أي يوم كنت يا يوم الغدير، حتى جاء الخطاب الرباني فيك لرسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الحسم غير المعهود في خطابه له : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ، وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ . ( سورة المائدة : 67 ).
فنحن نعرف أن خطاب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله أرقُّ خطاب وأحناه: مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى. ( سورة طه : 2 ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ( سورة الأنبياء : 107 )، بل نراه أقسم بعمر نبيه الحبيب : لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ . ( سورة الحجر : 72 )، لكنه في هذا اليوم خاطبه بحسم خاص فقال : بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ !
يقول له بذلك إن هذا اليوم مركزي في تبليغ الرسالة ، والعمل الذي ستقوم به، به يكمل الدين، وبدونه يبقى ناقصاً وتضيع فائدة جهودك في تبليغه ! !
نعم ، إن الرحمة التي تنزلت يوم الغدير أكبر من أن يتعقلها بشر! والسبب أن الله تعالى إنما خلق هذا العالم، لأنه أراد أن يوجد موجوداً ويودع فيه جوهرين نادرين هما: العقل والنفس ، ولابد لهذين الجوهرين أن يصلا إلى مرحلة الإثمار .
المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني