إن الثورة الإسلامية لا تعني إسقاط الحكم الظالم والاستحواذ على السلطة، بل تعني التغيير الإصلاحي للأمة ونقلها من الضلال إلى الإيمان، ومن الجهل إلى نور العلم، تعني تكسير القيود والأغلال التي تخلد المؤمن إلى الكسل والدعة والإهمال والتقصير، تعني استنهاض الطاقات والهمم نحو طاعة الله تعالى ونشر دينه الحنيف.
فيتحول المجتمع من حال الجهل والظلمة والسيئات والذنوب والبعد عن الله تعالى، إلى حال النور والهداية والطاعة والعبادة.
وقد استطاع المصلح العظيم والمرجع الديني الكبير السيد الشهيد محمد صادق الصدر (أعلى الله مقامه) أن يقوم بثورة إسلامية بكل ما تحويه كلمة الثورة من معنى.
نفض من خلالها غبار التقاعس والضعف والتراجع لدى الأمة، باعثاً فيها روح القوة والعزيمة والجدية والمواجهة، وكان أول ميادين المواجهة ميدان جهاد النفس، وتخليصها من الذنوب والمعاصي، وحثها على فعل الواجبات وأفعال الخير.
ثم الانطلاق إلى الميادين الأخرى التي سرت فيها الثورة سريان النار في الهشيم، (وسنعرض تباعاً بعض تلك الميادين إن شاء الله تعالى)، حيث حقق (أعلى الله مقامه) ما يشبه المعجزات من الانتصارات في هذه الميادين.
كل ذلك ولم يكن يملك السلاح ولا الأموال ولا الدعم الخارجي، وكان يقول ((هم لديهم المال والسلاح، ونحن لدينا الله تعالى))، فكانت حقاً ثورة إلهيةً بيضاء.
الشيخ كامل الباهلي
٣ ذو القعدة المحرم ١٤٤٤
النجف الأشرف
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية