عبّرت الروايات الشريفة عن الغناء أنه من اللغو:
إما بمعنى أن كلامٌ لا فائدة فيه ولا ينتفع الإنسان بمفرداته وألحانه.
وإما بمعنى أنها صنعة لا نفع فيها.
ففي كتاب عيون أخبار الرضا: بسنده عن البيهقي، عن الصولي، عن عون بن محمد الكندي، عن محمد بن أبي عمار وكان مشتهراً بالسماع وبشرب النبيذ قال: (سألت الرضا عليه السلام عن السماع فقال: لأهل الحجاز رأي فيه، وهو في حيز الباطل واللهو، أما سمعت الله عز وجل يقول: [وإذا مروا باللغو مروا كراماً]).
وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي في قوله تعالى: [والذين هم عن اللغو معرضون] قال (عليه السلام): (يعني عن الغناء و الملاهي).
وفيه أيضاً في قوله تعالى: [والذين لا يشهدون الزور] قال: (الغناء ومجالس اللغو).
وفيه كذلك في قوله تعالى: [وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه] قال: (اللغو الكذب واللهو والغناء).
وقد يقول القائل إن الغناء يمكن أن يُنتفع به في الأناشيد الوطنية لإثارة الحماسة لدى المقاتلين فيكونون أجرأ في المعركة؟.
وبحسب فهمي فإن لهذه الحماسة تأثيران سلبيان:
الأول: أنها نوع من استلاب الوعي المنطقي واستحضار النية الحقيقية فبدلاً من أن يستخلص المقاتل نية القربة لله في قتاله لينال أعلى درجات الثواب، سيتأثر بمقاصد الشعر في الأغاني التي تركز على الفخر والمجد وما يقال في الذي يضحي بنفسه، وهي نيات غير سليمة.
الثاني: أن تأثير موسيقى الأغاني تأثير سلبي على الهمة والإرادة كما تقدم حتى أنها توقعه في المعاصي الشهوية وتقلل الغيرة، فما يحصل من الحماسة عند سماع الأغاني الوطنية ربما ينشأ من الطرب وحب المجد، ولكن حين يتطلب الأمر عزماً ويشتد وطيس المعركة ستخذله إرادته، وقيل -والله العالم- أن من أسباب نكسة حزيران عام 1967 هو أغاني أم كلثوم التي كانت تبث عبر الإذاعة المصرية لإثارة حماسة الجنود.
وفي الخصال بسنده عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (سئل عن الشطرنج والنرد، قال: لا تقربهما، قلت: فالغناء؟ قال: لا خير فيه لا تفعلوا) الخبر.
عماد علي الهلالي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية