قال الشيخ السبحاني: إنّ فيما مضى من قصة أصحاب الكهف عبراً وعظات:
1. إذا واجه الموحِّد ما يمنعه من حفظ دينه والعمل بشعائره في وطنه، وجبت عليه الهجرة إلى مكان آخر حتّى يحتفظ بدينه، كما فعل ذلك أصحاب الكهف.
2. إذا اختار المؤمن الغربةَ وترك الوطن والحياة بين قومه وعشيرته من أجل عقيدته، فسوف تكتنفه الألطاف الإلهية وينشر ربه رحمته عليه، كما كان الحال كذلك في أصحاب الكهف.
3. إنّ العقيدة أعز الأشياء لدى الموحِّد ولا يعادلها شيء، فإذا كان هناك تصادم بين العقيدة والعيش الرغيد، فالموحِّد يأخذ بالأُولى ويترك الثاني، وقد حكي أنّ أصحاب الكهف كانوا من حاشية الملك ومقرَّبيه ووزرائه، ولكنّهم حين رأوا أنّ بقاءهم في البلاط يصادم عقيدتهم التوحيدية، فإنّهم تركوا البلاط وما فيه من نِعَم، وتمسّكوا بعقيدتهم مهاجرين.
4. إنّ العيش في الغار مع كونه مظلماً وفاقداً لوسائل الحياة، كان عندهم بسبب ما يعمر قلوبهم من الإيمان، أجملَ من القصور والرياض والنِّعم الّتي كانوا فيها.
وهذا هو ديدن الموحِّدين العارفين حيث يرجّحون السجن على عصيان الله تبارك وتعالى، وقد مرّ بنا أنّ النبي يوسف(عليه السلام) عندما خُيّر بين السّجن وارتكاب الحرام، آثر الأوّل وقال:(رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ).
تفسير منية الطالبين في تفسير القرآن المبين ج١٧ص٧٣
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية