1. لقد نصّ القرآن الكريم في الآية ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) ﴿٤٢ آل عمران﴾ على اختيار واصطفاء السيدة مريم (عليها السلام) وتطهيرها المعنوي بمعنى العصمة وعلى كمالها على كل نساء عالمها.
واتفق المسلمون في كتبهم المعتمدة لديهم على أن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء أهل الجنة بمعنى سيدة حتى على مريم (عليها السلام) ومن تلك الكتب صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ومسند أحمد بن حنبل، وكتاب سنن الترمذي، وكتاب سنن ابن ماجة، وكتاب السنن الكبرى للنسائي، وكتاب المصنف لمؤلفه ابن أبي شيبة، وكتاب المعجم الكبير للطبراني، وكتاب مستدرك الحاكم، وكتاب كنز العمال للمتقي الهندي، وكتاب – الآحاد والمثاني- لمؤلفه ابن أبي عاصم، وكتاب المناقب لمؤلفه ابن حجر، والدولابي في كتابه الذرية الطاهرة، وكتاب معرفة الصحابة لمؤلفه أبي نعيم الأصبهاني.
2. لو تأملنا الآية لوجدنا اصطفاء ثم تطهير ثم اصطفاء على نساء العالمين بعد التطهير لمريم (عليها السلام)، يعني بعد تحققها بالعصمة ، وقد ذكر القران الكريم تطهير اهل البيت عليهم السلام ومنهم فاطمة الزهراء بمعنى عصمتهم، وهو سبب الاصطفاء والتفضيل على العالمين ونص آية التطهير فيها من أساليب التأكيد العديدة وأداة الحصر التي قد يفهم منها أن إرادة الله تعالى أولت تطهير وعصمة هؤلاء الخمسة من أهل البيت (عليهم السلام) وخصّتهم بما لم يختص غيرهم بمستوى التطهير المعنوي – العصمة – التي هي ملاك التفضيل والتقديم على العالمين.
3. فكيف يصح أن يطلب أبو بكر من فاطمة (عليها السلام) إقامة الشهادة على إثبات حقها وهي بهذه المنزلة الواضحة والعصمة والاستقامة بنص القرآن؟ وكيف سوّلت نفس عمر له أن يهدد بحرق دارها ويهجم عليها ويكشف دارها بتلك الطريقة الجاهلية العدوانية ؟
4. وتؤكد هذه المعاني القرآنية التي أظهرت مقام ومنزلة الزهراء (عليها السلام) روايات ذكرتها كتب السنة جعلت رضا الله تعالى برضا فاطمة وغضب الله بغضب فاطمة .. ومن هذه الكتب (كنز العمال للمتقي الهندي، كتاب مجمع الزوائد لمؤلفه الهيثمي، وكتاب الآحاد والمثاني لمؤلفه الضحاك، وكتاب المعجم الكبير للطبراني، وكتاب نظم دور السمطين لمؤلفه الزرندي الحنفي، وكتاب علل الدار قطني لمؤلفه الدار قطني، وكتاب تاريخ مدينة دمشق لمؤلفه ابن عساكر، وكتاب أسد الغابة لمؤلفه ابن الأثير، وكتاب ميزان الاعتدال للذهبي، وكتاب الإصابة لمؤلفه ابن حجر، وكتاب إمتاع الأسماع لمؤلفه المقريزي).
5. واذا راجعنا كتاب صحيح البخاري وصحيح مسلم فإنهما يذكران أن فاطمة (عليها السلام) غضبت على أبي بكر وعلى عمر بن الخطاب ولم تكلمهما حتى ماتت مظلومة شهيدة، وأوصت أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يدفنها سراً وليلاً دون أن يخبر ظالميها بتشييعها وموضع قبرها الشريف والذي يؤكد صحة هذه الوقائع أن قبرها مخفي لحد الآن ولا يعرف موضعه المسلمون، فهل سأل المسلمون أنفسهم لماذا يختفي قبر بنت رسول الله وسيدة نساء أهل الجنة والعالمين بينما تعرف قبور زوجات الرسول والكثير من أصحابه؟.
فمن يظلم بنت الرسول وبضعته التي يؤذيه ما يؤذيها هل يتردد في ظلم مسلم ليس له هذه المنزلة والمقام !؟ وهل يؤمن على إقامة العدل بين المسلمين !؟.
عبد الزهراء
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية