فضل الإمام الحسن (عليه السلام) وشأنه:
لقد نشأ في بيت الطهر والقداسة، فتفجر من خلاله ينابيع الجود، والفضائل، فأصبح مناراً للسالكين، ومحط رحال القاصدين. لقد نزلت آيات من القرآن الكريم، توضح لنا كم لمنزلته من سمو ورفعة عند الله ورسوله والمؤمنين. وآية المودة لأصدق تعبير، حيث فرض الله على المسلمين، مودة أهل البيت عليهم السلام، بقوله سبحانه وتعالى: ﴿قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾. وروى ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية قال بعض المسلمين: يا رسول الله من قرابتك الذين أوجبت علينا طاعتهم؟ فقال صلى الله عليه وآله: “علي وفاطمة وأبناؤهما”.
طفولة الإمام الحسن (عليه السلام) ونشأته:
قطع الإمام الحسن (عليه السلام) شطراً من طفولته مع جده الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولكن لم تطل فرصة الأنس بوجود المصطفى صلى الله عليه وآله، حتى وافته المنيّة. ومن ثمّ لم تكد تمر فترة زمنية، تنسيه شدة قساوة فقدان النبي (صلى الله عليه وآله). حتى جاءت وفاة السيدة الصديقة الطاهرة (عليها السلام). لتضيف ابتلاء إلى ابتـلاء، وزادت مــأســاة جديـدة إلى صفحة حياته، ولوعة حديثة إلى سجّل طفولته.
أحداث مريرة تمر بمرحلة الطفولة:
لقد مضى الرسول (صلى الله عليه وآله) والزهراء (عليها السلام)، وكان عمر الإمام الحسن سبع سنوات، عاش فيها معاناة جده وتجرؤ القوم عليه. ورأى فيها تنكر الأمة لنبيها صلى الله عليه وآله.
شاهد الأحداث الخطيرة التي مرّت بالأمة، قبل وفاة جده النبي (صلى الله عليه وآله)، من امتناع القوم من الإلتحاق بسرية أسامة وتمرّدهم عليه وعدم استجابتهم للنبي (صلى الله عليه وآله). بشأن الدواة والكتف.
الإمام الحسن عليه السلام مع الخلفاء:
لم يذكر التاريخ شيئاً يذكر في فترة خلافة أبي بكر، حيث لم يكن بذلك البلوغ الذي يغيّر أحداثاً، وإنّما نراه في عهد عمر يلتزم المرافقة لأبيه، واعتزال أصحاب السلطة. كما فعل أبوه (عليه السلام)، فلم يشترك في شأن من شؤون القوم، ولم يتدخل في أمر من أمورهم. حتى خَفِتَ صوته من المعارك والحروب والمواقف.
ولكن ذلك لم يمنعه من التصدي لأمور المسلمين من الإفتاء وإقامة العدالة. وفي عهد عثمان حاول بعضهم أن يدسّ اسم الحسن (عليه السلام) في حروب عثمان في فتوحات أفريقيا أو بلاد فارس. ليضفي الشرعيّة لحكومته، لكن محاولاته باءت بالفشل، لعدم صحة ذلك، ولظهور كذبه وبطلانه سريعاً.
الإمام الحسن عليه السلام وسيرته حتى خلافته:
بقي الإمام الحسن (عليه السلام)، إلى جانب أمير المؤمنين (عليه السلام)، يسانده ويلازمه في حلو الحياة ومرّها في الحرب والسلم. حتى أنّه اشترك في حروب أمير المؤمنين، وأبلى بلاء حسناً. حيث أظهر شجاعته بكل ما للكلمة من معنى، وبيّن عن إخلاصه، وتفانيه لأجل الدين الإسلاميّ الحنيف.
النص على إمامته عليه السلام:
وبعد استشهاد أمير المؤمنين، وصلت الخلافة إليه بنص من رسول الله (صلى الله عليه وآله): “الحسن والحسين إمامان قاما أم قعد”. لكن الخيارات أمام الإمام( عليه السلام) لم تكن تبشر بالخير. حيث إنّّ الأمة الإسلاميّة قد انتهت من حروب أنهكتها وأتعبت جراحاتها، وخارت قواها، ولم يبق من أصحاب الضمائر، إلا القلة القليلة. ولذا فإنّنا لا نستطيع الحكم على سيرة الإمام الحسن (عليه السلام)، إذا لم تسبقنا دراسة معمّقة مدروسة لمسرح الأحداث، التي أحاطت بالأمة الإسلاميّة وبالعالم الإسلامي بشكل عام.
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية