محاولة للخروج من أسر الأشياء “أن لايملكك شيء”
#فكرة الحقيبة الجاهزة أو الخفيفة .. هي تعني أن الإنسان على استعداد تام للسفر والخروج من سلطة الأشياء عليه .. ولايعيقه عدم جاهزيته او عدم توفر مستلزماته لانه قد هيء ذلك مسبقا او تنازل عن اغلب التزامته ولم يحافظ الا بالقليل الذي لايعيقه.
#ولا يحتاج إلى مؤونة كبيرة للتجهيز..
هذا ملخص فكرة الحقيبة الجاهزة .. والتي تعكس فلسفة ارتباط الإنسان بالحياة وما فيها من شواغل والتزامات وارتباطات عملية أو عائلية أو دراسية .. فهو أن حصل وحان وقت المغادرة في اي لحظة فلن يحتاج الا ان يضع تلك الحقيبة على كتفه ويخرج ..
وهي في الواقع فكرة رمزية ترمز إلى تلك المستلزمات التي تصاحب الإنسان في حله وترحاله ولا تحتاج إلى جهد كبير من أجل إعدادها.. فهي ليست حقيبة بالمعنى الحقيقي وإنما هي لكل إنسان بحسب احتياجه الضروري لها فربما تكون حقيبة وربما تكون شيء واحد والبعض ممن اعد نفسه بشكل اكبر… استغنى حتى عن الحقيبة ..
#وفكرة الحقيبة الخفيفة هي ليست من الأفكار المبتكرة أو المستحدثة وإنما هي ترجع إلى فلسفات وأفكار مستغرقة في
القدم .. ولعل أول من تناولها هم فلاسفة اليونان من الذين كان
يدرسون الفلسفة ويعتقدون أن من أهم ماتضفيه الفلسفة على حياتهم هو الزهد في هذه الدنيا وما فيها من رغبات وملذات متنوعة ..
ونشأت على ذلك مدارس واتجاهات في فهم السعادة المبتغاة من حياة الإنسان..
فهل السعادة هي في نيل كل ما في الحياة أو السعادة هي بالتنازل عن كل ذلك سوى الضروري جدا منها .. حتى مر ذات يوم احد الفلاسفة على بقال فنظر إلى مايبيع فقال .. اه .. كم هي كثيرة الأشياء التي لا احتاجها..
#ثم نشأت المدرسة الكلبية في الفلسفة اليونانية والتي توضح أن الإنسان يمكنه أن يستغني عن كل شي في حياته ويمكنه أن يعيش في برميل، وكان أحد فلاسفة هذه المدرسة يعيش في برميل تشبها بحياة الكلب ..
#وفي الحظارة الإسلامية يعكس لنا الصحابي سلمان الفارسي الملقب المحمدي .. فكرة الحقيبة الجاهزة بشكل رائع وذلك عندما ولي حكم المدائن إحدى ولايات العراق وقد نشب حريق فيها .. وانشغل الناس بإخراج أغراضهم ومستلزماتهم ولم ينشغل الصحابي الحاكم الا بإخراج السجادة المعدة للصلاة فقط ..
وتعتمد فكرة الحقيبة على استعداد ذهني ونفسي قبل كل شيء
فلا بد على الإنسان أن يهيء نفسه اولاً على أن يتنازل عن كثير من الأشياء في حياته وعليه أن يعتاد على مواصلة حياته من دونها .. وحتى لو شائت الضروف أن يسافر في اي لحظة فهو لا يحتاج إلى كثير مؤونه..
#وقد فهم البعض فكرة الحقيبة الجاهزة بشكل سلبي .. ففهم منها التنازل عن كل شيء بما فيها الأهل والعائلة الزوجة والأصدقاء .. وهذا فهم خاطئ أو إفراط وخروج عن الطبيعة الانسانية التي تقتضي أن يعيش الإنسان ضمن جماعات مع عائلة وأصدقاء ..
??في الختام يمكن لأي أن انسان يتدرب على هذه الفكرة للخروج من سلطة الأشياء غير الضرورية أو غير الواجبة وبذلك يملك حرية أكثر وكذلك يُخضع نفسه لتربية نفسية خاصة .