محاضرة الشيخ كامل الباهلي في اليوم الثالث من شهر محرم.
ورد عن الإمام الصادق (ع): “من زار قبر الحسين (ع) عارفاً بحقه له ثواب ألف حجة مقبولة”
زيارة القبور وفوائدها وجوازها مما عقدت له البحوث وألّفت له الكتب فلا بأس أن نتطرق لهذا الموضوع المهم خصوصاً أن يمثل ركناً أساسياً في عقيدتنا.
لماذا يزور الإنسان القبور، الإنسان بطبيعته لديه عاطفة قوية وذاكرة قوية فعندما يعاشر إنساناً آخر (قريبه، حبيبه) وتمر الأيام بمواقفها وبلحظاتها وبجلساتها وبالعيش سوية، تنغرس في قلبه شجرة المحبة والتعلق، الإنسان عندما يعاشر شخص سنوات طويلة تنغرس في قلبه شجرة من التعلق بالطرف الآخر، يصبح هناك بشكل لا إرادي تعلق بالطرف الآخر، هذا الإنسان لما يفقد هذا القيد يتألم كثيراً وفي بداية الأمر يكاد لا يصدق، كل شخص منا اذا فقد عزيز فإنه يكاد لا يصدق أن فلان مات، يتأذى عليه يتألم يتعلق بجسده حتى من الناحية الطبيعية من دون أن يحث الشرع على ذلك ترى الإنسان يتعلق بجسد حبيبه يبكي عليه يقبله، تتجمع العائلة حول الجنازة، هذا شيء فطري أيضاً تراه يزور قبره بغض النظر عن قضية الإسلام والشرع وغير ذلك.
عند زيارة القبر عندما يصل الإنسان إلى قبر قريبه لا إرادياً يتذكره ويبكي اذاً هناك علاقة بين قبر القريب وقبر العزيز وبين نفس الشخص بين علاقته وبين ما يحمله الإنسان الحبيب له من مشاعر وعواطف تجاهه لأن القبر يرمز إلى هذه العواطف، فالإنسان عندما يذهب إلى القبر يفقد السيطرة على نفسه ويأخذ بالبكاء والحزن وهذا الأمر موجود عند كل الأمم، هذه قضية فطرية لا تنفرد بها أمة دون أمة أو دين دون آخر لذلك كل الأمم لديها مقابر ماعدا بعض الأمم المنحرفة فكرياً والبعيدة عن الفطرة.
لمتابعة المحاضرة عبر اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=Fo1HU9ZEXjI