أريدك أن تحدق في مشهدٍ، أرتني إياه نفسي في مكان المخيلة، مشهدٌ تجتمع فيه آياتٍ باهرة، بمعنى العلامة، وإشارات ظاهرة، فتبقى مدامة،حيث لو تفكر فيها ذوو الحجا، لنقلب اللبيب حائزاً، والفطين فائزا، فأدعوك بكل جوارحك، أن تحدق في ملائكة الله تعالى، ولو على صعيد هبّ أنّ، وهي تسبح في فلكٍ، وكلّ في فلك يسبحون، وهي تنظر إلى الأرض في ليلة ظلماء داكنة، ويلفت نظرها أنوار لامعة، تكاد تذهب هذه الأنوار بالأبصار، وهي التي اعتادت أن تجاور النور والضياء، فلا يلفتها هكذا أشياء، إلّا أن تكون الأشياء ليست كالأشياء، وتبقى تتسائل وأنا أتسائل، وأنت أيضاً، ما هي الأنوار التي شغلت الملائكة، في ليلة ظلماء بكماء، فحولتها إلى واحة بالأنوار مجتاحة؟ّ! ولوهلة تظن أن السماء على الأرض، تقوم وتملأ ساحاتها تلك النجوم، نعم إنها أنوار تلك البيوت، التي تتلى فيها آيات الله عز وجل، آناء الليل وأطراف النهار، فتضيئ للملائكة في السماوات، كما تضيئ النجوم لأهل الأرض.
هل الإعجاز مستمر، أم منقطع؟
ماهي أبرز الموضوعات التي جاءت في القرآن الكريم؟
هذا ما سلطنا الضوء عليه، في برنامج”هدى ونور” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الدكتور محمّد عبد الله، والشيخ محمّد زراقط.
أوضح الدكتور عبد الله، أن الإعجاز هو ما لا يستطيعه الإنسان المخلوق، لذلك سميّ إعجازاً،حيث أن قدراتنا لا تستطيع فعله ولا تبلغه، وهذه المعاجز خُصت بها، طوائف الأنبياء المتصلون بالسماء، فكانوا على نوعين من المعجزات، نوع آني التزم بوجودهم وتقطع بانقطاعهم، كمعجزة إبراهيم(ع)، كذلك معجزة عصى موسى(ع)، وانفلاق البحر، أما معجزة القرآن الكريم، هي معجزة دائمة، لكن من دون أن ننسى أن النبي محمد(ص)، كانت له معجزات آنية في زمانه، كانشقاق القمر، بالتالي فالمعجزة الدائمة الثابتة هي هذا القرآن الكريم، بما يحتوي من آيات بينات، تأتي الأجيال المتعاقبة، لتقف بما تبلغه من شأن علمي واكتشاف لمكونات هذا الكون، ومن ثم لتصل إلى الكشف عن بعض المضامين، التي تناسب رقيها العلمي، والفكري.
وأضاف الشيخ زراقط، أنه عندما نستعرض القرآن الكريم من أوله، نجد أنه تعرض لموضوعات شتى، أهمها المعتقد، فإنه في القرآن الكريم مجموعة من الآيات، التي تُطالب الناس بإصلاح معتقداتهم، بدل أن يؤمنوا بغير الله عز وجل، كأن يؤمنوا مثلاً: إذا فرضنا أن الإنسان، يعيش في هذه الدنيا وينتهي، بل ندعوهم بالإيمان بالله تعالى، ونلفتهم إلى وجود أخرةٍ يبعثون فيها من القبور، وما شابه ذلك في النبوة، وفي عددٍ من القضايا، التي ترتبط بأمور المعتقد، إذاً فأحد مقاصد القرآن الكريم، هو الموضوعات التي تعرّض لها هذا الكتاب الإلهي، وهي العقيدة، أما الأمر الآخر الذي له حضوره في معجزة النبي(ص)، هو الجانب الفقهي، أيّ مصطلح الآيات والأحكام، التي يتداولها جميع المسلمين، ففي قرآننا مجموعة من الآيات، التي تشرع مجموعة من التشريعات، في مواضع مختلفة، كالصلاة، والصوم وغيرها.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: