شرع الله عزوجل لعباده العديد من العبادات، من صلاة وصوم وغيرها، لتقرّبنا منه ولننال جزيل الأجر والثواب، وكي نكسب محبّته ورضاه، وكلّ عبادة يقوم بها المسلم لها منزلة خاصّة ولها أجرها وثوابها عنده سبحانه وتعالى، ومن العبادات التي شرعها الله عزوجل لعباده هي عبادة الصوم فالصيام هو الإمساك عن جميع المفطرات من طعام، وشراب، وجماع، منذ طلوع الشمس وحتّى مغيبها، طاعةً وامتثالاً لأوامره جلّ وعلا، وهو من العبادات التي خصّها الله عزوجل بمنزلة عظيمة، فهو ذلك السرّ الذي يكون بين العبد وربّه، فلا أحد يعلم ما في قلب الصائم ولا يعلم نواياه، إلا علّام الغيوب سبحانه وتعالى.
ما هي الأبعاد الإنسانية التي يتضمنها الصيام؟
هذا ما تطرقنا إليه، في برنامج “رسائل رمضانية” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع فضيلة الشيخ توفيق علوية، والشيخ صهيب حبلي.
بدوره أوضح الشيخ توفيق علوية، أن من الأبعاد الإنسانية للصيام هي الحرية، فهي ليست حقاً، بل هي قيمة إنسانية، لأن الحق قابل للإسقاط، لكن الله تبارك وتعالى لا يرخص للإنسان أن يسقط حقه، بالتالي فتكون الحرية هي قيمة إنسانية، وقد يسأل سائل، أن ماهي علاقة الحرية بالصيام؟ّ! فالجواب هو أن الصيام يحرر الإنسان من الخضوع للشهوات، وإنه عندما يمتنع الإنسان عن المفطرات في نهار شهر رمضان المبارك، فإنه يتحرر من هذه الأشياء، ويتسامى ويرتفع، ويعيش الحرية الحقيقية، من خلال عدم الخضوع للأهواء والرغبات.
وأكد الشيخ صهيب حبلي، أن الصيام في هذا الشهر الفضيل، هي رحلة تدريب للإنتصار على النفس، وذلك باعتبار أنك امتنعت عن الحلال في نهار رمضان كالطعام والشراب، وبسبب امتناعك عن ما حُلل لك من ملذات، إذاً سوف تستطيع الإمتناع عن المحرمات، بالتالي يخرج الإنسان من شهر رمضان الكريم وهو منتصراً على نفسه، حيث قال النبي محمد(ص): “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء” والوجاء هي الوقاية من الإنحراف، لذلك يجب على الصائم أن يكون دائماً مراقب لله عز وجل.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: