لمحة عامة:
في اليوم الثّالث من شعبان، من السّنة الرّابعة للهجرة، ولد المولود الثّاني للإمام عليّ (عليه السلام) والسيدة فاطمة (عليها السلام)، في المدينة المنورة.
وتدرّج الإمام الحسين (عليه السلام) في كنف جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينهل من منبع علمه الفياض ويقتبس من أنوار أخلاقه ومعارفه.
وشملته الرعاية المحمدية ست سنوات ثم انتقل إلى مدرسة والده العظيم علي بن أبي طالب (عليه السلام) مقتدياً بنهجه مدّة ثلاثين سنة في حفظ الدين وإدارة شؤون الأمة ومشاركة والده في معارك الجمل وصفين والنهروان.
وفي عهد إمامة الإمام الحسن (عليه السلام) عايش الأحداث التي جرت بما فيها الصلح مع معاوية فكان جندياً مطيعاً لأخيه منقاداً له في جميع مواقفه التي اتخذها في مدّة إمامته التي استغرقت (10 سنوات).
تزوج الإمام الحسين (عليه السلام) من شهربانو بنت يزدجرد فأنجبت له الإمام علياً زين العابدين (عليه السلام)، وتزوج ليلى بنت عروة بن مسعود الثقفية فأنجبت له علياً الأكبر والرباب بنت امرئ القيس فأنجبت له سكينة وعبد الله الرضيع وأم إسحاق بنت طلحة فأنجبت له فاطمة بنت الحسين (عليه السلام).
ألقابه: سيّد الشهداء، أبو الأئمّة، سيّد شباب أهل الجنّة، السيّد، الرشيد، الشهيد، الزكي، الطيّب، المُبارك، السبط، دامت مدّة إمامته عشر سنوات، واستشهد يوم العاشر من محرم سنة 61 هـ. ودُفن سلام الله عليه في كربلاء المقدسة حيث استشهد.
الحسين (عليه السلام) والنبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم):
كان الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤكّد على محبّته وحنانه للإمام الحسين (عليه السلام) في مناسبات عديدة:
– يقول سلمان الفارسي: كان الحسين على فخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقبّله ويقول: “أنت السّيد وابن السّيد أبو السّادة، أنت الإمام وابن الإمام أبو الأئمّة، أنت الحجّة أبو الحجج، تسعة من صُلبك وتاسعهم قائمهم”.
– وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): “حسين مني وأنا منه أحبَّ اللهُ من أحبَّهُ، الحسنُ والحسينُ سبطانِ من الأسباط”.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام علي (عليه السلام): “يا عليُّ خُلقْتُ أنا وأنت من شجرة،أنا أصلُها، وأنت فرعُها، والحسنُ والحسينُ أغصانُها، فمن تعلّقَ بغصنٍ منها أدخلَهُ اللهُ الجنَّة”.
الإمام الحسين (عليه السلام) في زمان معاوية:
بعد استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام)، كانت بداية إمامة الإمام الحسين (عليه السلام) في زمن الدولة الأموية في عهد معاوية، الذي استولى على زمام الخلافة الإسلامية.
ولكنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أخّر البدء بتحركه إلى ما بعد موت معاوية، رغم أنه لم يسكت على تصرّفات معاوية. فحاول اختراق حصار التضليل الأموي عبر أنشطة مختلفة، من الوعظ والإرشاد إلى حلقات التدريس، وإلى الخطب في التجمعات العامة في موسم الحج، بل حتى في مجلس معاوية نفسه.
بداية التحرك
بعد أن تسلّم يزيد الحكم من بعد أبيه، ونصّب نفسه أميراً على المسلمين، صمّم على أن يرسل كتاباً للشّخصيّات الإسلاميّة المعروفة، يدعوهم فيه إلى مبايعته، فأرسله إلى عامله على المدينة، وأكّد فيه على أخذ البيعة من الإمام الحسين (عليه السلام)، وإذا رفض فعليه أن يقتله، وقد بلّغ العامل هذا النّداء إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وطالبه بالجواب، فقال الإمام الحسين (عليه السلام): ” إنّا لله وإنّا إليه راجعونَ، وعلى الإسلامِ السّلامُ، إذا بُليتِ الأمّةُ براعٍ مثلِ يزيد”.
تحرّك الإمام الحسين (عليه السلام) من المدينة إلى مكة محدداً هدفه: “إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً. وإنما خرجت لطلبِ الإصلاحِ في أمّةِ جدّي أريدُ أنْ آمرَ بالمعروفِ وأنهى عن المنكر..”.
مضى الإمام الحسين (عليه السلام) في طريق الثورة ولم يستمرَّ طويلاً حتى اعترضته طلائع الجيش الأموي بقيادة الحر بن يزيد الرياحي.
واضطر الإمام (عليه السلام) إلى النزول بأرض كربلاء في الثاني من المحرّم سنة 61هـ وتوافدت رايات ابن زياد لحصار الحسين عليه السلام وأهل بيته حتى تكاملوا ثلاثين ألفاً بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص.
وفي اليوم الثامن من المحرّم أحاطوا بالحسين (عليه السلام) وأهل بيته ومنعوهم من الماء على شدّة الحر ثلاثة أيام بلياليها رغم وجود النساء والأطفال والرضع معه (عليه السلام).
في ليلة العاشر من المحرَّم اشتغل الإمام الحسين (عليه السلام) وصحبه الأبرار بالصلاة والدعاء والمناجاة، والتهيؤ للقاء العدو.
ثم وقف الإمام الحسين (عليه السلام) بقلبه المطمئن، رغم كثرة عددالعدو وعدَّته… فلم تنل تلك الجموع من عزيمته، ولم يؤثر ذلك الموقف على قراره وإرادته، بل كان كالطود الأشم، لم يفزع إلى غير الله.. لذلك رفع يديه للدعاء والمناجاة وقال: “اللهمَّ أنتَ ثقتي في كلِّ كربٍ، وأنت رجائي في كلِّ شدَّةٍ، وأنت لي في كلِّ أمرٍ نزلَ بي ثقةٌ وعدَّةٌ، كم من همٍٍّ يضعفُ فيه الفؤادُ، وتقلُّ فيهِ الحيلةُ، ويخذلُ فيه الصديقُ، ويشمتُ فيه العدوُّ أنزلتُه بكَ، وشكوتُهُ إليك، رغبةً مني إليكَ عمَّنْ سواك، ففرّجْتَهُ وكشّفَته، فأنتَ وليُّ كلِّ نعمةٍ، وصاحبُ كلِّ حسنةٍ، ومنتهى كلِّ رغبةٍ…”.
وفي اليومِ العاشرِ منَ المحرَّمِ وقعت حادثة كربلاء المروعة والتي شكّلت فيما بعد صرخة مدوية في ضمير الأمة تزلزل عروش الطواغيت على مرّ العصور. حيث استشهد الإمام وأهل بيته وأصحابه وألقيت مسؤولية إيصال صوت الثورة على الإمام زين العابدين والسيدة زينب عليهما السلام ومن بقي معهم من النساء.
من أقوالهِ وحكمه (عليه السلام):
* “منْ لمْ يجعلِ اللهُ لهُ منْ نفسِهِ واعظاً فإنَّ مواعظَ الناسِ لن تغنيَ عنهُ شيئا”.
* “ما الإمامُ إلاّ العاملُ بالكتابِ والآخذُ بالقسطِ والدّائنُ بالحقِّ والحابسُ نفسَهُ على ذاتِ الله”.
* ” الغيبةُ إدامِ كلابِ النار”.
* “من سرَّهُ أن يُنسأَ في أجلِهِ ويزادَ في رزقِهِ فليصِلْ رحمَهُ”.
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية