ليس المصدر في حديثنا سوى القرآن والسُّنة
جميع الآراء والأفكار في مختلف المجالات والفنون إنّما هي فارغة ولا شيء في مقابل القرآن، فالمرجع في تفسير القرآن هو القرآن نفسه وكلمات العترة عليها السلام الذي نزل في بيوتهم القرآن، أفكار المفكرين كلّها تسقط ولا قيمة لها هنا.
هذه المسألة ينبغي أن نعرف عظمتها ! فالكلام هو كلام الله عز وجل ..
ما هو التناسب بين المتكلم عز وجلّ وبين من تلقّى عنه الوحي ؟
وقد أودع الله عزّ وجلّ تفسير القرآن على عاتق نبيّه صلى الله عليه وآله.
عند ذلك يُعرف بأنّه لم تحدث أيّ جريمة منذ أوّل الخلق إلى يوم القيامة بحجم الجريمة الواقعة في سقيفة بني ساعدة !
لأنّ هذا القرآن هو خلاصة ما جاء به جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام وإنّ هذا أي ما بين الدّفتين مجموعةٌ فيه الألفاظ.
ولكن المعاني فواسعة جداًّ.. بقدر عالم الوجود كلّه !
” ونَزَّلنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تبْيَاناً لِكُلِّ شيْءٍ.. ”
هذا هو نصّ القرآن !
” لِتُخْرِجَ النّاسَ..”
إفهموا هذه الحقائق جيّداً ” لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ..”
هذه حقائق عميقة جداًّ
أوّلاً، ما هي سعة كلمة النّاس؟
لا أحد يخرج من محيط دائرتها..
يتبيّن من هذا بأنّ الجميع مضطرّون !
الجميع في ظُلمات !
الفلاسفة، العرفاء، أفلاطون، أرسطو .. كلّهم مشمولون بلا نقاش
أَهُم من النّاس أم لا ؟!
“لِتُخْرِجَ ..” يتبيّن بأنّ الجميع في ظلُمات ويجب أن يخرجوا، وهنا تظهر الحاجة إلى المُخرِج والحاجة إلى وسيلة الإخراج أيضاً.
من هو المُخْرِج ؟! إنّه شخص واحد ! لا ثاني له. هذا الخطاب ليس لإبراهيم عليه السلام !
إفهموا جيّداً، إنّه عليه السلام ليس في هذا المستوى !
هذا الخطاب ليس لموسى عليه السلام ! ولا لعيسى عليه السلام !
هذا الخطاب إنّما هو لمن قال عنه عزّ وجلّ: ” وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمْ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيّكَ عَظيماً ..”
هذا الخطاب له صل الله عليه وآله حصراً، فإنه صل الله عليه وآله أيضاً هو إمام جميع الأنبياء عليهم السلام.
هو صل الله عليه وآله المُخرِج فقط !
وأمّا وسيلة الإخراج فهذا القرآن:
“كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النّورِ…”
هل فكرتم من قبل: لماذا في الظّلُمات يكون النور واحداً ؟
لماذا ذُكرت الظّلُمات بالجمع؟ بل الجمع المحلّى بألف ولام؟
أي جميع الظّلُمات، فهذه الكلمة تشملها بأنواعها ودرجاتها.
وأمّا النّور المفرد، فالسّرّ في أنّ الظّلُمات متعدّدة
لكنّ النّور واحد.. لأنّ:” اللهُ نُورُ السَّمَاواتِ والأَرْضِ..”
من هنا فإنّ القرآن لم يُعرف ! ولم تُدرك حقائقُه !
ومنشأ ذلك كلّه هي سقيفة بني ساعدة !
لقد أغلقوا باب القرآن وعلومه !
على أيّ حال..
هؤلاء الجهلة الذين يدافعون عن فلان وفلان ويتقرّبون إليهم !
لا يفهمون ولا ذرّة، ولا يُدركون كم كانت الجناية كبيرة !
أيّ خيانةٍ ارتكبوا..!
ذاك الشخص (الثّاني)، هذا الواقعة اتّفق الكلّ على نقلها عنه: إنّه شخصٌ كان في منتهى الجهل !
إلى درجةٍ أنّه لم يكُن يعلم بأن المرأة المجنونة لا تكليف عليها ..
هكذا جاهل أميّ ! صار سبباً لأيّ جريمةٍ؟
لقد جعل شخصاً على كرسيّ ( النبيّ ) المُخرِج من الظّلُمات إلى النّور.
وذاك المجعول (الأوّل) الذي جلسَ على كرسيّ الخلافة؛ كان أيضاً في منتهى الجهل !
بحيث يصرّح شمس الدّين الذّهبي وهو أعلم علماء الرّجال عند العامّة:
إنّ أبا بكر بن أبي قحافة كان لا يعرف مسألة إرث الجدّة..!
ذاك ( الثاني ) الذي لا يعرف حُكم رمي المجنونة !
جاء بهذا ( الأوّل ) الذي لا يعرف إرث الجدّة !
وجعله يجلس محلّ من قال الله عزّ وجلّ في شأنه صل الله عليه وآله: ” لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ..”
ثمّ بذلكَ أغلقوا باب النّور والعلم !
فاستغرق العالَم كلَّه في الظّلُمات..
والسّبب هما هذان الشّخصان.. !
بقلم: المرجع الشيخ الوحيد الخراساني