سؤال: بعض الأخوات يطرحن هذه النقطة، وهي إذا كانت المرأة محتشمة، وعفيفة، ولماذا الحجاب، الهدف من الحجاب منع المجتمع من الاسترسال وراء الشهوات، وهذه المرأة ممتنعة ؛ لأنها تحمل العفة، وتحمل الاحتشام في جوانحها، فهي بعيدة عن الاسترسال وراء الغرائز، والشهوات، فلماذا يفرض عليها الحجاب ما دامت تمتلك العفة، و الاحتشام؟
الجواب: هذه القضايا شكل، و مضمون، ليست القضية مضمون بدون شكل، وشكل بدون مضمون، فمثلا: الصلاة شكل من خلال القيام بالحركات من قيام، وقعود وركوع، وسجود، ومضمون أيضا، القرآن يقول: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ ﴾، فلو قال الإنسان أنا لا أحتاج إلى الصلاة أنا لدي تأملات روحية بيني، وبين ربي لا أمارس لا الفحشاء، ولا المنكر، وليس هناك داع للصلاة، هل يمكن؟ لا، فقوتك على ترك الفحشاء، والمنكر لابد أن يكون لها شكل يبرزها، والشكل الذي يبرزها هو الصلاة.
إذن هناك مضمون، وهناك شكل يبرز المضمون، المرأة عفيفة لكن تبرز عفتها بحجابها، الحجاب مظهر، ورمز للعفة، العفة مضمون يتجلى من خلال هذا الشكل الذي تلتزم به المرأة ألا، وهو شكل الحجاب.
سماحة العلامة منير الخباز