أستمعت إلى حلقات برنامج ” المراجعة الى حلقته الخامسة ..
كانت الحلقة الاولى مجرد مقدمة ..
وأما الحلقات من الثانية إلى الرابعة
فوجدت جناب السيد الحيدري يتحدث فيها في كثير من الأمور بعيدا جدا عما ينتظر ممن هو مثله !
📌 وإلا ، فهل يُعقل أن يقول أن سبب الفساد فتوى مجهول المالك ..
السيد السيستاني مثلا يعتبر أن الدولة لاتملك، وهو يحرم صريحا أي نحو من أنحاء التجاوز على المال العام.
وأي طلبة علم بسيط يعرف أن لاملازمة بين فتوى مجهولية المالك وبين تجويز التجاوز على المال العام .
هذا مجرد مثال ..
📌 ودُهشت وأنا أستمع للحلقة الخامسة من البرنامج، لذلك سأتوقف عندها بشئ من التركيز ..
وذلك في إشارات :
📌 أننا نؤمن اننا على حق، ونؤمن أنً الآخر المخالف على نحوين :
مخالف عالم يعرف الحقيقة ولكنه معاند، فهذا كافر في الآخرة بحسب تعبير علمائنا .
ومخالف مستضعف، ليس بإمكانه البحث والوصول الى الحقيقة فهو معذور .
وحتى عبارة صاحب الحدائق التي نقلها السيد يستثني فيها ( رحمه الله ) المخالف المستضعف .
📌 بل نحن لانجيز قتل حتى المعاند منهم .
فمشهور علمائنا يحكم على حتى المعاند منهم بأنه مسلم ظاهرا .
ومعنى ذلك انهم محترموا الدم والعرض والمال .
📌 وعليه فتكفير المخالف المعاند عندنا مجرد قضية عقائدية لايترتب عليها إستباحة دمه وعرضه وماله في الدنيا .
📌 بخلاف رأي الوهابية فينا فنحن مستباحوا الدم والعرض والمال عندهم .
📌 وهذا مالم يوضحه السيد الحيدري في كلامه مع الأسف ،
ولا ادري إن كان تقصّد عدم توضيحه ام لا .
📌 أما عن رأيه بأنه لايجيز قتل أحد ،
وقال أنه لايعرف احدا من الفقهاء يقول به !
فهو مايقول به مشهور علماؤنا ،
وهو أن المعاند منهم كافر ولكنه غير مهدور الدم ولا العرض ولا المال .
اما غير المسلم فهو مهدور الدم إن كان محارباً معتدياً علينا .
وهنا للأسف لم يوضح السيد الحيدري ذلك كعادته .
📌 اما المرتد فالحكم بقتله ، لعل منشأه أنه إنْ ثقّف لإرتداده فهو بذلك يشكل خطرا على المنظومة المجتمعية ،
ومن حق أي مجتمع أن يحافظ على قيمه ونظامه .
📌 أما في تشخيص الكافر ، وأنه بيد الأفراد ، وأن الفقهاء يقولون انهم لايتدخلون في تشخيص الموضوعات ،
فليس صحيحا على إطلاقه ،
فغالب العلماء يُرجعون أمر الدماء الى الحاكم الشرعي لتأكيد الشريعة على الإحتياط فيها ،
بل هذه هي ثقافتنا الشيعية ،
فكم ظُلمنا لتحرزنا في الخوض بالدماء .
مضافاً الى أنه لايوجد فقيه يجيز للأفراد تطبيق الحدود الشرعية ،
فهذا من مسؤولية الدولة الإسلامية .
📌 وإشكال الاخ سعدون على تعدد القراءات بالنحو الذي يريد أن يوصلنا له السيد الحيدري ، إشكال وارد جدا .
والسيد الحيدري لم يجب عن الإشكال ،
وإلا فوفق كلامه ، بهذا النحو من الفوضوية في قراءة الدين ،
كيف نتعرف عن حكم الله سبحانه في مهمات الأمور ؟؟!
لكن جوابنا : أنه مع وجود الإختلاف ،
توجد ضرورات وبديهيات ومسلمات وعصمة
هي التي تمثل رأي الشارع المقدس بنحو جازم .
📌 أما نسف الموروث الروائي برمته فهو غريب .
وكأنه نسخ لمقولة ” يكفينا كتاب الله ” !
نحن ندرك بأن الروايات فيها ماهو ضعيف ، وفيها ماهو معتبر ..
وأما التعميم في كل قضية لاتوافق هوانا ، بأنها من الموضوعات في الأحاديث ، لكبرى وجود موضوعات ومكذوبات !
فهذا ليس منهجاً علميا .
📌 أما كلامه عن تقييد القرآن فهو نسف تام للغرض من عصمة القرآن .
ولم يُزد المستشرقون عن كلام السيد بشئ !
والحال أنّ الله سبحانه انما بعث الأنبياء ليحلوا مشكلة المعرفة عند البشرية في مسيرة كدحها الى كمالها ..
ولكي تُحل المشكلة لابد من طريق لايوصل هذه المعرفة بنحو قد يخطأ ،
فلابد أذن من عقل معصوم وتطبيق معصوم .
فإذا قلنا أن القران مقيد بفهم مَنْ كتبه ومَن شكّله ومَن نقطّه ،،
بل ومَن فسره !
والروايات غالبها موضوع ومنتحل ،
فلم يبق شئ !
وانتفى الغرض الإلهي بحل مشكلة المعرفة عند البشرية ،
ولايتصور ذلك الا اذا قلنا انً الله سبحانه لايريد حل تلك المشكلة !
فيكون حاله كمن يدعو انساناً الى بيته ولايدّله على العنوان !
او نقول أن الله سبحانه عاجز عن إيجاد طريقة لإيصال تلك المعرفة ،
اعاذنا الله سبحانه عن قول ذلك .
وإلا كيف يتركنا الله سبحانه حيارى في طريق الوصول اليه بدون دليل معصوم ؟!
وكيف يتركنا لعقول البشر ؟!
وهو سبحانه يعلم بأن المشرعين البشر على طول التاريخ عندما يشرعون يعتقدون انهم درسوا كل التفاصيل ونظروا الى كل الزوايا ،
ثم بعد حين يكتشفون وجود خلل فيبدأون بالتعديل لمرة او اكثر ،
مع انهم يشرعون لبعض الناس وعلى بقعة من الارض ،
فكيف يوكلنا الله سبحانه لمثل هذه العقول في تشريعات يريدها للدنيا والآخرة ؟!
📌 وأما ما قاله سماحة السيد في آخر كلامه
عن إختلاف الصحابة عن النبي الأكرم
فهو يؤكد ما نؤمن به من الحاجة الى ناقل معصوم عن النبي والى تطبيق معصوم ولو لفترة لحين ترسيخ قيم الإسلام .
اكتفي بهذه الإشارات ،
ولا أريد الدخول في نقاش تفصيلي ..
لأن منهجي أني لا اريد أن اقابل الله سبحانه بإثارة جدل اكثر مما هو دائر ..
اتجنب ذلك حتى في الدائرة العامة ،
دائرة الساحة الإسلامية
فضلا عن الدائرة الخاصة ،
اعني ساحتنا الشيعية .
بقلم: سماحة الشيخ حسن عطوان