أرجع سماحة الشيخ حسن الصفار جانباً من أسباب تأخر مجتمعاتنا قياساً على الأمم الأخرى إلى عزوفها عن القراءة الجادة والاطلاع وتخليها عن مصادر المعرفة.
وجاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 8 رجب 1440هـ الموافق 15 مارس 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية، حيث قال الشيخ الصفار: إن مستوى وعي الأفراد والمجتمعات رهن بمستوى الثقافة العامة التي يستقيها من خلال القراءة والاطلاع الجاد والوقوف على مصادر المعرفة.
كما أسف إلى حرمان البعض أنفسهم “من نعمة وخير المطالعة والقراءة.. وهنا تتفاوت مستويات الأمم والشعوب”، مرجع جانباً مهما من أسباب تأخر مجتمعاتنا إلى عزوفها عن القراءة الجادة والاطلاع وتخليها عن مصادر المعرفة، موضحاً بأن المواطن العربي لا يطالع الكتاب في المعدل سوى ست دقائق في العام في مقابل المواطن الأوروبي الذي يقرأ بمعدل 200 ساعة سنوياً وفقاً لتقرير مؤسسة الفكر العربي لعام 2011.
وأضاف سماحته بأن مستوى المعرفة هو ما جعل المجتمعات الغربية أكثر قدرة ووعيا وإلماما وسيطرة على مجريات العصر، ماضياً بالقول: إن للثقافة والمعرفة دوراً أساس في صياغة شخصية الانسان ومستوى نضجه العقلي ووعيه الصحي وعلاقاته الاجتماعية وحياته الزوجية وتربيته لأبناءه.
وأمام حشد من المصلين قال الشيخ الصفار “إذا توفرت على المعرفة كنت اقرب إلى النجاح في أي جانب من جوانب الحياة”،متابعاً أن من أهم مصادر المعرفة والثقافة هي القراءة والمطالعة “ذلك أن الكتاب بات في متناول الانسان خاصة في هذا العصر ورقياً أو إلكترونيا”.
وحثّ سماحته على تحويل القراء والمطالعة إلى عادة شخصية ملازمة في جميع الأماكن وكل الأوقات وتربية الأبناء عليها وجعل المكتبة جزءاً من البيت، داعياً إلى المساهمة في تأسيس المكتبات العامة وترويج الكتب ونشرها وتوزيعها في المجالس الدينية والمناسبات عوضا عن الاكتفاء بتوزيع الحلوى والمرطبات.
وأشاد سماحته بالمبادرات الرسمية والأهلية على المستوى الدولي والمحلي الرامية إلى تشجيع القراءة وسط الجيل الجديد ومن ذلك مسابقة “تحدي القراءة العربي”.
وبمناسبة افتتاح معرض الكتاب الدولي في الرياض الذي يضم 500 ألف عنوان وافتتح الأربعاء، دعا سماحته العموم إلى زيارة المعرض وأصطحاب الأبناء إليه وتخصيص ميزانية لشراء الكتب منه