الفكر الاسلامي في سعة وشمولية وتمدد أكثر من العلم الاسلامي الثابت أعني( الشريعة والعقيدة والأخلاق ) وذلك لأن الفكر الاسلامي هو حصيلة التفكير البشري والجهد الاستنباطي من الثوابت في علوم الاسلام الحنيف.
وهناك من تكلم وبحث وسبر اغوار العلم والفكر الإسلامي بجدارة وقوة قل ان يتحلى بها الكثير، كل ذلك في سبيل تحقيق الهدف وهو إيصال الناس إلى الكمال والوعي الروحي والعقلي وذلك لأن الفكر الهادف هو الذي يبني شخصية الإنسان الرسالية .
ومن معالم الفكر الهادف الحث على (التفكير الايجابي )و(التنمية البشرية) و(التربية الروحية) و(الأخلاق الحسنة) و(الحلول لكل الأزمات والمشاكل ) حسب قواعد الاسلام الاصيل فيدور البحث والنصح حول تلك الموضوعات عبر استنطاق القرآن الكريم واستقراء السنة وقراءة الواقع المعاش ومعرفة النظريات المعاكسة. بغية تزكية وتعليم الأمة لتسير نحو الحقيقة والكمال والرقي وهذا هو منهاج المرجع اليعقوبي دام ظله.
وعلى العكس من ذلك نجد من ترك الهدفية او الفكر المثمر وسلك طريق الترف في التفكير عبر إثارة المسائل التي لا تتلائم مع الفكر الهادف وبالتالي فان تلك الأفكار الترفية مهما توسعت وتشعبت وتعمقت ودقت لا تنفع الا في إثارة الجدل والمخاصمات الفكرية وربما سببت لصاحبها الضرر كما فعل البعض حيث حاول ان يهز المسلمات ويدق في التخرصات مسمار الحقيقة الا انه لا يستقر الا بمكانه الطبيعي
ومن تلك الأفكار الترفية البحث عن الأسرار والكرامات والغيبيات والوهميات لأنه يريد أن يكشف للناس انه الخبير الاوحدي والمحقق المتبحر ولكن هو بعمله هذا ابتعد عن الهدف الأعظم والحكمة الإلهية أعني تكميل الإنسان وتربيته
وهكذا نشاهد ونقرأ ونسمع الكثير من الأفكار العبثية التي لا تنفع الاسلام ولا الإنسان.
واختم بما قاله سماحة المرجع اليعقوبي دام ظله( ومن أمثالها عندنا نحن في الحوزة العلمية اشتغال البعض بمطالب علمية ترفية لا دخل لها في وظيفتنا الإلهية ) معالم التنمية البشرية في الفكر الاسلامي ص ٤٣
نسأل الله تعالى أن يرزقنا السير على جادة الصواب
الشيخ احمد العتابي الكوتي