ميثم بن يحيى التمار رضوان الله عليه، يعد من اعاظم الشهداء في التشيع، وكان عبدا لامرأة من بني أسد، اشتراه الامام علي عليه السلام منها واعتقه، وكان يمير ميثما بنفيس العلوم ويطلعه على الاسرار حتى أنه كأن يذكر له دوما ما يصنعه به عبيد الله بن زياد والي الكوفه من فظيع الأعمال وهو يقول هذا في الله قليل، ويعدميثم أيضا من أصحاب الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، وكان خطيباً، متكلماً، مفسراً، وله كتاب في الحديث.
وكان ميثم التمار رضوان الله عليه من المجاهرين في حب اهل البيت عليهم السلام، وبيان فضائلهم، وقد حبسه بن زياد ثم أمر به فصلب على جذع نخلة، فجعل يحث الناس بفضائل بني هاشم ومخازي بني أمية، فقيل لأبن زياد قد فضحكم هذا العبد، فقال الجموه فكان أول من الجم في الاسلام ثم طعن في اليوم الثالث بحرية استشهد وكان ذلك قبل قدوم الإمام الحسين عليه السلام إلى العراق بعشرة أيام، أي في 22 ذي الحجة سنة 60هجريه، (موسوعه طبقات الفقهاء، ج١، ص٥٢٧).
وحج ميثم رضوان الله عليه في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة فقالت له من أنت فقال أنا ميثم قالت والله لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه و على اله و سلم يوصي بك عليا عليه السلام في جوف الليل، (الوافي، الفيض الكاشي ،ج٥ ص٦٩١-٦٩٣) وروي أن الإمام الباقر (عليه السلام)كان يحب ميثم التمار رضوان الله عليه، حبا شديدا لأنه كان مؤمناً شاكرا في الرخاء، صابراً في البلاء، وأنه من حواري أمير المؤمنين علي ( عليه السلام) وخواصه.