تشتمل المكتبة الإسلاميّة على كثيرٍ من الكتب التي تضمّنت مواضيع مختلفة ومتنوّعة، ومن بين تلك المواضيع قصص الصّالحين والأولياء والزّاهدين، الّتي سمّيت بالرّقائق لأنّها ترقّق القلوب وتزيدها خشية وخضوعًا لله، فكما نعلم بأنّ الإيمان يزيد وينقص.
مامعنى الزهد؟
و في برنامج” نور فكرك” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، سلطنا الضوء على موضوع الزهد، مع الشيخ أسامة بلال.
حيث وضح الشيخ بلال، أن الناس يظنون بأن الزهد هو حالة مادية أي الإنسان لا يملك شيء من حطام الدنيا، وحسب روايات أهل البيت(ع) أن الزهد حالة متعلقة بقلب وعقيدة وأحاسيس الإنسان إي حالة قصدية، وإذا أردنا أن نعرف الزهد هو أن الإنسان لا يرغب في المزهود عنه، مثلاً الإنسان لايرغب بالدنيا ومافيها ولابمتعلقاتها، ومسألة الرغبة هي مسألة قلبية وقصدية، فقد يكون الإنسان يملك أشياء متعددة لكنه لايرغب بها، فهو ليس حالة خارجية والآية القرآنية المباركة التي يقول بها الباري عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم” لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ” صدق الله العظيم.
وأضاف الشيخ بلال، أن الإنسان لايفرح بما أتاه الله عز وجل ولا يحزن عما أخذه الله منه، لأن هدف الزاهد هو الإبتعاد عن الدنيا وأسبابها وزينتها فهدفه هو الله تعالى، لذلك تجده لايشعر لا بالفرح ولابالحزن، فقال الإمام الصادق(ع): من زهد في الدنيا، أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق به لسانه، وبصره عيوب الدنيا دائهِ و قلَّ دوائهِ وأخرجه من الدنيا سالم إلى دار السلام”، وهذه نتائج الزهد بمجرد أن لايرغب الإنسان بالدنيا وبزينتها فإنه سوف يصبح إنسان ملكوتي ينطق بالحكمة ويعرف الدنيا على حقيقتها ومن ثم يسلمه الباري من مخالب الدنيا إلى الآخرة بسلام، لذلك ورد عن أمير المؤمنين بأن الزهد ليس أن لا يملك الإنسان شيء، إنما الزهد أن لايملكه شيء.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب:
151