يساعد الصيام على تنمية روابط الألفة، والمسارعة إلى الإحسان، والتسابق إلى الخيرات، فالصائم حين يكف نفسه من ضروريات الحياة، يدرك ما يعانيه الفقير المحروم من الجوع والحرمان، وما يشعر به البؤس والعوز، فترق نفسه وتفيض بالحنان والعطف ويلين قلبه، فيسرع بالجود والسخاء له حيث أنه لا بد للغني، أن يشترك بالإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام مع الفقير، بالتالي فالصيام بذلك يكون مظهر عملي للمساواة الكاملة.
ما هي الأبعاد الإجتماعية التي تؤكد على التساوي بين البشر، في شهر رمضان الكريم؟
هذا ما تطرقنا إليه، في برنامج”رسائل رمضانية” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع فضيلة الشيخ صهيب حبلي، والشيخ توفيق علوية.
حيث أوضح الشيخ صهيب حبلي، قول الإمام الصادق(ع): “أما العلة في الصيام ليستوي به الغني والفقير” وذلك لأن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير، ولأنه كل ما أراد شيء قدر عليه، فأراد الله سبحانه وتعالى من خلال الصيام، أن يسوي بين خلقه، وأن يذيق الغني بعضاً من الجوع والألم، وذلك ليرق على الضعيف ويرحم الجائع، وقد ذكر قول الحديث الشريف، بخصوص هذا الشهر الفضيل: “رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار” إذاً فهذا يؤكد على التراحم بين الناس، وبذلك يكون التراحم هدف سامي من أهداف الصيام.
وأكد الشيخ توفيق علوية، أن الإسلام جاء ليرفض ويدمر ويهشم الطبقية، فهي مشكلة المشاكل بين الناس، حيث أن جميع البشر لآدم، وهو من تراب، ولكن الناس تصر على أن تقيم الطبقية فيما بينهم، فجاء الصيام ليزيل ويحطم هذه المقولة، حيث أن الناس لابد أن يتساووا في الشعور، في موضوع الجوع والإكتفاء من الطعام، فالمُشبع ينبغي عليه أن يشعر بألم جوع الجائع، بالتالي جاء الإسلام ليعيش البعد الإجتماعي للبشرية من خلال الصيام وغيره، ولكن لماذا الصيام؟ وذلك لأن هذا الغني إذا صام عن الطعام والشراب، فسوف يشعر بألم وجوع الفقير طيلة أيام حياته، وليس فقط في هذا الشهر الفضيل.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: