ألطاف رمضانية.. الصوم صحة نفسية.. الشيخ عماد العلياوي
التشريعات العبادية في الدين تنشأ من ملاحظة الآثار التي توفر للإنسان ما يؤمن له احتياجاته الروحية , والتي بها تتحقق راحته النفسية .
والصوم واحد من تلك العبادات التي تهيئ للإنسان الصحة الروحية، كما في الحديث: ” صوموا تصحوا ” . فضلا عن البدنية كما تنوه إليه كلمات الاخصائين في مجال الصحة الغذائية .
والصحة الروحية المعبر عنها في القران الكريم بالتقوى، تعتبر الأساس في تشريع الصوم كما يشير إليه قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة:183) .
فالتقوى غاية للصوم، وبها يتحقق جمال الروح بلباس التقوى، وزاد النفس في طريق الكمال أيضا.
فالتقوى لباس وزاد ، قال تعالى في بيان كون التقوى لباس و زينة الروح :” يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ “(الأعراف:26) . فكما لباس الريش يغطي سوءة البدن , كذلك التقوى يغطي سوءة الروح .
أما في بيان كونها زادا، فقال تعالى :” وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ” (البقرة:197) .
فكان زاد التقوى خيرا كما أن لباسها خيرا، فالتقوى زاد ولباس، والصوم طريق التقوى، فإذا تحقق الصوم، كانت التقوى، فكان الخير، ومعها تكون الصحة.