الولادة: ولد ليلة الثلاثاء، النصف من شهر رمضان المبارك، في السنة الثالثة للهجرة في المدينة المنوّرة.
الشهادة: استشهد (عليه السلام) في السابع من شهر صفر سنة 50ه، وقد مضى وهو ابن سبع وأربعين سنة.
استشهد مسموماً سمّته زوجته جعدة بنت الأشعث بدسيسة من معاوية بن أبي سفيان.
مدّة الإمامة: بويع بالخلافة في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40هـ، مدّة إمامته 10 سنين.
وقع الصلح بينه وبين معاوية سنة إحدى وأربعين.
ألقابه: الحجّة، الكفيُّ، السّبط، الوليّ.
كنيته: أبو محمّد.
مدفنه: المدينة المنوّرة – البقيع.
تمهيد:
إنَّ الظروف الصعبة الّتي أحاطت بحياة الإمام المجتبى (عليه السلام) جعلت من محطّات حياته ودراستها أمراً يحتاج إلى كثير من الدقّة والتمحيص والإنصاف, لأنّ الإمام (عليه السلام) قد عانى مظلوميّة من أهل زمانه، ومظلوميّة في صفحات التاريخ الإسلاميّ، سواء على مستوى فهم حركته السياسيّة المباركة وصولاً إلى الصلح مع معاوية، أم على مستوى بعض الاتّهامات التي لا تليق بالإمام (عليه السلام) كتعدّد الزوجات المفرط وغير ذلك ممّا نشتمّ منه رائحة البيت الأمويّ.
وقد عهد الإمام عليّ (عليه السلام) إليه قبل شهادته بيومين قائلاً: “يا بُنيّ! أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي، كما أوصى إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودفع إليَّ كتبه وسلاحه وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن توصي بها إلى أخيك الحسين عليه السلام”.
وبعد استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)، خطب الإمام الحسن (عليه السلام) خطبة قال فيها: “أيّها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا ابن البشير، أنا ابن النذير… الخ”. وبعد ذلك قام ابن عبّاس ودعا الناس إلى بيعته فاستجابوا وبايعوه قائلين “ما أحبّه إلينا وأحقّه بالخلافة”. وينقل ابن أبي الحديد أنه: “كان عدد المبايعين له أكثر من أربعين ألفاً”.
شخصية الإمام الحسن عليه السلام في سطور
كتب السيوطي في تاريخ الخلفاء: كان الحسن له مناقب كثيرة، سيداً حليماً، ذا سكينة ووقار وحشمة، جواداً ممدوحاً. واشتهر بسخائه النادر فقد أنفق أموالاً طائلة في سبيل الله. وقد سجّل المؤرّخون والعلماء في حياته المفعمة بالفخر والاعتزاز سخاءه الفريد وعطاءه العظيم وهو ما لم يلحظ في سيرة أيّ من العظماء، ويدلّ ذلك أيضاً على عظمة نفسه وعلى عدم مبالاته بمظاهر الدنيا المخادعة، فقد كتبوا أنّه خرج من ماله للّه مرتين، وقاسم الله ماله ثلاث مرّات حتى كان يُعطي نعلاً ويمسك نعلاً.
جهاد الإمام الحسن عليه السلام قبل الإمامة
كان الإمام الحسن عليه السلام ـ كما يشهد التاريخ ـ شجاعاً مقداماً وشهماً، لا يعرف الخوف طريقه إليه، ولم يبخل يوماً في تقديم أي تضحية في سبيل تقدّم الإسلام وإعلاء كلمته، وكان دائم الاستعداد للجهاد في سبيل الله.
في حرب الجمل: كان الإمام الحسن عليه السلام يقاتل مع أبيه أمير المؤمنين عليه السلام جنباً إلى جنب، وفي الخط الأمامي من ساحة القتال في حرب الجمل. و قبل بدء الحرب دخل الكوفة وبأمر من أبيه برفقة عمار بن ياسر وعدّة من أصحاب أمير المؤمنين ودعا أهلها للمشاركة في القتال. دخلها في الوقت الذي كان أبو موسى الأشعري أحد عمّال عثمان على الكوفة، وقد أبقاه الإمام لأسباب في منصبه وهو يعارض حكومة أمير المؤمنين العادلة ويثبط المسلمين عن الاصطفاف في جيش علي لمحاربة الناكثين، غير أنّه ورغم ذلك استطاع أن يعبّئ جيشاً تعدّى التسعة آلاف مقاتل وبعث بهم إلى ساحة القتال.
في حرب صفيّن: كان له دور فاعل في تعبئة القوات وإرسال الجيش إلى قتال معاوية في حرب صفين أيضاً، وكان يدعو أهل الكوفة إلى الجهاد إلى جانب أمير المؤمنين للقضاء على أعداء الإسلام وخونته. وقد بلغ من استعداده للتضحية في سبيل الحقّ مبلغاً في حرب صفين جعل أمير المؤمنين (عليه السلام) يطلب من أصحابه أن يمنعوه هو وأخاه الحسين من مواصلة القتال، لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية