إن إقصاء أهل البيت (ع) عن موقع القيادة وإمامة المسلمين أدى إلى الانحراف في جميع مجالات الحياة , وهذا
ماترك تأثيرا سلبيا على مقومات الشخصية المسلمة سواء على نحو الفكر والعاطفة أو السلوك . فعمّ الانحراف
في المبادئ والتصورات والأوضاع والتقاليد والعلاقات الاجتماعية والممارسات العملية جميعا .
وهذا مانراه قد حدث وانتشر إبان إمامة الباقر (ع) , لذا برز دور امامنا (ع) في التصدي لانتشار الانحراف الفكري والاخلاقي
والاجتماعي .. فعمد الى تربية شيعته ومحبيه لتقف ضد هذا الانحراف . وايضا عمد الى تنمية الفرد تنمية شاملة متكاملة من
جميع الجوانب الروحية والعقلية والجسدية والنفسية والاجتماعية والجمالّية بحيث لايطغى جانب على آخر , فهي تنمية متوازنة
مع الشمول والتكامل لاعداد الفرد الصالح والنافع لنفسه ولمجتمعه .
فتارة نراه يؤكد على أهم أركان الإسلام التي بُني عليها ليعرفها الناس فيحافظوا عليها , حيث يقول (ع) : ((بُني الاسلام على
خمسة أشياء : الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية , ولم ينادِ بشئ مثل مانودي للولاية )) .
وتارة يؤكد على العبادات وخصوصا الصلاة ويبين اهميتها ومكانتها في إيمان العبد حيث يقول (ع) : (( الصلاة عمود الدين مثلها كمثل عمود الفسطاط , اذا ثبت العمود ثبت الأوتاد والأطناب , وإذا مال العمود وانكسر لم يثبت وتد ولاطنب )) .
وتارة أخرى يؤكد على جوانب اجتماعية مهمة كقضاء حوائج الناس او السعي فيها حيث يقول (ع) : (( من قضى مسلما حاجته , قال عزوجل : ثوابك عليّ ولا أرضى لك ثوابا دون الجنة )) .
وأخرى يؤكد على أحياء الفريضة المعطة في المجتمع وهي فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال بيان عاقبة الساكتين عن المنكر والتاركين للأمر بالمعروف حيث يقول (ع) :
(( ان الله عزوجل أوحى الى شعيب النبي (ع) : إني معذب من قومك مائة الف , اربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم , فقال : يارب هؤلاء الاشرار فما بال الاخيار ؟
فاوحى الله إليه : إنهم داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي )) .
وتارة يريد أن يُخرج حب الدنيا والحرص عليها من النفوس فيقول (ع) :
((مثل الحريص على الدنيا مثل دودة القزّ كلما ازدادت على نفسها لفاً كانت أبعد من الخروج حتى تموت غماً)) .
واخرى يؤكد امامنا (ع) على العلاقات الودية والاخلاق الاسلامية بين المؤمنين فيقول :
((إن المؤمن اذا صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب )) .
ويقول (ع) : ((إن المؤمن أخو المؤمن لايشتمه ولايحرمه ولايسيء به الظن ))
نسأل الله تعالى أن نستفيد من هذه الاحاديث والالتفات النورانية في احاديث امامنا الباقر (ع) في طريقنا نحو الكمال والرقي الاخلاقي والاجتماعي.
بقلم أم منتظر الكاظمي