قال القسّ المشرف علی کنیسة “مریم المجدلية” في لندن، الأب “نديم نصار”، إن الدعاء من أجل السلام والحبّ وتلاوة الإنجیل وصلة الأرحام من أعمال ومناسك عید المیلاد التي یقوم بها کل مسیحي ملتزم.
وأشار الی ذلك، الأب “ندیم نصار” وهو قسّ بریطاني من أصل سوري ویشرف علی کنیسة “مریم المجدلیة” التابعة للكنيسة الأنجليكانية في لندن ویعمل أیضاً مدیراً عاماً لمؤسسة “وعي” للتعلیم والبحث فی بریطانیا في معرض حدیثه عن إمکانیة إنعکاس عید المیلاد المسیحي علی السلام فی العالم.
وقال الأب نديم نصار ان إسم السید المسیح (ع) یرمز الی الحبّ والسلام والصداقة والتعایش، قائلاً: إن المسیح (ع) قال “أحبوا أعداءکم لجلب البرکة”، مضيفاً أن المسیح (ع) في حدیثه وأقواله أکد لأتباعه أن لیس هناك عدواً بین البشر إنما جمیع الناس سواسیة في خلافة الله عز و جل، مؤکداً أن نحن المسیحیین نؤمن بأن الله سبحانه وتعالی حب وصداقة.
كما لفت الأب نديم نصار إلی الآیة 13 من سورة الحجرات “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا” قائلاٌ: إن المفهوم من “تعارفوا” هو أن تواصلوا بالحب فیمابینکم.
وحول مشارکة المسلمین للمسیحیین فی الاحتفال بعید میلاد المسیح (ع) قال القس ندیم نصار: إن هناك الکثیر من الحفلات تقام فی الکنیسة ویشارك فیها أتباع مختلف الدیانات فی لندن.
وبّين إننا قد نظمنا مؤتمراً بمشارکة المسلمین وهناك تعاون مستمر بیننا وبین الفرق والجماعات وأئمة المساجد فی لندن وفی إطار تعزیز هذا التعاون قمنا قبل شهرین بتنظیم مؤتمر “مسیحیي الشرق” بمشارکة عدد من السنة والشیعة والصوفیین.
وفی معرض رده علی سؤال حول تعامل المجتمع البریطانی معه کـ قس مسیحی من أصل عربی، عبر عن أسفه الشدید لجهل الغربیین بوجود مسیحیین فی سوریا وقال: إن هناك من یسألنی متی أصبحت مسیحیاً؟ لأنه لا یعرف أن هناك عرب مسیحیین أصلاً.

وحول معرفة الغربیین بالمسیح من منظور القرآن الکریم، قال: إنهم لا یعرفون المسیح من منظور الإنجیل جیداً إنهم یجهلون دینهم ویتصورون أن الدیانة المسیحیة ظاهرة غربیة وبالتالی یجهلون الرؤیة الشرقیة والإسلامیة والقرآنیة تجاه دیانتهم.
وأشار الأب نديم نصار الى أن هناك الكثير من الجهل بالديانات والتنوع والعلاقات بين الأديان، لا سيما العلاقة بين الإسلام والمسيحية، مضيفاً: يمكننا رفع الوعي من خلال العمل التعاوني، لأن المسيحيين والمسلمين وحدهم لا يستطيعون القيام بذلك.
وأوضح أن الدين يلعب في الشرق وإيران وسوريا والشرق الأوسط دوراً مهماً في الحياة، لكن دور الدين في الغرب ضعيف، مشيراً الى أنه في وقت الميلاد، يتم تزيين كل مكان في الغرب، لكنه ليس عملاً من أجل عيد الكريسماس، بل عمل تجاري، ويتلقى الناس هدايا من أجل مصلحتهم وليس بسبب إيمانهم بالمسيحية.
عيد الميلاد يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، ويُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر في التقويمين الغريغوري واليولياني غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6 يناير ونهار 7 يناير.