القرآن يعتبر وصفة شفاء للذين يريدون محاربة الجهل والكبر والغرور والحسد والنفاق ..القرآن وصفة شفاء لمعالجة الضعف والذلة والخوف والإختلاف والفرقة. وكتاب الله الأعظم وصفة شفاء للذين يئنون من مرض حب الدنيا والإرتباط بالمادة والشهوة.
والقرآن وصفة شفاء لهذه الدنيا التي تشتعل فيها النيران في كل زاوية، وتئن مـن وطأة السباق في تطوير الأسحلة المدمرة وخزنها، حيث وضعت رأسمالها الإقتصادي والإنساني في خدمة الحرب وتجارة السلاح.
وأخيراً فإن كتاب الله وصفة شفاء لإزالة حجب الشهوات المظلمة التي تمنع من التقرب نحو الخالق عز وجل نقرأ في سوره يونس قوله تعالى: «قد جـاءتكم موعظة مـن ربـكـم وشـفاء لمـا في الصدور» .
وفي سورة فصلت نقرأ قوله تعالى: ((قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء))
ولإمام المتقين علي بن أبي طالب (عليه السلام) * قول جامع في هذا المجال، حيث يقول في نهج البلاغة: «فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لأوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال»
وفي مكان آخر نقرأ لإمام المتقين علي (عليه السلام) قوله واصفاً كتاب الله: «ألا إن فيه علم ما يأتي والحديث عن الماضي ودواء دائكم ونظم ما بينكم».
ماء الحياة وفي مقطع آخر يضمه نهج علي، نقرأ وصفاً لكتاب الله يقول فيه: «وعليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والري الناقع، والعصمة للمتمسك، والنجاة للمتعلق، لا يعوج فيقام، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تخلقه كثرة الرد وولوج السمع، من قال به صدق، ومن عمل به سبق»..
هذه التعابير العظيمة والبليغة، والتي نجد لها أشباهاً كثيرة في أقوال النبي الأعظم وفي كلمات الإمام علي الأخرى والأئمة الصادقين ، هي دليل يثبت بدقة ووضوح أنّ القرآن وصفة لمعالجة كل المشاكل والصعوبات والأمراض، ولشفاء الفرد والمجتمع مـن أشكال الأمراض الأخلاقية والإجتماعية.
———————————-
مئة موضوع اخلاقي في القرآن والحديث / ص32.
المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي