شاء الله تبارك وتعالى أن يفتتح سنتنا الهجرية بأيام عاشوراء التضحية والفداء والإصلاح وكأنها تعني فيما تعني جعلُ قضية الإمام الحسين (ع) عنوان لقضايانا والعنوان كما تعلمون يختزن كل مضامين وتفاصيل المعنون كما أن عنوان الكتاب يتكون من كلمتين او ثلاث لكنه يعطي فكرة عن الكتاب كله وكأن الله سبحانه وتعالى أراد منّا أن نجعل من قضية الحسين (ع) مضمون حياتنا التي يجب أن نسير عليه ولا عجب في ذلك فقضية الحسين (ع) هي قضية التوحيد الكبرى والإسلام المحمدي الأصيل والمبادئ الإنسانية النبيلة التي يتفق جميع الناس عليها وهكذا فإن قضية الحسين (ع) تصلح لأن تغطي كل حياتنا بتفاصيلها وتنوعها.
وفي برنامج “عشرة الباذلين” تم تسليط الضوء على قضية الإمام الحسين (ع) مع سماحة السيد بهاء الموسوي.
حيث أكد السيد بهاء أنه لا بد ان نبتدئ من الحسين (ع) نفسه ننطلق من سيد الشهداء كينونته العظيمة التي استطاع من خلالها أن يختزل كل الوجود آنذاك بشخصيته ولا يخفى أن سيد الشهداء قد لفت التفاتتاً عجيبة عندما قال لصحبه وأنصاره “اذهبوا وقد أرخى الليل سدوله اتركوني أنا والقوم” وكأن سيد الشهداء (ع) يريد ان يقول لهم أنني بذاتي بمفردي بإمكاني أن أحقق الهدف الذي يريده الله جل وعلاولذلك هذه الإشراقة الوجودية المكتنزة بشخصية سيد الشهداء علينا أن نبتدئ منها.
وأضاف السيد بهاء أن واقعاً من الأسئلة المهمة التي ينبغي أن نطرحها على أنفسنا أولاً ومن ثم نسقطها على القضية الحسينية كيف يمكن للإنسان الذي يموت بالمعنى العام أو الذي يستشهد بالمعنى الخاص أن يُحيي غيره، الغريب أن الشهيد عندما يستشهد يخرج من هذه الحياة الدنيا ويعرج إلى الله عز وجل يغرب عن الدنيا، موضحاً أن هذا الغروب الذي يحدث في شخصية الشهيد يُحدث شروقاً عند غيره، عند كل من يرتبط بهذا الشهيد ارتباط عقدي أو إنساني أو اقتدائي.
وذكر السيد بهاء أن عندما ينظر الإنسان إلى سيد الشهداء ويتأمل في هذا العنوان “الباذلين” ربما هي من أهم اللِحاظات في شخصية الشهيد هو “البذل” كيف يمكن للإنسان أن يتعلم من البذل؟ أول مفردة ينبغي ان نتوقف عندها هي الاستشهاد، عندما نعتقد أن سيد الشهداء شهيداً علينا يشهد اعمالنا وأقوالنا ومواقفنا هذا يُحدث في داخلنا مسؤولية تجاه دمه ونحره وتجاه حتى خنصره المبتور كما يُحدث في داخل النفس حالة من الحياء المكتنز بالعمل اذ أن الشهيد ليس شخصاً هاجر الدنيا وخرج، بل هو شخص عرج إلى مرحلة من مراحل الوجود.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=Ghx02mH3i6w