المشرف العام لمشروع كونوا مع الصادقين
في البدء نود أن نبين شيئاً مهماً وهو أن البعض حاول أن ينتفع من انحراف الجهات السياسية التي تلبس ثوب الإسلام بالمقلوب. وتستخدمه شعاراً لحصد المكاسب في أي قضية حتى لو كانت حقا وهؤلاء بذلك يلبسون ويدلسون على البسطاء من الناس مستغلين طيبتهم.
وقد لاحظنا البعض ممن يدّعون الدفاع عن حقوق المرأة تصديهم لمواجهة التشريعات الإسلامية التي ضمنت حياة وكرامة الإنسان. كل الإنسان، والمرأة على وجه الخصوص حتى ورد في الأثر عن أهل بيت العصمة عليهم السلام: (ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم). ونحن نعتقد وهو الحق أن خالق الخلق أعرف بما يصلح الناس والخلق واحق بهم ومن هذه التشريعات هي الحضانة.
وقد رأينا قبل أيام الجدل الدائر حول موضوع الحضانة في الإعلام نتيجة عزم البرلمان على إقرار قانون حول الحضانة. فنقول: إن تشريع الحضانة المؤقتة للأم وعودة الأبناء إلى آبائهم. فيه تخفيف عبأ عن كاهل المرأة وتحميل الرجل للمسؤولية. وفي نفس الوقت فيه تقليل لعدد حالات الطلاق حيث لا تراعي بعض النساء مصير الأبناء عند إثارة موضوع الطلاق في الأسرة. فإن استشعر كل من الرجل والمرأة عظم المسؤولية والحرمان المترتب على الطلاق فسيسعون للحفاظ على الأسرة. خصوصاً وأن الشرع الإسلامي وضع ضوابط ومواصفات ومهام للزوج والزوجة.
كما أن من أراد أن يعالج موضوع الطلاق عليه أن يعمل على تأهيل الأشخاص الذين وصلوا إلى مرحلة دخول عش الزوجية لتفادي هذه الحالات. وهذا ما طالبت به مرجعيتنا في النجف الأشرف منذ وقت مبكر وأسست له مؤسسات خاصة لإعطاء الدورات التي تنمي قابلياتهم. وكذلك وضعت لجاناً استشارية لمعالجة قضاياهم قبل الزواج وبعده.
إن على أولئك الذين يعترضون على التشريعات الإسلامية الرصينة أن لا ينصبوا أنفسهم مشرعين بدلاً عن الخالق الحكيم. الذي قال في كتابه العزيز عن هذه الحالة: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وقال ايضا: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ وقال عز من قائل: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}.
إن الدستور العراقي أعطى حق حرية المعتقد فلا يحق لإمرأة غير مسلمة أن تتعدى على الشريعة الإسلامية والتعدي على العلماء بحجة الدفاع عن المرأة. وهي بذلك تحرض على العنف والارهاب الذي عانى منه أحبائنا وشركائنا في الوطن من غير المسلمين. فعليها وأمثالها أن تحذر من إشعال الأزمات في هذه البلاد.
إننا ندعو الأسر الكريمة أن تحافظ على إستقرارها وأن تحل مشاكلها بعيدا عن المحاكم وعن قصيري النظر وأن تكون بين الرجل والمرأة تنازلات عادلة. من أجل الحفاظ على الأسرة فإن الأبناء أمانة في أعناق الآباء والأمهات، ثم أن الكثير – ولعل الأغلب – من الأبناء الذين طلقت أمهاتهم عانوا الأمرين من أهل المرأة المطلقة. وانحرفوا نتيجة أستغلالهم واستخدموا في بيوت الأخوال وتم الانتقاص منهم وتعييرهم حتى حين يكونوا شخصيات محترمة في المجتمع. وكلما تحدثوا معهم قالوا لهم: تبرئ منكم آبائكم ونحن أصحاب الفضل عليكم وغيرها من الكلمات الجارحة، وبعضهم يقوم بضرب هؤلاء المساكين انتقاما من الزوج المطلِق ويكونون للاسف ضحايا لعدم تعقل أحد الطرفين سواء الزوج أو الزوجة.
إن الذين لا يتفهمون معنى الألم النفسي والآثار الإجتماعية التي يعانيها الأبناء بعد فترة من الزمن هم من ينصبون أنفسهم آلهة. فيشرعون شريعة يسمونها قانوناً يسلب الأمن الأجتماعي ويشتت الأسرة، لذا ندعوا جميع العقلاء في العراق من طلبة العلوم الدينية والشخصيات الثقافية والاجتماعية والحكومية والعشائرية إلى إسكات هذه الاصوات النشاز والوقوف بوجه هؤلاء المتجاوزين على الدين والقيم الاجتماعية والمشجعين على تمزيق العوائل بعناوين نادى بها من قبلهم البعث الظالم. فلا تقبلوا أيها الأعزاء بالجاهلية بعد الإسلام ولا بالباطل بعد الحق.