ما يخصّ كلّ ليلة من ليالي القدر إضافة إلى الأعمال العامة المذكورة فهو كما يلي:
1- أعمال الليلة التاسعة عشرة
الأول: تقول مئة مرة: أَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
الثاني: تقول مئة مرة: اللهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
الثالث: دعاء الإمام محمد التقي عليه السلام
يا ذَا الَّذِي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ثُمَّ يَبْقَى وَيَفْنَى كُلُّ شَيْءٍ يا ذَا الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَيا ذا الَّذِي لَيْسَ فِي السَّماواتِ الْعُلَى وَلا فِي الْأَرَضِينَ السُّفْلَى وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ وَلا بَيْنَهُنَّ إِلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوَى عَلَى إِحْصائِهِ إِلاَّ أَنْتَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقْوَى عَلَى إِحْصائِها إِلاَّ أَنْتَ.
الرابع: تقول:
اللهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَفِي الْقَضاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي وَتَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا. ويسأل حاجته عوض هذه الكلمة.
2- أعمال الليلة الواحدة والعشرين
وفضلها أعظم من الليلة التاسعة عشرة، وينبغي أن يؤدّي فيها الأعمال العامة لليالي القدر، من الغسل والإحياء والزيارة والصلاة ذات التوحيد سبع مرات، ووضع المصحف على الرأس، ودعاء الجوشن الكبير، وغير ذلك، وقد أكّدت الأحاديث استحباب الغسل والإحياء والجد في العبادة في هذه الليلة، والليلة الثالثة والعشرين، وأنّ ليلة القدر هي إحداهما، وقد سئل المعصوم عليه السلام في عدّة أحاديث عن ليلة القدر أي الليلتين هي؟ فلم يعيّن بل قال: “ما أيسر ليلتين فيما تطلب” أو قال: “ما عَلَيْكَ أن تَفْعَلَ خَيراً في لَيلَتينِ” ونحو ذلك، وقال شيخنا الصدوق قدس سره فيما أملى على المشايخ في مجلس واحد، من مذهب الإماميّة: “ومن أحيى هاتين اللَّيلَتَين بمذاكرة العِلمِ فَهُوَ أفضل” وليبدأ من هذه الليلة في دعوات العشر الأواخر من الشهر، منها هذا الدعاء، وقد رواه الكليني في الكافي، عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: تقول في العشر الأواخر من شهر رمضان، كل ليلة:
أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ.
وروى الكفعمي في هامش كتاب (البلد الأمين): إنّ الإمام الصادق عليه السلام كان يقول في كل ليلة من العشر الأواخر بعد الفرائض والنوافل:
اللهُمَّ أَدِّ عَنَّا حَقَّ ما مَضَى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ وَاغْفِرْ لَنا تَقْصِيرَنا فِيهِ وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مَقْبُولاً وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلَى أَنْفُسِنا وَاجْعَلْنا مِنَ الْمَرْحُومِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْمَحْرُومِينَ.
دعاء الإمام الصادق عليه السلام في العشر الأواخر
وقال: من قاله غفر اللّه له ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشهر، وعصمه من المعاصي فيما بقي منه، وقد رواه السيد ابن طاووس في الإقبال، عن ابن أبي عمير عن مرازم، قال: كان الإمام الصادق عليه السلام يقول في كل ليلة من العشر الأواخر:
اللهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ: ﴿شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدَىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقان﴾ فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنَ وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ اللهُمَّ وَهذِهِ أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدِ انْقَضَتْ وَلَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ وَقَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلَى ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَأَحْصَى لِعَدَدِهِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ فَأَسْأَلُكَ بِما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَأَنْبِياؤُكَ الْمُرْسَلُونَ وَعِبادُكَ الصَّالحُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَتُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَأَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي وَتَسْتَجِيبَ دُعائِي وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالْأَمْنِ يَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ إِلهِي وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَبِجَلالِكَ الْعَظِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَلَيالِيهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُؤاخِذُنِي بِهِ أَوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي لَمْ تَغْفِرْها لِي سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ إِذْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ إِنْ كُنْتَ رَضَيْتَ عَنِّي فِي هذَا الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّي رِضَىً وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضيتَ عَنِّي فَمِنَ الآنَ فَارْضَ عَنِّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا اللهُ يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. وأكثر من قول: يا مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِداوُودَ عَلَيْهِ السَّلامُ يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالْكُرَبِ الْعِظامِ عَنْ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَيْ مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ.
ومنها ما رواه في الكافي مسنداً وفي المقنعة، والمصباح مرسلاً، تقول أول ليلة منه1، أي في الليلة الحادية والعشرين:
يا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهارِ وَمُولِجَ النَّهارِ فِي اللَّيْلِ وَمُخْرِجَ الْحَيِّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجَ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ يا اللهُ يا رَحْمنُ يا اللهُ يا رَحِيمُ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ لَكَ الْأَسْماءُ الْحُسْنَى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا وَالْكِبْرِياءُ وَالآلاءُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ وَرُوحِي مَعَ الشُّهَداءِ وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإِساءَتِي مَغْفُورَةً وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي وَتُرْضِينِي بِما قَسَمْتَ لِي وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَرِيقِ وَارْزُقْنِي فِيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالْإِنابَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ.
دعاء الليلة الواحدة والعشرين
روى الكفعمي عن السّيّد ابن باقي أنّه تقول في اللّيلة الحادية والعشرين:
اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْسِمْ لِي حِلْماً يَسُدُّ عَنِّي بابَ الْجَهْلِ وَهُدَىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَةٍ وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنِّي بابَ كُلِّ فَقْرٍ، وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنِّي كُلَّ ضَعْفٍ وَعِزّاً تُكْرِمُنِي بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ وَرِفْعَةً تَرْفَعُنِي بِها عَنْ كُلِّ ضَعَةٍ وَأَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنِّي كُلَّ خَوْفٍ وَعافِيَةً تَسْتُرُنِي بِها مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَعِلْماً تَفْتَحُ لِي بِهِ كُلَّ يَقِينٍ وَيَقِيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ وَدُعاءً تَبْسُطُ لِي بِهِ الْإِجابَةَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هـذِهِ السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ يا كَرِيمُ وَخَوْفاً تُيَسِّرُ لِي بِهِ كُلَّ رَحْمَةٍ وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْنِي وَبَيْنَ الذُّنُوبِ حَتَّى أُفْلِحَ بِها بَيْنَ الْمَعْصُومِينَ عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
زيارة أمير المؤمنين عليه السلام:
الزيارة الأولى: الواردة في ليلة الواحد والعشرين ويومها، وهو يوم شهادة الأمير عليه السلام ومن المناسب أن يُزار الإمام بالكلمات التي قالها الخضر عليه السلام:
رَحِمَكَ اللهُ يا أَبَا الْحَسَنِ كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلاماً وَأَخْلَصَهُمْ إِيْماناً وَأَشدَّهُم يَقِيناً وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَعْظَمَهُمْ عَناءً وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحابِهِ وَأَفْضَلَهُمْ مَناقِبَ وَأَكْرَمَهُمْ (وَأَكْثَرَهُمْ) سَوابِقَ وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْياً وَخُلُقاً ومنطقاً وَسَمْتاً وَفِعْلاً وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ فَجَزاكَ اللهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللهِ (رسوله) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً قَوِيْتَ حِيْنَ ضَعُفَ أَصْحابُه وَبَرَزْتَ حِيْنَ اسْتَكَانُوا وَنَهَضْتَ حِيْنَ وَهَنُوا وَلَزِمْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللهِ إِذْ هَمَّ أَصْحابُهُ وَكُنْتَ خَلِيْفَتَهُ حَقّاً، لَمْ تُنازَعْ وَلَمْ تُضْرَعْ بِرَغْمِ الْمُنافِقِينَ وَغَيْظِ الْكافِرِينَ وَكُرْهِ الْحاسِدِينَ وَصِغَرِ (وضِغنْ) الْفاسِقِينَ فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِيْنَ فَشِلُوا وَنَطَقْتَ حِيْنَ تَتَعْتَعُوا وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللهِ إِذْ وَقَفُوا فَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا (فَلَوْ اتَّبَعُوكَ لَهُدُوا)، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً وَأَعْلاهُمْ قُنُوتاً وَأَقَلَّهُمْ كَلاماً وَأَصْوَبَهُمْ نُطْقَاً وَأَكْبَرَهُمْ رَأْياً وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً وَأَعْرَفَهُمْ بِالأَمُورِ كُنْتَ وَاللهِ يَعْسُوباً لِلدّيْنِ أَوَّلاً وَآخِراً الأَوَّلُ حِيْنَ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَالآخِرُ حِيْنَ فَشِلُوا كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً إِذْ صارُوا عَلَيْكَ عِيالاً فَحَمَلْتَ أَثْقالَ ما عَنْهُ ضَعَفُوا وَحَفِظْتَ ما أَضَاعُوا وَرَعَيْتَ ما أَهْمَلُوا وَشَمَّرْتَ إِذِ اجْتَمَعُوا وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا وَصَبَرْتَ إِذْ أَسْرَعُوا (جَزَعُوا) وَأَدْرَكْتَ أَوْتارَ ما طَلَبُوا وَنالُوا بِكَ ما لَمْ يَحْتَسِبُوا كُنْتَ لِلْكافِرِينَ عَذاباً صَبّاً وَنَهْباً وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَمَداً وَحِصْناً (غَيْباً وَخَصْباً) فَطِرْتَ وَاللهِ بِنِعْمائِها وَفُزْتَ بِحِبائِها، وَأَحْرَزْتَ سَوابِقَها وَذَهَبْتَ بِفَضائِلِها لَمْ تَفْلَلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيْرَتُكَ وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرّكُهُ الْعَواصِفُ. وَكُنْتَ كَما قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ آمَنَ النَّاسُ فِي صُحْبَتِكَ وَذاتِ يَدِكَ، وَكُنْتَ كَما قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللهِ مُتَواضِعاً فِي نَفْسِكَ عَظِيْماً عِنْدَ اللهِ كَبِيراً فِي الأَرْضِ، جَلِيلاً عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ وَلا لأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ وَلا لأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوادَةٌ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيْزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقّهِ وَالْقَوِيُّ الْعَزِيْزُ عِنْدَكَ ضَعِيْفٌ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ وَالْقَرِيْبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذلِكَ سَواءٌ شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصّدْقُ وَالرّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ فِيْما فَعَلْتَ (فَأَقْلَعْتَ)، وَقَدْ نَهَجَ بِكَ السَّبِيلُ وَسَهُلَ بِكَ الْعَسِيْرُ وَأُطْفِئَتْ بِكَ النَّيرانُ وَاعْتَدَلَ بِكَ الدّيْنُ، وَقَوِيَ بِكَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعْباً شَدِيْداً، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكاءِ وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّماءِ وَهَدَّتْ مُصِيْبَتُكَ الأَنامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. رَضِينا عَنِ اللهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنا لِلَّهِ أَمْرَهُ فَوَاللهِ لَنْ يُصابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً وَحِصْناً وَقُنَّةً راسِياً وَعَلَى الْكافِرِينَ غِلْظَةً وَغَيْظاً فَأَلْحَقَكَ اللهُ بِنَبِيّهِ وَلا حَرَمَنا أَجْرَكَ وَلا أَضَلَّنا بَعْدَكَ.
الزيارة الثانية: الزيارة المعروفة بزيارة أمين اللّه
وهي في غاية الاعتبار، ومروية في جميع كتب الزيارات والمصابيح، وقال العلامة المجلسي رحمه الله: إنّها أحسن الزيارات متناً وسنداً، وينبغي المواظبة عليها في جميع الروضات المقدسة، وهي كما روي بأسناد معتبرة، عن جابر، عن الإمام الباقر عليه السلام أنه زار الإمام زين العابدين عليه السلام أمير المؤمنين عليه السلام فوقف عند القبر وبكى وقال:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللهِ فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَهِ عَلَى عِبادِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَشْهَدُ أَنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتَّى دَعاكَ اللهُ إِلَى جِوارِهِ فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ وَأَلْزَمَ أَعْداءَكَ الْحُجَّةَ مَعَ ما لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ اللهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ، راضِيَةً بِقَضائِكَ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعائِكَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيائِكَ مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ، صَابِرَةً عَلَى نُزُولِ بَلائِكَ شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمائِكَ ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلاَئِكَ مُشْتَاقَةً إِلَى فَرْحَةِ لِقائِكَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوَى لِيَوْمِ جَزَائِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيائِكَ مُفارِقَةً لأَخْلاَقِ أَعْدائِكَ مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيَا بِحَمْدِكَ وَثَنَائِكَ.
اللهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شارِعَةٌ وَأَعْلامَ الْقاصِدِينَ إِلَيْكَ واضِحَةٌ وَأَفْئِدَةَ الْعارِفِينَ مِنْكَ فازِعةٌ وَأَصْواتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صاعِدَةٌ وَأَبْوابَ الإِجابَةِ لَهُمْ مُفْتَّحَةٌ وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ وَتَوْبَةَ مَنْ أَنابَ إِلَيْكَ مَقْبُوْلَةٌ وَعَبْرَةَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُوْمَةٌ وَالإِغاثَةَ لِمَنْ اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُوْدَةٌ وَالإِعانَةَ لِمَنْ اسْتَعَانَ بِكَ مَبْذُوْلَةٌ وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ وَأَعْمالَ الْعامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ وَأَرْزاقَكَ إِلَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ وَعَوائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ واصِلَةٌ وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُوْرَةٌ وَحَوائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ وَجَوائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ وَعَوائِدَ الْمَزِيدِ مُتَواتِرَةٌ وَمَوائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ وَمَناهِلَ الظِّماءِ (لَدَيْكَ) مُتْرَعَةٌ اللهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعائِي وَاقْبَلْ ثَنائِي وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيائِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمائِي وَمُنْتَهَى مُنايَ وَغايَةَ رَجائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ .
3- أعمال الليلة الثالثة والعشرين
وهي أفضل من الليلتين السابقتين. ويستفاد من أحاديث كثيرة أنها هي ليلة القدر وهي ليلة فيها يُقدرّ كل أمرٍ حكيم. ولهذه الليلة عدّة أعمال خاصة سوى الأعمال العامة التي تشارك فيها الليلتين الماضيتين.
الأول: أنه يستحب فيها غسلان مؤكدان في أول الليل وآخره.
والثاني: قراءة سورتي الروم والعنكبوت وقد قال الإمام الصادق عليه السلام: “من قرأ سورتي العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاثة وعشرين فهو والله يا أبا محمد من أهل الجنة…”.
والثالث: قراءة سورة الدخان.
والرابع: قراءة سورة القدر ألف مرّة.
والخامس: أن تكرر في هذه الليلة بل في جميع الأوقات دعاء: اللّهم كن لوليّك الحجّة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعةِ وفي كلّ ساعةٍ وليّاً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تُسكنه أرضك طوعاً وتمتّعه فيها طويلاً.
السادس: قراءة هذا الدعاء
يا رَبَّ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَجاعِلَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وَرَبَّ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْجِبالِ وَالْبِحارِ وَالظُّلَمِ وَالْأَنْوارِ وَالْأَرْضِ وَالسَّماءِ يا بَارِىءُ يا مُصَوِّرُ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا اللهُ يا رَحْمنُ يا اللهُ يا قَيُّومُ يا اللهُ يا بَدِيعُ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ لَكَ الْأَسْماءُ الْحُسْنَى وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا وَالْكِبْرِياءُ وَالآلاءُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ وَرُوحِي مَعَ الشُّهَداءِ وَإِحْسانِي فِي عَلِّيِّينَ وَإِسَاءَتِي مَغْفُورَةً وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي وَاتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَرِيقِ وَارْزُقْنِي فِيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالْإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَالَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ. ثمّ تقول:
اللهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي وَأَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي وَأَصِحَّ لِي جِسْمِي وَبَلِّغْنِي أَمَلِي وَإِنْ كُنْتُ مِنَ الْأَشْقِياءِ فَامْحُنِي مِنَ الْأَشْقِياءِ وَاكْتُبْنِي مِنَ السُّعَداءِ فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ: يَمْحُو الله ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ .
الدعاء المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الرُّوحِ (الملائِكَةِ) وَالْعَرْشِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ السَّمواتِ وَالأرَضِيْنَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ البِحارِ وَالْجِبالِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ يُسبِّحُ لَهُ الْحِيتانُ وَالْهَوامُّ وَالسِّباعُ في الآكامِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ سَبَّحَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ عَلا فَقَهَرَ وَخَلَقَ فَقَدَّرَ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ (أسْألُكَ أنْ تُصَلِي عَلى مُحَمَدٍ وآلِهِ وأنْ تَغْفِرَ لِي وتَرْحَمَنِي فإنّكَ أنْتَ الأحَدُ الصَمَدُ).
وهذا الدعاء أيضاً فيها: اللهُمَّ إيَّاكَ (إليك) تَعَمَّدْتُ اللّيْلَةَ بِحاجَتِي وَبِكَ أنْزَلْتُ فَقْرِي وَمَسْكَنَتِي (ومسألتي) تَسَعُنِي اللّيْلَةَ رَحْمَتُكَ وَعَفْوُكَ فَأنَا لِرَحْمَتِكَ أرْجى مِنّي لِعَمَلي وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ أوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي وَاقْضِ لي كُلَّ حاجَةٍ هِيَ لي بِقُدْرَتِكَ
عَلى ذلِكَ وَتَيْسيرِهِ عَلَيْكَ فَإنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً إلاَّ مِنْكَ وَلَمْ يَصْرِفْ عَنّي أحَدٌ سُوْءً قَطُّ غَيْرُكَ وَلَيْسَ لي رَجاءٌ لِدِيني وَدُنْيايَ وَلا لآخِرَتي وَلا لِيَوْمِ فَقْرِي يَوْمَ أُدْلى في حُفْرَتي وَيُفْرِدُنِي النَّاسُ بِعَمَلي غَيْرَكَ يا رَبَّ الْعالمينَ.
وفيها هذا الدعاء: اللهُمَّ اجْعَلْني مِنْ أوْفَرِ عِبادِكَ نَصيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أنْزَلْتَهُ في هذِهِ اللّيْلَةِ أوْ أنْتَ مُنْزِلُهُ مِنْ نُورٍ تَهْدِي بِهِ أوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها أوْ رِزْقٍ تَقْسِمُهُ أوْ بَلاءٍ تَدْفَعُهُ أوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ وَاكْتُبْ لي ما كَتَبْتَ لأوْلِيائِكَ الصّالِحيْنَ الّذِيْنَ اسْتَوْجَبُوا مِنْكَ الثَّوابَ وَأمِنوا بِرِضاكَ عَنْهُمْ مِنْكَ الْعِقابَ يا كَرِيمُ يا كَرِيْمُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بي ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِميْنَ.
وفيها هذا الدعاء أيضاً:
اللهُمَّ إن كانَ الشَّكُّ في أنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فيها أوْ فِيما تَقَدَّمَها وَاقِعٌ فَإنَّهُ فيكَ وَفي وَحْدانِيّتِكَ وَتَزْكِيَتِكَ الأعْمالَ زائِلٌ وَفي أيِّ اللَّيالي تَقَرَّبَ مِنْكَ الْعَبْدُ لَمْ تُبْعِدْهُ وَقَبِلْتَهُ وَأَخْلَصَ في سُؤَالِكَ لَم تَرُدَّهُ وَأجَبْتَهُ وَعَمِلَ الصَّالحاتِ شَكَرْتَهُ وَرَفَعَ إلَيْكَ ما يُرْضيكَ ذَخَرْتَهُ اللهُمَّ فَأمِدَّني فيها بِالْعَوْنِ عَلى ما يُزْلِفُ لَدَيْكَ وَخُذْ بِناصِيَتِي إلى ما فيهِ الْقُرْبى إلَيْكَ وَأسْبِغْ مِنَ الْعَمَلِ في الدَّارَيْنِ سَعْيي وَرَقِّ لي مِنْ جُودِكَ بِخَيْراتِها عَطِيَّتي وَابْتُرْ عَيْلَتي مِنْ ذُنُوبِي بالتَّوْبَةِ وَمِنْ خَطايايَ بِسَعَةِ الرَّحْمَةِ وَاغْفِرْ لي في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَلِوالِدَيَّ وَلِجَميعِ الْمُؤمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ غُفْرانَ مُتَنَزِّهٍ عَنْ عُقُوْبَةِ الضُّعَفاءِ رَحِيمٍ بِذَوِي الْفاقَةِ وَالْفُقَراءِ جادٍ عَلى عَبِيدِهِ شَفِيْقٍ بِخُضُوعِهِمْ وَذِلّتِهِمْ رَفِيقٍ لا تَنْقُصُهُ الصَّدَقَةُ عَلَيْهِمْ وَلا يُفْقِرُهُ ما يُغْنِيهِمْ منْ صَنيعِهِ (إليهِمْ).
اللهُمَّ اقْضِ دَيْنِي وَدَيْنَ كُلِّ مَدْيُونٍ وَفَرِّجْ عَنّي وَعَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَأصْلِحْنِي وَأهْلِي وَوَلَدِي وَأصْلِحْ كُلَّ فاسِدٍ وَانْفَعْ مِنّي وَاجْعَلْ في الْحَلالِ الطَّيِّبِ الْهَنِيءِ الْكَثِيرِ السَّائِغِ مِنْ رِزْقِكَ عَيْشي وَمِنْهُ لِباسي وَفيهِ مُنْقَلَبي وَاقْبِضْ عَنِ الْمَحارِمِ يَدي مِنْ غَيْرِ قَطْعٍ وَلا شَلٍّ وَلِسانِي مِنْ غَيْرِ خَرَسٍ وَأُذُني مِنْ غَيْرِ صَمَمٍ وَعَيْني مِنْ غَيْرِ عَمىً وَرِجْلي مِنْ غَيْرِ زَمانَةٍ وَفَرْجي مِنْ غَيْرِ إِحِبَالٍ وَبَطْني مِنْ غَيْرِ وَجَعٍ وَسائِرَ أعْضائِي مِنْ غَيْرِ خَلَلٍ وَأَوْرِدْنِي عَلَيْكَ يَوْمَ وُقُوفي بَيْنَ يَدَيْكَ خالِصاً مِنَ الذّنُوبِ نَقِيّاً مِنَ الْعُيُوبِ لا أسْتَحْيي مِنْكَ بِكُفْرانِ نِعْمَةٍ وَلا إقْرارٍ بِشَرِيكٍ لَكَ في الْقُدْرَةِ وَلا بِإرْهاجٍ في فِتْنَةٍ وَلا تَوَرُّطٍ في دِماءٍ مُحَرَّمَةٍ وَلا بَيْعَةٍ أُطَوِّقُها عُنُقي لأحَدٍ مِمَّنْ فَضَّلْتَهُ بِفَضِيلَةٍ وَلا وُقُوفٍ تَحْتَ رايَةِ غَدْرَةٍ وَلاَ اسْوِداد الْوَجْهِ بِالأيْمانِ الْفاجِرَةِ وَالْعُهُودِ الخائِنَةِ وَأنِلْني مِنْ تَوْفيقِكَ وَهُداكَ ما نَسْلُكَ بِهِ سُبُلَ طاعَتِكَ وَرِضاكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
وفيها هذا الدعاء:
أسْألُكَ مَسْألَةَ الْمِسْكِينِ الْمُسْتَكِينِ وَأبْتَهِلُ إلَيْكَ ابْتهالَ الْمُذْنِبِ البَائِسِ الذَّلِيلِ مَسْألَةَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ ناصِيَتُهُ وَاعْتَرَفَ بِخَطِيئَتِهِ وَفاضَتْ (ففاضت) لَكَ عَبْرَتُهُ وَهَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ وَضَلّتْ حِيْلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ حُجَّتُهُ أنْ تُعْطِيَني في لَيْلَتي هذِهِ مَغْفِرَةَ ما مَضى مِنْ ذُنُوبي وَاعْصِمْني فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري وَارْزُقْنِي الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ في عامي هذا وَاجْعَلْها حَجَّةً مَبْرُوْرَةً خالِصَةً لِوَجْهِكَ وَارْزُقْنِيهِ أبَداً ما أبْقَيْتَنِي وَلا تُخْلِنِي مِنْ زِيارَتِكَ وَزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ (مُحَمَدٍ) صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ.
إلهي وَأسْألُكَ أنْ تَكْفِيَني مَؤُنَةَ خَلْقِكَ مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ وَالْعَرَبِ وَالْعَجَمِ وَمِنْ كُلِّ دابَّةٍ أنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ اللهُمَّ اجْعَلْ لي فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأمْرِ الْمَحْتُومِ وَمِمَّا تَفْرُقُ مِنَ الأمْرِ الْحَكِيمِ في هذِهِ اللَّيْلَةِ في الْقَضاءِ الّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ في عامِيْ هذَا الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ الْمَغْفُوْرِ ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ وَأنْ تُطيلَ عُمْري وَأنْ تُوَسِّعَ لي في رِزْقي وَارْزُقْني وَلَداً بارّاً إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ وَبِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ.
وفيها هذا الدعاء:
اللهُمَّ إنّي أسْألُكَ سُؤالَ الْمِسْكِينِ الْمُسْتَكِينِ وَأبْتَغِي إلَيْكَ ابتغاءَ الْبائِسِ الْفَقِيرِ وَأتَضَرَّعُ إلَيْكَ تَضَرُّعَ الضّعِيْفِ الضَّرِيْرِ وَأبْتَهِلُ إلَيْكَ ابْتِهالَ الْمُذْنِبِ الذَّلِيْلِ وَأسْألُكَ مَسْألَةَ من خضعت لَكَ نَفْسُهُ وَرَغِمَ لَكَ أنْفُهُ وَعَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ وَخَضَعَتْ لَكَ ناصِيَتُهُ وَاعْتَرَفَ بِخَطِيْئَتِهِ وَفاضَتْ لَكَ عَبْرَتُهُ وَانْهَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ وَضَلَّتْ عَنْهُ حِيْلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ حُجَّتُهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ وَبِحَقِّكَ الْعَظِيمِ عَلَيْهِمْ أنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ كَما أنْتَ أهْلُهُ وَأنْ تُصَلِّيَ عَلى نَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيّكَ وَأنْ تُعْطِيَني أفْضَلَ ما أعْطَيْتَ السَّائِلينَ مِنْ عِبادِكَ الْماضيْنَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَأفْضَلَ ما تُعْطِي الْباقِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَأفْضَلَ ما تُعْطِي مَنْ تَخْلُقُهُ مِنْ أوْلِيائكَ إلى يَوْمِ الدِّينِ مِمَّنْ جَعَلْتَ لَهُ خَيْرَ الدُّنْيا وَخَيْرَ الآخِرَةِ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ وَأعْطِني في مَجْلِسي هذا مَغْفِرَةَ ما مَضى مِنْ ذُنُوبِي وَاعْصِمْني فيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي وَارْزُقْنِي الحَجّ والعُمْرَةَ في عاميْ هذا مُتَقَبَّلاً مَبْرُوراً خالِصاً لِوَجْهِكَ يا كَرِيمُ وارْزُقْنِيهِ أبَداً ما أبْقَيْتَني يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ وَاكْفِنِي مَؤُنَةَ نَفْسِي وَاكْفِنِي مَؤُنَةَ عِيالي وَاكفِني مُؤْنَةَ خَلْقِكَ وَاكْفِنِي شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ وَاكْفِني شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإنْسِ وَاكْفِني شَرَّ كُلِّ دابَّةٍ أنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.
ويستحب فيها هذا الدعاء أيضاً المروي عن الإمام الكاظم عليه السلام:
اللهُمَّ اجْعَلْ فيما تَقْضي وَفِيما تُقَدِّرُ مِنَ الأمْرِ الْمَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأمْرِ الْحَكِيمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْقَضاءِ الّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ في عاميْ هذا الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ الْمَغْفُوْرِ ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ وَاجْعَل فِيما تَقْضي وَفِيما تُقَدِّرُ أن تُطِيْلَ عُمْرِي وَتُوَسِّعَ لي في رِزْقي.
زيارة صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف (آل ياسين)
سَلامٌ عَلَى آلِ يس السَّلامُ عَلَيْكَ يا دَاعِيَ اللهِ وَرَبَّانِيَّ آياتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ وَدَيَّانَ دِينِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ اللهِ وَنَاصِرَ حَقِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَدَلِيلَ إِرادَتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتَابِ اللهِ وَتَرْجُمَانَهُ السَّلامُ عَلَيْكَ فِي آنَاءِ لَيْلِكَ وَأَطْرَافِ نَهارِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللهِ فِي أَرْضِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِيثاقَ اللهِ الَّذِي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ اللهِ الَّذِي ضَمِنَهُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْعُدُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّي وَتَقْنُتُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي السَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيلِ إِذا يَغْشَى وَالنَّهارِ إِذَا تَجَلَّى السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْإِمامُ الْمَأْمُونُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ السَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامُ أُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ لا حَبِيبَ إِلاَّ هُوَ وَأَهْلُهُ وَأُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حُجَّتُهُ وَالْحَسَنَ حُجَّتُهُ وَالْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسَى حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللهِ أَنْتُمُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لا رَيْبَ فِيها يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيْمانُهَا لَمْ تَكُنْ امَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيْمانِها خَيْراً وَأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَأَنَّ ناكِراً وَنَكِيراً حَقٌّ وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ وَالْبَعْثَ حَقٌّ وَأَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ وَالْمِرْصادَ حَقٌّ وَالْمِيزانَ حَقٌّ وَالْحَشْرَ حَقٌّ وَالْحِسابَ حَقٌّ وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ وَالْوَعْدَ وَالْوَعِيدَ بِهِما حَقٌّ يا مَوْلايَ شَقِيَ مَنْ خالَفَكُمْ وَسَعِدَ مَنْ أَطاعَكُمْ فَاشْهَدْ عَلَى ما أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ وَأَنَا وَلِيٌّ لَكَ بَرِيءٌ مِنْ عَدُوِّكَ فَالْحَقُّ ما رَضَيْتُمُوهُ وَالْباطِلُ ما أَسْخَطْتُمُوهُ وَالْمَعْرُوفُ ما أَمَرْتُمْ بِهِ وَالْمُنْكَرُ مَا نَهَيْتُمْ عَنْهُ فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِاللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَبِكُمْ يا مَوْلايَ أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَنُصْرَتِي مُعَدَّةٌ لَكُمْ وَمَوَدَّتِي خالِصَةٌ لَكُمْ آمِينَ آمِينَ.
دعاء يا باطناً
يدعو بهذا الدّعاء المروي في الإقبال:
يا باطِناً فِي ظُهُورِهِ وَيا ظاهِراً فِي بُطُونِهِ وَيا باطِناً لَيْسَ يَخْفَى وَيا ظاهِراً لَيْسَ يُرَى يا مَوْصُوفاً لا يَبْلُغُ بِكَيْنُونَتِهِ مَوْصُوفٌ وَلا حَدٌّ مَحْدُودٌ وَيا غائِباً غَيْرَ مَفْقُودٍ وَيا شاهِداً غَيْرَ مَشْهُودٍ يُطْلَبُ فَيُصابُ وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَما بَيْنَهُما طَرْفَةَ عَيْنٍ لا يُدْرَكُ بِكَيْفٍ وَلا يُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ وَلا بِحَيْثٍ أَنْتَ نُورُ النُّورِ وَرَبُّ الْأَرْبابِ أَحَطْتَ بِجَمِيعِ الأُمُورِ سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثِلهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ سُبْحانَ مَنْ هُوَ هَكَذا وَلا هَكَذا غَيْرُهُ. ثمّ تدعو بما تشاء.
فضل صلاة الليل: إِنَّ الرّوايات المأثورة عن المعصومين عليهم السلام في فضل قيام الليل كثيرة. وروي أنهاّ شرف المؤمن، وأنّها تورث صحّة البدن، وهي كفّارة لذنوب النّهار، ومزيل لوحشة القبر، تبيّض الوجه، وتطيّب النكهة، وتجلب الرّزق، وأَنَّ الْمالَ وَالْبَنين زِينَةُ الْحَياةُ الدُّنْيا، وثماني ركعات من آخر الليل والوتر زينة الآخرة، وقد يجمعهما اللّه لأقوام وأنّه كذب من زعم أنّه يصلّي صلاة اللّيل، وهو يجوع، إنَّ صلاة اللّيل تضمن رزق النّهار.
وعن الإمام الصّادق عليه السلام قال: “قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته لعليّ عليه السلام: يا عَلي أوصيك في نفسك بعدّة خصال فاحفظها، ثمّ قال: اللهُمَّ أعِنه، ثمّ ذَكَر عِدّة خصال إلى أن قال: وعليك بصلاة اللّيل، وعَلَيْكَ بِصَلاة اللّيل، وعَلَيْكَ بِصَلاَةِ اللّيل، وعَلَيْكَ بِصَلاَةِ الزَّوالِ، وعَلَيْكَ بِصَلاَةِ الزَّوالِ، وعَلَيْكَ بِصَلاَةِ الزَّوالِ”.
وقتها: ويبدأ وقتها عند انتصاف اللّيل، وكلّما اقترب الوقت من طلوع الفجر الصّادق ازدادت فضيلة، فإذا بان الفجر وكان المصلّي قد أتى منها أربع ركعات، فليقتصر على الحمد وحدها، فيما بقي من الرّكعات.
كيفيّتها: وصلاة الليل ثماني ركعات، يسلّم بعد كلّ ركعتين، ويحسن أن يقرأ التوحيد ستّين مرّة في الثنائية الأولى، يقرأها بعد الحمد في كل ركعة منهما ثلاثين مرّة، لكي ينصرف من الصّلاة، ولم يك بينه وبين اللّه عزّ وجلّ ذنب، أو أن يقرأ بعد الحمد، في الأولى: التّوحيد، وفي الثّانية: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ ويقرأ في سائر الرّكعات ما شاء من السّور، ويجزي الحمد والتّوحيد في كل ركعة، ويجوز الاقتصار على الحمد وحدها.
القنوت: ويجزي في القنوت أن تقول:
سُبْحانَ اللهِ ثلاث مرّات أو أن تقول: اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنا وَعَافِنا وَاعْفُ عَنَّا فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ إِنَّكَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أو أن تقول: رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَم إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَجَلُّ الْأَكْرَمْ.
ركعتا الشفع وركعة والوتر: فإذا فرغت من الثّمان ركعات صلاة الليل، فصلّ الشفع ركعتين، والوتر ركعة واحدة، واقرأ في هذه الثّلاث ركعات بعد الحمد: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ حتّى يكون لك أجر ختمة كاملة من القرآن، فإنَّ لسورة التوحيد أجر ثلث القرآن، أو اقرأ في الأولى من الشّفع: الفاتحة وسورة ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، وفي الثّانية: الحمد، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾.
الدعاء: ويستحب أن تدعو إذا فرغت من الشّفع بدعاء:
إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذَا اللَّيْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ وَقَصَدَكَ الْقاصِدُونَ وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ وَلَكَ فِي هذَا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبادِكَ وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ الْعِنايَةُ مِنْكَ وَها أَنَا ذَا عُبَيْدُكَ الْفَقِيرُ إِلَيْكَ الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ فَإِنْ كُنْتَ يا مَوْلايَ تَفَضَّلْتَ فِي هـذِهِ اللَّيْلَةِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرِينَ الْخَيِّرِينَ الْفاضِلِينَ وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً إِنَّ اللهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللهُمَّ إِنّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ.
فإذا فرغت من ركعتي الشّفع فانهض لركعة الوتر، واقرأ فيها: الحمد، وسورة التّوحيد أو اقرأ بعد الحمد: سورة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ ثلاث مرّات، والمعوذتين أعني: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق﴾، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ ويستحب أن تبكي في القنوت من خشية اللّه وتدعو لك ولأخوانك المؤمنين ويستحب أن تذكر أربعين نفساً منهم.
وروى الصّدوق في الفقيه أنّ النّبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في الوتر في قنوته:
اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعافِنِي فِيمَنْ عافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبارِكْ لِي فَيما أَعْطَيْتَ وَقِني شَرَّ ما قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ سُبْحانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ وَأُؤْمِنُ بِكَ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ يا رَحِيمُ.
وينبغي أن يقول سبعين مرّة: أَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، وينبغي في ذلك أن يرفع يده اليسرى للاستغفار، ويحصي عدده باليمنى، وروي أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يستغفر في الوتر سبعين مرّة، ويقول سبع مرّات: هَذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ. وروي أيضاً أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام كان يقول في السّحر في صلاة الوتر، ثلاثمئة مرّة:
الْعَفْوَ الْعَفْوَ وليقل بعد ذلك: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وينبغي أن يطيل القنوت، فإذا فرغ منه ركع، فإذا رفع رأسه دعا بهذا الدّعاء الذي رواه الشّيخ في التهذيب، عن مُوسى بن جعفر عليهما السلام:
هَذا مَقَامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ وَشُكْرُهُ ضَعِيفٌ وَذَنْبُهُ عَظِيمٌ وَلَيْسَ لِذلِكَ إِلاَّ رِفْقُكَ وَرَحْمَتُكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيّكَ الْمُرْسَلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ﴿كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ طالَ هُجُوعي وَقَلَّ قِيامِي وَهذَا السَّحَرُ وَأَنَا أَسْتَغْفُرِكَ لِذُنُوبِي اسْتِغْفارَ مَنْ لا يَجِدُ لِنَفْسِهِ ضَرَّاً وَلا نَفْعاً وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً.
ثمَّ تسجد وتتم الصّلاة وتسبّح بعد السّلام تسبيح الزّهراء عليها السلام.
ثمَّ تسجد وتقول خمس مرات: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ ثمَّ تجلس وتقرأ آية الكرسي ثمّ تهوي ثانياً إلى السّجود، وتكرّر نفس الذّكر خمس مرّات.
إِلهِي كَيْفَ أَصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَةٍ مِنْكَ، وَقَدْ قَصَدْتُهُ عَلَى ثِقَةٍ بِكَ، إِلهِي كَيْفَ تُؤْيسُنِي مِنْ عَطائِكَ، وَقَدْ أَمَرْتَنِي بِدُعائِكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْنِي إِذا اشْتَدَّ الْأَنِينُ، وَحُظِرَ عَلَيَّ الْعَمَلُ، وَانْقَطَعَ مِنِّي الْأَمَلُ، وَأَفْضَيْتُ إِلَى الْمَنُونِ، وَبَكَتْ عَلَيَّ الْعُيُونُ، وَوَدَّعَنِي الْأَهْلُ وَالْأَحْبابُ، وَحُثِيَ عَلــَيَّ التُّرابُ، وَنُسِيَ اسْمِي، وَبَلِيَ جِسْمِي، وَانْطــــَمَسَ ذِكْرِي وَهُجــــــــــِرَ قَبْــــرِي، فَلَمْ يَزُرْنِي زَائِرٌ، وَلَـــمْ يَذْكُرْنِي ذاكِرٌ، وَظَهَرَتْ مِنِّي الْمَآثِمُ، وَاسْتَوْلَتْ عَلَيَّ الْمَظالِمُ، وَطالَتْ شِكايَةُ الْخُصُومِ، وَاتَّصَلَتْ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، صَلِّ اللهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآَلِ مُحَمَّدٍ، وَأَرْضِ خُصُومِي عَنِّي، بِفَضْلِكَ وَإِحْسانِكَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَرِضْوانِكَ، إِلهِي ذَهَبَتْ أَيَّامُ لَذَّاتِي وَبَقِيَتْ مَآثِمِي وَتَبِعاتِي، وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُنِيباً تَائِباً، فَلا تَرُدَّنِي مَحْرُوماً وَلا خَائِباً، اللهُمَّ آمِنْ رَوْعَتِي، وَاغْفِرْ زَلَّتِي، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية