المقدمة
يعد الوقوف على أسهامات العلماء من أبرز الانشطة التي تستحق التأمل من اجل رسم معالم الاقتداء والتأسي للشخصية الباحثة على القدوة والمثال والقائد،ومن بين أولئك العلماء الربانين الحركيين في المرحلة المعاصرة،سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله)،الذي يعد المثال الإبرز من بين العلماء الذين أثروا الساحة العراقية والعربية والاسلامية ،بالعديد من النتاجات الفكرية المهمة وفي مختلف المجالات التي من بينها واهمها المجالات الفكرية وخصوصا في مسار نتاجات تاريخ ائمة اهل البيتu،عبر منظومة خطابات متعددة ، وهو ماسوف نقف علية في محاولة لا ندعي انها ترقى للوقوف على جميع ابعاد خطاب المرحلة الموسوم ((الامام الهاديuيواجه اصحاب الدعاوى الباطلة))،ولكنها محاولة بحجم فهم الباحث للخطاب،ومانلاحظة على الخطاب انه عالج بعدية مهمة تمثلت في قراءة للفرق الضالة في عصر الامام الهادي ،u في اشارة لبعض تلك الفرق من دون الاشارة لسائر الفرق الاخرى التي كانت منتشرة في ذلك العصر والتي يرجع بعضها الى تاريخ اسبق من عصر الامام الهادي ،,uونحن سوف نقف على ما اشار اليه سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله)،مع اضافة سائر الجوانب الاخرى في ذات السياق لرسم صورة كاملة عن ذلك العصر الفكري .
ا لباحث
ثائر العقيلي
9/9/2015م.
الحياة الفكرية في خطابات المرجع اليعقوبي(دام ظله)الامام الهادي (ع) انموذجاً
شهد عصر الإمام الهادي ( ( uالفكري حركة ديناميكية كان مبعثها التأثيرات الفكرية التي سبقت عصره، وفي خضم التطورات الفكرية التي شهدها عصر المأمون الذي غدا عصر احتدام فكري بين فرق وجماعات ومذاهب ساهمت في تفصيل الموارد المعرفية الإنسانية، فكل فرقة من الفرق لها جذورها الاجتماعية ومتبنياتها الفكرية التي تسعى إلى الدفاع عنها وترسيخها في البيئة الفكرية التي شهدت تطوراً على المسار الفكري بتبني الدولة لفكر الاعتزال فغدا مذهب الدولة الرسمي، وهذا كان له انعكاسه السياسي والاجتماعي، وفي هذا الصراع الفكري للإمام الهادي(u )دوره كونه يمثل مرجعية فكرية تنشدها الأتباع .(1).
يجد الباحث ان سماحة المرجع المرجع اليعقوبي (دام ظله) قد أشار في خطابة الى عدد من الابعاد الاستراتيجية المهمة ،وذلك من خلال تركيزة على ابرز الفرق الفكرية التي كانت منتشرة في عصر الامام الهادي (u) والتي لها انعكاساتها في هذة المرحلة المعاصرة ،لذلك سوف نقف مع مديات الخطاب عبر تقسيمة الى قسمين مهمين هما:
الاول:مادة الخطاب الفكرية .
ونقصد بمادة الخطاب المادة الفكرية التي اشارلها سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله)،بما يرتبط بالمواقف الفكرية التي كان للامام الهادي(u) دور في الوقوف ضدها.
أشار سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) الى موقفين للامام الهادي(u) تجاة المواقف والفرق الفكرية وهي:
تعد قصة زينب الكذابة التي أدعت الارتباط النسبي بأهل البيت(عليهم السلام) من جهة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (u) و السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)،احدى القصص التي وقف الامام الهادي(u)بوجهها بعد ان عجز فقهاء السلطة العباسية من الوصول معها الى حل مناسب ،لذلك لجأوا اليه ليضع حلا لها، وقد روت المصادر هذة القصة ،من ظهور امراة :(( تزعم أنها بنت علي بن أبي طالب ، فأحضرها المتوكل وقال: اذكري نسبك فقالت: أنا زينب بنت علي، وأنها كانت حملت إلى الشام فوقعت إلى بادية من بني كلب، فأقامت بين ظهرانيهم فقال لها المتوكل: إن زينب بنت علي قديمة وأنت شابة؟ فقالت: لحقتني دعوة رسول الله بأن يرد شبابي في كل خمسين سنة فدعا المتوكل وجوه آل أبي طالب فقال: كيف يعمل كذبها فقال: الفتح :لا يخبرك بهذا إلا ابن الرضا، فأمر بإحضاره وسأله فقال( u ) إن في ولد علي علامة قال: وما هي: قال: لا تعرض لهم بالسباع فألقيها إلى السباع فإن لم تعرض لها فهي صادقة، فقالت: يا أمير المؤمنين الله الله فيّ فإنما أراد قتلي وركبت الحمار وجعلت تنادي ألا إنني زينب الكذابة، وفي رواية أنه عرض عليها ذلك فامتنعت فطرحت للسباع فأكلتها… جرب هذا على قائلة فأجيعت السباع ثلاثة أيام ثم دعي بالإمام (u )وأخرجت السباع فلما رأته لاذت به فبصبصت بأذنابها فلم يلتفت الإمام إليها وصعد السقف وجلس عند المتوكل. ثم نزل من عنده والسباع تلوذ به وتبصبص حتى خرج وقال النبي (حرم لحوم أولادي على السباع).(2).
ولقد أشار المسعودي إلى هذه الحادثة بقوله: (وقد ذكرنا خبر علي بن محمد مع زينب الكذابة بحضرة المتوكل، ونزوله إلى بركة السباع وتذللها له ورجوع زينب عما ادعته من أنها ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب، وأن الله أطال عمرها إلى ذلك الوقت في كتابنا أخبار الزمان)(3).
وعند الرجوع للكتاب لم نجد مثل هذه الرواية ولكن هناك رواية اخرى حول ادعاء بنت ادم للكهانة(4)، ونلاحظ أن النص أشار إلى قول الإمام( u): (إن في ولد علي علامة لا تعرض لهم السباع)، والراجح أن مراده هو أولاده المباشرين من السيدة فاطمة “سلام الله عليها” والائمة (عليهم السلام) والذي اثبت الامامu )) ذلك بعد أن أدخله المتوكل إلى السباع والذي أظهر كرامة من كراماته، وأثبت حرمة لحمه عليها وفي ذلك حجة على المتوكل وغيره.(5).
وقد قرأ سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) هذة الرواية بعدد من الامور ابرزها:
- تفاعل الامام (ع) الايجابي مع قضايا الامة ومشاكلها وتحدياتها وحضورة الميداني في وسط الامة.(6).
- تفرد اهل البيت(عليهم السلام)باالمناقب والفضائل التي حباهم الله تعالى بها ،بحيث لايضاهيم احد مما يؤكد استحقاقهم للامام والخلافة بمافضلوابه على الخلق اجمعين ،لذلك تجد الامة تفزع اليهم في كل معضل ومشكل ،ومن ابرز الشواهد على ذلك ماروي من مقوله عمر بن الخطاب قولة:((لاابقاني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن)) (7)،وقول الفراهيدي في جوابه على من سأله عن استحقاق امير المؤمنين (u)للامامة والخلافة قال:((لحاجة كل الخلق اليه واستغنائه عنهم جميعا)).(8).(9).
- فشل المتقمصين للخلافة وعجزهم وافتضاح امرهم في كل مشكلة تواجههم والشواهد على ذلك كثيرة.(10).
واعتقد ان هذة الاشارة من قبل المرجع اليعقوبي (دام ظله) تحمل الكثير من الابعاد والتي اهمها الابعاد السياسية والاقتصادية والفكرية والذي يهمنا في هذة القراءة الفكرية ،الوقوف على الابعاد الفكرية ،لذا سوف نشير الى الشواهد التي نوهه لها سماحتة من الناحية العلمية والتي كان دون شك على معرفة بها،ومن ابرز الشواهد التي اشارت لها المصادر والتي تثبت مكانة الإمام (u)العلمية في عصر الواثق، منها ما أشارت اليه بعض المصادر من 🙁 أن يحيى ابن أكثم قال في مجلس الواثق والفقهاء بحضرته من حلق رأس أدم حين حج ؟ فتعايى القوم عن الجواب فقال الواثق: أنا أحضر من ينبئكم بالخبر فبعث … فأحضره فقال له : يا أبا الحسن من حلق رأس ادم ؟ فقال سألتك بالله يا امير المؤمنين ألا أعفيتني قال: أقسمت عليك لتقولن قال أما أذ أبيت فأن أبي حدثني عن جدي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلمأمر جبريل أن ينزل بيا قوته من الجنة فهبط بها فمسح بها رأس أدم فتناثر الشعر منه فحيث بلغ نورها صار حرماً).(11).
وقد قرأ أحد الباحثين هذا النص بعده امور أهمها.(12).
1ـ أن الإمام الهادي( (uتم أشخاصه الى سامراء في عصر المتوكل، وليس في عصر الواثق ، وهذا لا يمكن تصوره ألا أذا قلنا أن هذا الاجتماع قد وقع في المدينة .
2ـ أن النص أغفل ذكر مكان هذا المجلس فهل كان في سامراء أو المدينة، فالراجح أنه كان في سامراء بقرينة ذكر الواثق بمجلسه فضلاً عن وجود القاضي يحيى بن أكثم أيضاً .
3ـ من المحتمل وهو الراجح في حالة صحة الرواية كان المراد بالخليفة المتوكل وليس الواثق لأشخاص الإمام uفي عهده.
أشارت بعض المصادر (قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة فأراد أن يقيم عليه الحد فأسلم، فقال يحيى أبن اكثم : الأيمان يمحو ما قبله وقال بعضهم يضرب ثلاثة حدود ،وكتب المتوكل إلى علي بن محمد التقي يسأله، فلما قرأ الكتاب كتب يضرب حتى يموت فأنكر الفقهاء ذلك فكتب إليه يسأل عن العلة فقال : بسم الله الرحمن الرحيم : (فلما رأوا بأسنا قالوا أمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين)، قال فأمر المتوكل فضرب حتى مات)(13).
يثبت هذا النص مرجعية الإمام u)) فكرياً عند الخليفة العباسي وعند الفقهاء، حيث أخذ الخليفة بقوله دون سائر أقوال الفقهاء الآخرين، الأمر الذي يثبت مكانته العلمية، في قدرته على الأستدلا ل من أهم مصادر الاستدلال عند علماء المسلمين وهو القران الكريم .
أشارت بعض المصادر أن المتوكل قد راجع الإمام uمستفتياً أياه في نذر قد نذره وحان أوان الوفاء به فقد أشارت بعض المصادر انه: ( أعتل المتوكل في أول خلافته فقال :لئن برأت لأتصدقن بدنانير كثيرة فلما برأ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك، فأختلفوا فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر فسأله فقال u: تتصدق بثلاثة وثمانين ديناراً فعجب قوم من ذلك وتعصب قوم عليه وقالوا : تسأله يا أمير المؤمنين من اين له هذا ؟ فرد الرسول أليه فقال ، قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر لأن الله تعالى قال: ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة)( 14)، فروى أهلنا جميعاً أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطناً وان يوم حنين كان الرابع والثمانين وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان انفع له وأجدى عليه في الدنيا والأخرى)(15).
لقد سار المتوكل العباسي على نهج تمثل في إخضاع الإمام uإلى مناظرات علمية مع فقهاء بلاط الخلافة هادفاً من وراء ذلك وضع الإمامu في دائرة الإحراج والاختبار أو الإيقاع به للتخلص منه ولعله أيضاً كان له هدفاً في خلق موازنة بين فقهاء البلاط والإمام uفي محاولة دون استبدادهم ونفوذهم، ومن بين تلك المناظرات التي وقعت مع أبن السكيت، فقد أشارت بعض المصادر( قال المتوكل لأبن السكيت أسأل أبن الرضا مسألة عوصاء بحضرتي فسأله فقال : لمَ بعث الله موسى بالعصا ؟ وبعث عيسى بإبراء الاكمه والأبرص وإحياء الموتى ؟وبعث محمداً بالقران والسيف ؟ فقال أبو الحسن uبعث موسى بالعصا واليد البيضاء في زمان الغالب على أهله السحر فأتاهم من ذلك ما قهر سحرهم وبهرهم وأثبت الحجة عليهم، وبعث عيسى بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله فقهرهم وبهرهم وبعث محمداً بالقران والسيف في زمان الغالب على أهله السيف والشعر فأتاهم من القران الزاهر والسيف القاهر ما بهر به شعرهم وقهر سيفهم واثبت الحجة عليهم فقال أبن السكيت فما الحجة ألان ؟ قال العقل يعرف به الكاذب على الله فيكذب فقال يحيى أبن اكثم ما لأبن السكيت ومناظرته وانما هو صاحب نحو وشعر ولغة). (16).
لعب يحيى بن أكثم دوره ايضاً أكمالاً في تحقيق أهداف المتوكل من وراء طرح الأسئلة المعقدة كما في تصورهم على الإمام uألا إن المصادر اختلفت في كيفية طرحها، فأشار الحراني عن موسى بن محمد اخو الإمام uقوله 🙁 لقيت يحيى بن اكثم في دار العامة،فسألني عن مسائل فجئت إلى أخي علي بن محمد (عليهما السلام ) فقلت له جعلت فداك أن ابن اكثم كتب يسألني عن مسائل لأفتيه فيها فضحك uثم قال : فهل أفتيته ، قلت لا لم أعرف).(17).بينما أشار المفيد نقلاً عن موسى أيضاً قوله ( كتب إلي يحيى أبن اكثم يسألني عن عشر مسائل أو تسعة فدخلت على أخي فقلت له جعلت فداك إن ابن اكثم كتب إلي يسألني عن مسائل) ، بينما نقل أبن شهر أشوب والمجلسي صورة أخرى في طرح مسائل يحيى بن اكثم على الإمامuوالتي جاءت بعد فراغ أبن السكيت من مناظرة الإمام uقولهما ( ورفع قرطاساً فيه مسائل فأملى على بن محمد uعلى أبن السكيت جوابها وامره ان يكتب) ، ونجد قرينه في قولهما أيضاً على ان صاحب هذه الاسئلة هو يحيى بن اكثم قول يحيى أبن اكثم نفسه للمتوكل ( ما نحب أن تسأل هذا الرجل عن شيء بعد مسائلي هذه).(18).
والراجح أن يحيى بن اكثم قد وجه هذه الأسئلة للأمام uوليس لموسى لأنه يعلم جهله وعلم الإمام uفضلاً أن هناك أهداف وراء هكذا أسئلة ترتبط بالإمام وليس بموسى .
ومن بين أبرز الأسئلة التي طرحها يحيى بن أكثم على الإمام uسؤاله عن قول الله ( الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل إن يرتد أليك طرفك )( ، نبي الله كان محتاجاً إلى علم أصف ؟ وعن قوله ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً)(18) سجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء وعن قوله ( فإن كنت في شك مما نزلنا أليك فأسأل الذين يقرؤون الكتاب)) ،من المخاطب بالآية ؟ فإن كان المخاطب النبي( ) فقد شك وان كان غيره فعلى من إذا أنزل الكتاب… ؟ قال u: أكتب إليه قلت وماذا اكتب ؟ قال 🙁 (uأكتب بسم الله الرحمن الرحيم وأنت فألهمك الله الرشد أتاني كتابك فامتحنتنا به من تعنتك لتجد إلى الطعن سبيلا أن قصرنا فيها … سألت عن قول الله عز وجل : ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) فهو أصف بن برخيا ولم يعجز سليمان u) )عن معرفة أصف لكنه صلوات عليه أحب إن يعرف أمته من الجن والإنس أنه الحجة من بعده وذلك من علم سليمان( u )أودعه عند أصف بأمر الله ففهمه ذلك لئلا يختلف عليه في إمامته ودلالته كما فهم سليمان uفي حياة داود uلتعرف نبوته وإمامته من بعده لتأكد الحجة على الخلق وإما سجود يعقوب ( (uوولده فكان طاعة لله ومحبة ليوسف (u)كما ان السجود من الملائكة لأدم uلم يكن لأدم (u)وإنما كان ذلك طاعة لله … وإما قوله (فأن كنت في شك مما أنزلنا أليك فأسأل الذين يقرؤون الكتاب ) فأن المخاطب به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يكن في شك مما أنزل أليه ولكن قالت الجهلة ، كيف لم يبعث الله نبياً من الملائكة إذ لم يفرق بين نبيه وبيننا في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الأسواق فأوحى الله إلى نبيه ( فأسأل الذين يقرؤون الكتاب ) بمحضر الجهلة . هل بعث الله رسولاً قبلك إلا وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولك بهم أسوة… )( 19).
ما في شك إن هذه الأسئلة كانت تحمل بعداً معقداً وصعوبة بالغة في الوقوف على أجوبتها، لهذا طرحت على الإمام ((uمن قبل يحيى بن اكثم لكي يمتحن الإمام بها، فإذا لم يجيب عليها طعن به وفي علمه، وقد أشار الإمام (u)إلى هدف يحيى بن أكثم في مطلع كتابه الذي حمل أجوبة الأسئلة التي طرحها عليه .(20).
ث-معرفة المدعين لهذه العناوين الدينية بانهم كاذبون ومفترون وان مايقولونه زور وبهتان كهذة المرأة التي ادعت انها بنت الامام علي بن ابي طالب ((u والسيدة فاطمة الزهراء(ع).(21).
2-فرقة الغلاة.
أشارسماحة المرجع اليعقوبي(دام ظله) الى ابرز شخصيات هذه الفرقة الفكرية الضالة ،ومن الجدير بنا قبل الاشارة لهم ،وضع تمهيد لهذة الفرقة لرسم المعالم العامة لها،فهذة الفرقة ، شكلت ظاهرة من الظواهر الفكرية في المجتمع الإسلامي ،التي وجدت لها مناخاً مناسباً في فترة إمامة الإمام الهادي uوالتي لم تكن بالظاهرة الجديدة أو الطارئة بل لها جذورها التاريخية السابقة على عهده، والتي تظهر بصورة جلية كلما توفرت الأرضية المناسبة لها.
ومن الجدير بالإشارة إليه أن هذه الفرقة كانت قد شكلت هذه الظاهرة في الوسط الشيعي والتي كان البعض منهم من أصحاب الإمام الهادي (u)،والمصادر عن هذه الفرقة أشارت إلى كتب ترسل إلى الإمام( u )ويرسل بدوره كتباً حولهم يبين موقفه تجاههم.
أشارت بعض المصادر أنه كتب إليه (u) الى بعض شيعته كتاباً جاء فيه: (قوم يتكلمون ويقرؤون أحاديث ينسبونها إليك وإلى آبائك فيها ما تشمئز فيها القلوب ولا يجوز لنا ردها إذا كانوا يروون عن آبائك “عليهم السلام” ،ولا قبولها لما فيها وينسبون الأرض إلى قوم يذكرون أنهم من مواليك وهو رجل يقال له علي بن حسكة، وأخر يقال له القاسم اليقطيني، من أقاويلهم انهم يقولون:ان قول الله تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)(22) ، معناها رجل لا سجود ولا ركوع وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم ولا إخراج مال وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها وصيروها على هذا الحد الذي ذكرت، فإن رأيت أن تبين لنا وأن تمن على مواليك بما فيه السلامة لمواليك ونجاتهم من هذه الأقاويل التي تخرجهم من الهلاك؟ فكتب((u: ليس هذا في ديننا فاعتزله)(23).
عندما نقف لدراسة هذا النص نجد فيه إشارة إلى المستوى الفكري لدى الأتباع والموالين الأمر، الذي يعكس لنا الضعف الواضح في بنيتهم الفكرية حيث يظهرون بمظهر الحيرة والعجز أمام هكذا انحرافات، حيث يشير النص إلى هذا المعنى (أحاديث ينسبونها إليك وإلى آبائك فيها ما تشمئز منها القلوب ولا يجوز لنا ردها إذ كانوا يروون عن آبائك عليهم السلام)، الأمر الذي يصور لنا البيئة المناسبة لظهور هكذا انحرافات.
إن أصحاب هذه الاتجاهات يدعون أنهم من الموالين، ويركزون في أقوالهم على أحاديث منسوبة وينكرون العديد من تشريعات الإسلام، كالصلاة والزكاة وبعض الفرائض والسنن، ولو جئنا إلى هذه العناوين الفكرية نجدها تعكس طبيعة المناخ العام في المجتمع، حيث نجد أن دعوتهم أنهم من الموالين جاءت لاستقطاب الجمع الشعبي لهم فنجد أحد المتصدين في هذا الاتجاه وهو القاسم اليقطيني الذي يعده الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الهادي (u) وينعته بالغلو(25).
ومن الجدير بالإشارة إليه أن هؤلاء المغالين يمسون أهم تشريعات الإسلام، وهي الصلاة ونحوها ولا بد من التساؤل عن ذلك فهل هو عن جهل أو مس من الجن أو الشيطان أو هناك خيوط سياسية تقف وراء ذلك خصوصاً، أن هذه الظاهرة برزت في الصف الشيعي والأرجح وجود قوى سياسية تحرك هكذا أتجاهات وتعمل على إحياء هكذا أمور كلما دعت الحاجة إليها.(26).
ويبدو من جواب الإمام (u )في توجيهاته الى شيعته عدم الحاجة الى اتخاذ اجراءات صارمة ضدهم، فأمرهم بالاعتزال فقط لعدم اتساع حركتهم وخطورتهم أو هم بحاجة إلىاجراءات صارمة إلا أن الظروف السياسية لم تكن مؤاتية حينئذ والأرجح السبب الثاني وليس الأول لعلم الإمام (u )بطبيعة هكذا أتجاهات ومدى خطورتها على المسلمين، الأمر الذي يتعين على الإمام( u )الدفاع فيه عن جوهر الإسلام.(27).
كُتِبَ إلى الإمام( u )كتاباً من بعض شيعته عن أحد الغلاة، وهو علي بن حسكة جاء فيه: (إن علي بن حسكة يدعي أنه من أوليائك وأنك أنت الأول القديم، وأنه بابك ونبيك أمرته أن يدعو إلى ذلك،ويزعم أن الصلاة والزكاة والحج والصوم كل ذلك معرفتك ومعرفة من كان في مثل حال ابن حسكة فيما يدعي من البابية والنبوة فهو مؤمن كامل سقط عنه الاستعباد بالصلاة والصوم والحج وذكر جميع شرائع الدين إن معنى ذلك كله ما ثبت لك، ومال الناس إليه كثيراً فإن رأيت أن تمن على مواليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة)(28).
يبدو من هذا النص بالمقارنة مع النص السابق، حدوث تطور فكري في طروحات الغلاة الفكرية وعلى رأسهم علي بن حسكة، حيث قال بألوهية الإمام (u) وأنه نبياً مبعوثاً له وعمد على إسقاط التكاليف الشرعية مما وسع حركتهم واتباع الناس لهم.(29).
وقد اشارت بعض المصادر إلى جواب الإمام الهادي u))على هذا الكتاب وقد جاء فيه: (كذب ابن حسكة عليه لعنة الله وبحسبك أني لا أعرفه في موالي، ما له لعنة الله! فوالله ما بعث محمداً والأنبياء قبله إلا بالحنفية، والصلاة والزكاة والصيام والحج والولاية وما دعى محمد( ) إلا إلى الله وحده لا شريك له وكذلك نحن الأوصياء من ولده عبيد الله لا نشرك به شيئاً إن أطعناه رحمنا وإن عصيناه عذبنا ما لنا على الله من حجة بل الحجة لله عز وجل علينا وعلى جميع خلقه أبرأ إلى الله ممن يقول ذلك وانتفي إلى الله من هذا القول، فاهجروهم لعنة الله وألجئوهم إلى ضيق الطريق، فإن وجدت من أحد منهم خلوة فاشدخ رأسه بالصخر)(30).
وعند دراسة جواب الإمام الهادي (u )نجده ينسجم مع المتغيرات الجديدة التي تعكس شعور الإمام ((uبخطورتهم، فنجده يثبت كذب ابن حسكة ويلعنه ويعلن البراءة منه ويعلن المقاومة الفعلية مع الغلاة بضربهم مع توفر الأمان للشيعة، حيث أشار إلى شدخ رؤوسهم عند ضيق الطرقات مما يشعر إما بقوة الغلاة أو وجود أطراف أخرى مساندة لهم الأمر الذي يدفعنا إلى استنتاج مفاده ضعف أتباعه ومواليه. وفي جانب آخر من جوانب الإمام uنجده يتبع البعد الاستدلالي في الدفاع عن الإسلام أمام هذه الاتجاهات المنحرفة.(31).
تشير المصادر أن الإمام( u )،قد بادر بإرسال كتاباً إلى بعض شيعته يبين فيه موقفه من بعض كبار الشخصيات المغالية، ومن بين تلك الكتب ما جاء في أحدها: (لعن الله القاسم اليقطيني ولعن الله علي بن حسكة القمي إن شيطاناً يتراءى للقاسم فيوحي إليه زخرف القول غروراً)(32).
اما الغلاة الذين اشار لهم سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) فهم الاتي:
أ-ابن بابا القمي
اشار سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله)الى ابن بابا في اشارة الى اللقب فالاسم هوالحسن بن محمد،وقد كتب الامام الهادي(u) الى بعض شيعته كتاباً جاء فيها )) فيه موقفه جاء فيه: (أبرأ أ منهما فإني محذرك وجميع موالي وإني ألعنهما عليهما لعنة الله مستأكلين يأكلان بنا الناس فتانين مؤذنين أذاهما الله وأركسهما في الفتنة ركساً، يزعم ابن بابا أني بعثته نبياً وأنه باب عليه لعنة الله سخر منه الشيطان فأغواه فلعن الله من قبل، منة ذلك. يا محمد إن قدرت أن تشدخ رأسه بالحجر فافعل فإنه قد آذاني آذاه الله في الدنيا والآخرة)( 33).
إن إرسال الإمام( u)هذا الكتاب إلى احد شيعته حول ابن بابا القمي محذراً إياهم،يعكس لنا عظم خطره في نظره (u) وقلة ذلك في نظر الأتباع وليس من البعيد ان الظروف السياسية كانت قد سمحت له في المبادرة في الكتابة للرد على انحراف الغلاة وظلالهم، واعتقد ان الاخيرأكثر خطورة من غيرة لأنه يدعي النبوة، من جهة ولانه من أصحاب الإمام الذين قالوا بالغلو من جهه اخرى(34).
ب- فارس بن حاتم القزويني.
يعد فارس بن حاتم الشخصية الثانية التي يشير لها سماحة المرجع اليعقوبي(دام ظله)،مبين موقف الامام الهادي(u)في الامر بقتلة فقط دون التعرض لسائر مواقف الامام (u)،لذلك سوف نشير لاشارة سماحتة (دام ظله) ثم نشير لسائرمواقف الامام الهادي (u) من هذه الشخصية، أما مارواه سماحتة قائلا:((…..ان ابا الحسن العسكري(u) امربقتل فارس بن حاتم وضمن لمن قتله الجنة، فقتله الجنة ،فقتله جنيد ،وكان فارس فتاناًيفتن الناس ويدعوهم الى البدعة ،فخرج من ابي الحسن(u):هذا فارس لعنه الله ……داعياً الى البدعة ودمه هدر لكل من قتله فمن هذا يريحني منه ويقتله وانا ضامن له على الله الجنة).(35).
عندما نستقرأ مواقف الامام الهادي(u) من فارس بن حاتم نجده (u) اتبع منهج التدرج في التعامل معه، ومن بين أبرز تلك النصوص التي سوف نذكرها لندرسها جميعاً لنقف على موقف الإمام( u)منه هي كالآتي:
- كتب أحد شيعته له يخبره بأمر فارس بن حاتم فكتب( u ):(لا تحفلن به وإن أتاك فاستخف به)( 36).
- وكتب للإمام (u )من أحد شيعته في أمر فارس بن حاتم فكتب له: (كذبوه وهتكوه أبعده الله وأخزاه فهو كاذب في جميع ما يدعي ويصف، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك وتوقوا مشاورته ولا تجعلوا له السبيل إلى طلب الشر كفانا مؤونته ومؤونة من كان مثله)( 37)..
3ـ كتب للأمام( u) في أمر فارس بن حاتم من احد شيعته كتاباً جاء فيه : ( جعلت فداك قبلنا أشياء تحكى عن فارس والخلاف بينه وبين علي بن جعفر، حتى صار يبرأ بعضهم من بعض فإن رأيت أن تمن علي بما عندك فيهما وأيهما يتولى حوائجي قبلك حتى لا أعدوه إلى غيره، فقد احتجت إلى ذلك فعلت متفضلاً إن شاء الله فكتبu )): ليس عن مثل هذا يسأل ولا في مثله يشك، قد عظم الله قدر علي بن جعفر، منعنا الله تعالى عن أن يقاس أليه ، فأقصد علي بن جعفر بحوائجك واجتنبوا فارساً وامتنعوا من إدخاله في شيء من أموركم أو حوائجكم تفعل ذلك أنت ومن أطاعك من أهل بلادك فأنه قد بلغني ما تموه به على الناس فلا تلتفتوا أليه إن شاء الله) (38).
4ـ روي إن الإمام (u) لما قرر أن يقتل فارس بن حاتم القزويني وكان قد ضمن لقاتله الجنه( 37) فأوكل مهمة قتله لشخص يدعى جنيد ، فروى عنه قوله : (فبعث إلي فدعاني فصرت أليه فقال : أمرك بقتل فارس بن حاتم !فناولني دراهم من عنده وقال : أشتر بهذا سلاحاً فأعرضه علي فذهبت فاشتريت سيفاً فعرضته عليه فقال: رد هذا وخذ غيره قال : فرددته وأخذت ساطوراً فعرضته عليه فقال : هذا نعم . فجئت إلى فارس وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء فضربته على رأسه فصرعته وثنيت عليه فسقط ميتاً ووقعت الضجة فرميت الساطور بين يدي واجتمع الناس وأخذت إذ لم يوجد هناك أحد غيري فلم يروا معي سلاحاً ولا سكيناً وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا شيئاً ولم ير أثر للساطور بعد ذلك)(39).
بعد استعراضنا لهذه النصوص يجدر بنا الإشارة إلى أن فارس بن حاتم كان من أصحاب الإمام( u )كما عده الشيخ الطوسي الذي ذكره بأوصاف اللعن والغلو(40)، وهذا يعكس لنا نقطة من نقاط قوة تحركات فارس بن حاتم كونه يمتلك مقومات تؤهله لاستقطاب الجموع الموالية من جهة ومن جهة أخرى أن صحبته للأمام ((uلابد أن يكون لها اثر في بنيته الفكرية التي استفاد منها في إعلان دعوته لخداع الناس واستقطابهم .
ومن الجدير بنا الاشارة لاسباب ظهورهذه الفررق والتي من الممكن اجمال تلك الاسباب في الاتي.
1ـ العامل النفسي : لقد أكد الإمام( u)على هذا العامل والذي يتمثل في غواية الشيطان للبعض منهم، فأشار، لأبن بابا ألقمي بقوله ( سخر منه الشيطان فأغواه)).(41).
2ـ العامل الاقتصادي : كان أغلب الذين أدعوا الغلو كما أتضح هم من أصحاب الإمام الهادي (u) وبهذا يكونوا قد نالوا ثقة الإتباع والموالين، مما يجعل الناس يدفعون لهم الأموال لإرسالها للإمام( u) ألا أنهم استحوذوا عليها ويبين الإمام u) )هذا الامرعند فارس بن حاتم القزويني بقوله (انه كذب علينا وسرق أموال موالينا) ( 42)
3ـ العامل ألأعجازي:أن مشاهدة الذين أدعو الغلو الكرامات والإخبار الغيبية للإمامu )) دفعهم إلى عدم تفسيرها تفسيراً صحيحاً،مما أوقعهم بالانحراف الفكري وقولهم بالغلو .
4ـ العامل السياسي: لقد تحركت الجهات السياسية العباسية على محاولة تشويه عقيدة الشيعة وتنفير الناس منهم كلما أدركت المناخ الفكري مناسباً لذلك(43).
ثانياً:أبعاد الخطاب.الفكرية.
مثلت المادة الفكرية في القسم الاول القاعدة الاساسية التي انطلق منها سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) للوقوف على الابعاد الفكرية التي اراد من خلالها مخاطبة الامة ،لايصالها -من خلال خطابة الذي هو محل القراءة – الى بر الامان ، وعندما نستقراءثنايا الخطاب نلاحظ انه ركز على عدة من الامور نستطيع الاشارة اليها عبر الاتي.
1-اسباب الخطاب .
يبدو ان هناك عدة اسباب تقف وراء هذا الخطاب واعتقد ان الواقع الذي تعيشة الامة هو من حدد نوعية الخطاب وابعادة والذي كان في مسارات متعددة ،ويمكن اجمال هذه الاسباب بعدة امور ابرزها الاتي.
أ-اشار سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله): الى احد اسباب الخطاب بقوله:(( وفي ذكرى استشهاد الامام علي الهادي (u)عاشر الائمة الاطهار (عليهم السلام)،ناخذ منه درسا في مواجهة اهل البدع والضلالات وادعياء العناوين الدينية الزائفة)).(44).
ب-التنبيه الى قصور بعض المرجعيات الدينية في داخل العراق اثر التنصل عن اداء مسؤلياتها الامر الذي خلق اجواء مناسبة في عمليات النمو والتطور والتاثيرعلى بعض طبقات المجتمع من قبل بعض اهل البدع ،وهذا يتضح في قوله:((كما نشهده من السلبية والانكماش والانعزال الذي رسخته المرجعية والحوزة التقليدية فهذا منهج مبتدع وبعيد )).(45).
ت-تنبية الامة على خطورة المرحلة الفكرية التي تمر بها الامر يستدعي منهم النهوض الى مستوى الوعي الذي تستطيع به معرفة الحقيقة من الخيال والايمان من الكفر.(46).
ث-ربط الامة بقادتها الحقيقين والمتمثلين بنواب الائمة العاملين ،وهذا المعنى اشار اليه سماحة ح- التاكيد على اهم الدعاوى الضالة في المجتمع وبيان خطورتها ،وقد اشارسماحة الى ابرز تلك الدعاوى الباطلة بقولة : ((كالدعوات المرتبطة بالامام المهدي (u) اودعوات الانتساب الى ذرية الرسول (() بدون بينة ….ودعاوى النور والاعمال الروحية واصحاب الكرامات ،مضافاً الى هذة القبور الوهمية التي تظهر بعدد هائل بعنوان انها لأولاد وبنات المعصومين (عليهم السلام)). (48).
2-اهداف اصحاب الدعوات .
دون ادنى شك ان هناك دوافع كثيرة تقف وراء هذة الدعوات الباطلة ،لذا ركز سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) في خطابة على عدد من الاهداف هي الاهم با المقارنة مع سائر الاهداف الاخرى،الامر يدلل على متابعة سماحتة (دام ظله) على مجريات الواقع الذي تعيشة الامة ومعرفتة الحققية بوظائف منصب النيابة عن المعصوم (u) الذي تصدى البعض لها بعنوانها وتخلوا عنها في مسؤلياتها،ويمكن تلخيص تلك الاسباب في الاتي.
أ-واشار سماحتة الى اهداف تلك الدعوات الباطلة بقولة: ((الضحك على عقول الناس لخلق نفوذ وجاه واتباع واستدرار الاموال طمعاً في هذه الدنيا الدنية)).(49).
ب- واشار سماحتة الى اهداف تلك الدعوات الباطلة بقولة: ((تشويش لعقائد الناس وتشويه لمدرسة اهل البيت(عليهم السلام) وتجهيل للناس واستخفاف بهم مما يخدم مشاريع اعداء الاسلام ويفتح الطريق لهم بيسر ليستعبدوا المجتمعات الاسلامية)).(50).
الخاتمة
وبعد هذه السياحة الفكرية في قراءة بسيطة في خطاب المرحلة لسماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله)،و الموسوم ((الامام الهادي (u) يواجه أصحاب الدعاوى الباطلة))،نلخص في الخاتمة أبرز النتائج التي خرجنا بها ،والتي سوف نلخصها عبر النقاط التالية.
- أن خطابات المرحلة لسماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) مازالت خطابات بكراً تستحق من الباحثين الدراسة في مجالات شتى ،وفي ختام هذا البحث ندعوا الباحثين الى التوجة للاهتمام بهذه الخطابات.
- ان هذا الخطاب الموسوم بخطاب المرحلة والمرقم تحت رقم (373) ماهي الا حلقة من حلقات اهتمام سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) بتاريخ وسيرة اهل البيت(عليهم السلام).
- يلاحظ الباحث من خلال قراءة مؤلفات سماحة المرجع اليعقوبي(دام ظله) ذات البعد التاريخي المرتبط باهل البيت(عليهم السلام).انها قراءات واعية و تعكس مدى التأثر الشخصي بهم ،وهذا نجده واضحاً من خلال اطلاع سريع الى عناوين خطابات المرحلة ذات العلاقة بهذا التاريخ المرتبط بهم (عليهم السلام).
الهوامش
1 1-العقيلي،الامام علي الهادي،165.
- ابن شهر اشوب، مناقب،447-448/وورد بصيغ اخرى منها:ابن حمزة ،الثاقب في المناقب،545/السمهودي،جواهر العقدين،2،471 -448/الحرالعاملي،اثبات الهداة،375،3/البحراني،حلية الابرار،470،2/المجلسي،بحار الانوار،300،20
- مروج الذهب،83،5
- المسعودي،اخبار الزمان،82
- العقيلي،الامام الهادي،131
- اليعقوبي،خطاب المرحلة،8،211،213
- ابن شهر اشوب،مناقب،311،1/المجلسي،بحار الانوار،115،30
- اليعقوبي،خطاب المرحلة،8،213
- اليعقوبي،خطاب المرحلة،8،213
10-اليعقوبي،خطاب المرحلة8،213
11-الخطيب البغدادي،تاريخ بغداد،56،12/الشامي،الدرالنظيم،217،/المرعشي،احقاق الحق،450،12
12-العقيلي،الامام الهادي،192-193
13-ابن شهر اشوب ،مناقب،437،4/ ايضاً،الطبرسي،الاحتجاج،498،2/المرعشي،احقاق الحق،450،12.
14-سورة التوبة،اية 25.
15-الخطيب البغدادي،تاريخ بغداد،57،12/وينظر ايضاً سبط ابن الجوزي،تذكرة الخواص،322/ الشامي ،الدر النظيم،722/المجلسي بحار الانوار،308،20.
16-ابن شهر اشوب ،مناقب،435،4/الكاشاني،معادن الحكمة،232،2/المجلسي،بحار الانوار،308،2.
17-تحف العقول،351
18-مناقب،437،4/بحار الانوار،310،20
19- المفيد،الاختصاص،91-93
20-العقيلي،الامام علي الهادي،198
21-اليعقوبي،خطاب المرحلة،8،213
22-سورة العنكبوت،اية 45
23- الكشي، رجال الكشي،565،6
24- العقيلي،الامام علي الهادي،176
25-رجال الطوسي،390
26- العقيلي،الامام علي الهادي،177
27-العقيلي ،الامام علي الهادي،177
28-الكشي ،رجال الكشي،567،6/القرشي،حياة الامام الهادي،332/العطاردي،مسند الامام الهادي،153/الطبسي، حياة الامام الهادي،321-232
29-العقيلي،الامام الهادي،177
30-الكشي ،رجال الكشي،568،6
31- العقيلي،الامام الهادي،177
32- الكشي، رجال الكشي،568،6.
33- الكشي، رجال الكشي،568،6.
34- العقيلي،الامام الهادي،179
35-اليعقوبي،خطاب المرحلة،8،214
36- العطاردي،مسند الامام الهادي،153/الطبسي، حياة الامام الهادي،321-232
37- الكشي ،رجال الكشي،567،6/القرشي،حياة الامام الهادي،332/العطاردي،مسند الامام الهادي،153/الطبسي، حياة الامام الهادي،321
38– الكشي ،رجال الكشي،567،6/القرشي،حياة الامام الهادي،332/العطاردي،مسند الامام الهادي،153/الطبسي، حياة الامام الهادي،321
39-الكشي،رجال الكشي،571،6/ابن شهر اشوب،مناقب،449،4/ الكاشاني، معادن الحكمة،230،2/ المجلسي، بحار الانوار،329،2.
40- رجال الطوسي،390
41-الكشي، رجال الطوسي،566،6
42- الكشي، رجال الطوسي،566،6
43- اليعقوبي، دور الائمة،148.
44-خطاب المرحلة،8،213
45- اليعقوبي ،خطاب المرحلة،8،213
46– اليعقوبي ،خطاب المرحلة،8،213
47-خطاب المرحلة،8،213
48- اليعقوبي ،خطاب المرحلة،8،214
49– اليعقوبي ،خطاب المرحلة،8،214
50— اليعقوبي ،خطاب المرحلة،8،214-215
قائمة المصادر والمراجع
اولا:القران الكريم.
ثانياً:المصادر الاولية.
-البحراني، هاشم بن سليمان الحسيني (ت1107هـ، 1695م).
1-حلية الأبرار في فضائل محمد وآله الأطهار، دط، بيروت، دت.
– الجويني، إبراهيم بن محمد بن المؤيد عبد الله (ت730هـ، 1329م)
2-فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم “ع”، تحقيق محمد باقر المحمودي، ط1، بيروت، 1980.
-الحر العاملي، محمد بن الحسن (ت1104هـ، 1692م)
3-إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، دط، دت.
-سبط ابن الجوزي، شمس الدين أبو المظفر (ت654هـ، 1256م)
4-تذكرة الخواص، دط، بيروت، دت.
– السمهودي، نورالدين علي بن عبد الله (ت911هـ، 1505م)
5-جواهر العقدين في فضل الشرفين، تحقيق مصطفى عبد القادر، عطا، ط2،2002م.
-الشامي، الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم، (ت ق 7هـ).
6-الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، تحقيق مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، 1420هـ.
-ابن شعبة الحراني،
7-تحف العقول،
-ابن شهراشوب، أبو جعفر محمد بن علي (ت 588هـ 1192م)
8-مناقب آل أبي طالب، تحقيق يوسف البقاعي، ط2، بيروت، 1991م
-الطبرسي، أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب (ت 560هـ 1164م)
9-الاحتجاج، تحقيق إبراهيم الهادي، والشيخ محمد الهادي، ط5، طهران،
الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن، (ت 460هـ، 1067م)
10-رجال الكشيي تحقيق محمد تقي فاضل، ط1، طهران، 1424هـ.
11-رجال الطوسي، تحقيق جواد قيومي، ط4، 1428هـ
-الكاشاني، علم الهدى محمد بن المحسن (ت1115هـ، 1703م)
12-معادن الحكمة في مكاتب الأئمة، د. ط. طهران، د. ت.
المجلسي، الشيخ محمد باقر (ت1111هـ، 1699م)
13-بحار الأنوار، تحقيق محمود درباب، ط1، بيروت، 2001م
-المرعشي، نور الله الحسيني التستري، (ت1019هـ، 1610م)
14-إحقاق الحق وإزهاق الباطل، دط، دت.
المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين (ت 346هـ، 957م
15-اخبار الزمان وفن ابادة الحدثان وعجائب البلدان،ط2،بيروت 1966
16-مروج الذهب ومعادن الجوهر، ط1، 1422هـ.
المفيد، محمد بن محمد النعمان، (ت 413هـ، 1022م)
17-الاختصاص، دط ،قم المقدسة، دت.
ثالثاً:المراجع الثانوية.
-الطبسي، الشيخ محمد جواد.
18-. حياة الإمام الهادي، دراسة وتحليل. دط، 1426هـ
العطاردي، عزيز الله
19-مسند الإمام الهادي، ط2، بيروت، 1993م.
العقيلي،ثائر هادي.
20-الامام علي الهادي(ع) دراسة تاريخية، ط1،بيروت،2010م.
القرشي، الشيخ باقر شريف
21-حياة الإمام علي الهادي “ع” دراسة وتحليل، ط1، النجف الأشرف، 1427م.
-اليعقوبي،محمد موسى محمد علي
22- خطاب المرحلة ،دط،النجف الاشرف،2014م.
23- دور الائمة في الحياة الاسلامية ،ط1،النجف الاشرف،1425ه.