستاذ فيه باسم مصغّر من أجل تسجيل فيديوي يضحك لأجله الناشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وتنتشر مشاهدته.
بقلم عماد علي الهلالي