تعرّض النّبي صلّى الله عليه و سلّم في بداية دعوته إلى الكثير من الأذى ، فكان عمّه أبو لهب و امرأته يضعون القاذورات و الأوساخ على باب بيت النّبي الكريم ، و في زحمة الضّغوطات و الأذى و المضايقات التي تعرّض لها النّبي و أصحابه في بداية دعوتهم ، ظهرت فتاة من بيت النّبوة الطّاهر و هي السّيدة فاطمة الزّهراء لتقوم بدورٍ بطوليٍّ و تتحمّل الأذى مع من تحمّله مع أبيها و تصبر على ذلك فكانت تزيح الأذى حين يضعه الكفّار حول بيت النّبوة ، و تدافع عن أبيها دفاعاً مستميتاً مستمدّة قوّتها من قوّة النّبي صلّى الله عليه و سلّم ، فهي بضعةٌ منه يؤذيها ما يؤذيه و يسعدها ما يسعده.
كيف كانت هجرة السيدة الزهراء (ع) من مكة إلى المدينة المنورة، أو ما هي الظروف التي أحاطت بتلك الهجرة المباركة باعتبارها بنت رسول الله (ص)؟
في المجتمع الإسلامي كفاءات مختلفة ومتعددة، فهل دافعت الزهراء (ع) عن الكفاءات وأنصفتها وانتقدت إقصائها في تلك المرحلة؟
هذا ما تطرقنا إليه في برنامج”حوار الأفكار” مع الأستاذ هادي العقيلي، وفضيلة الشيخ عمار الشتيلي الذي يُعرض على قناة النعيم الفضائية.
أُوضح الأستاذ العقيلي، عندما بدأت رحلة رسول الله (ص9 في العلن لنشر هذا الدين القيم إلا وكان للزهراء (ص)دور كبير في هذه الرحلة الطويلة لشق الإسلام العظيم بالتالي كان للسيدة الزهراء (ع) أدوار كثيرة منذ نعومة أضفارها وصغر عمرها، حيث أنها خففت الأعباء وتحملت صعوبات الرسالة من الحصار وجميع المقاسات التي عانى منها المسلمون، فكانت قريبة من الأحداث ومشخصةً و تشحذ الهمم لنساء المسلمين من الأنصار والمهاجرين الذين جائوا ووفدوا مع رسول الله (ص) فهي مثلت دور الأُم الحامية والقريبة من صاحب القرار، والمشورة والرأي والقائد لكل الأُمة الإسلامية، وهو محمد (ص) فهي لم تكن ابنة له ولم تكن صفيرةً على المسؤولية بل كانت قريبةً من أبيها رسول الله (ص) فهي التي كانت تخفف عنه وكأنما هي أُمه وليست ابنته.
وأضاف فضيلة الشيخ الشتيلي، أن السيدة الزهراء (ع) تماشت مع قضية طرح موضوع الكفاءة واحتضانها والدفاع عنها وتفعيل دورها في المجتمع بواسطة القرآن الكريم، فالقرآن أسس للدور الثقافي الذي يُراد منه أن يكون مفتاحاً من مفاتيح النجاح في المجتمع ،و طرح مبدئ من مبادئ احترام واحتضان الكفاءة، وهو التصدي للكفاءات والعقول والإرادات العلمية، والجدية لإدارة مفاصل العمل، فالشريعة والقرآن الكريم من حيث التنظير يحترمون الكفاءة، ويدعموها ويحتضنوها، بالتالي أن تكون الكفاءات والعقول هي التي تكون حركة المجتمع السياسية والعلمية والثقافية والإقتصادية، فالنبي (ص) تعامل مع هذا المبدأ تعاملاً جدياً والسيدة الزهراء (ع)كمصدر من مصادر الشريعة والكاشفة في ممارساتها السياسية والإجتماعية والثقافية فهي تنطلق من رحم الشريعة ومن القرآن الكريم في تأصيل هذا المبدأ الذي يُعد مفتاح النجاح في المجتمع.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: