استُشهد الصحابي مِيثَم التمّار (رضي الله عنه) في ۲۲ ذي الحجّة ٦٠ﻫ ، أي: قبل وصول الإمام الحسين (ع) إلى كربلاء بعشرة أيّام، بمدينة الكوفة، ودُفن فيها، وقبره معروف يُزار.
إخبار الإمام أمير المؤمنين (ع) بقتله:
قال (عليه السلام) له: «والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك، ولتقطعن النخلة التي بالكناسة، فتشق أربع قطع، فتصلب أنت على ربعها، وحُجر بن عَدي على ربعها، ومحمّد بن أكثم على ربعها، وخالد بن مسعود على ربعها، قال ميثم: فشككت في نفسي وقلت: إنّ علياً ليخبرنا بالغيب! فقلت له: أو كائن ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال: إي وربّ الكعبة، كذا عهده إليّ النبي(صلى الله عليه وآله)» (۱).
وفي خبر آخر: «إنّك تُؤخذ بعدي، فتُصلب وتُطعن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً، فيخضّب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب، وتُصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، وامضِ حتّى أريك النخلة التي تُصلب على جذعها فأراه إيّاها.
فكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها ويقول: بوركت من نخلة، لك خلقت ولي غذيت. ولم يزل يتعاهدها حتّى قطعت وحتّى عرف الموضع الذي يصلب عليها بالكوفة.
قال: وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إنّي مجاورك فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد»(٢).
الهامش:
(١) – رجال الكشّي ۱ /۲۹۷ ح۱۴۰٫
(٢) – الإرشاد ۱ /۳۲۳٫