فرض الإسلام الكثير من العبادات لتهذيب نفس وروح المسلم من الداخل لتخليصه من الشر والأذى، ليصبح روحاً طاهرةً، تعمل الخير بشكلٍ تلقائي بدوافعَ إيمانيةٍ نابعةٍ من داخله، ليس له فيها مصلحةٌ إلا التقرب من الله ونيل رضاه، فالغني يتصدق على الفقير والقوي يقدم العون والمساعدة للضعيف، ما أجمل الحياة وما أسهلها عندما يكون المجتمع بهذا المستوى من الإيمان والتقوى.
ماعلاقة النفقة بالإيمان في الغيب؟
هذا ماتحدثنا عنه في برنامج”رسائل رمضانية” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الشيخ توفيق علوية، والشيح صهيب الحبلي.
حيث وضح الشيخ علوية، أن الإنفاق يدل دلالة حسية على الإيمان بالغيب، وأفضل مقاربة حسية للإيمان بالغيب هو أن ينفق الإنسان مما يحب من مال كان أو غيره أن الذين يتصدقون سواء في الصدقة الواجبة أو المستحبة والذين ينفقون بالمال عينياً أو غير عيني فأن هؤلاء بلا ريب يعتقدون بالآخرة حق الاعتقاد لأن الإنسان قد ينظر بالغيبيات ولايؤمن بها، قد يقول سوف أدعي عليك وهو لايؤمن بالدعاء، وقد يقول إني أنتظرك بالآخرة وهو لايؤمن بالآخرة، ولكن الإنسان الذي يدفع مالاً من جيبه ويضعه في عالم الغيب ويعتقد أن هذا المال سيصل إلى الله تعالى أن هذا الإنسان بلا ريب يعتقد بوجود الآخرة، فقد ورد عن الإمام زين العابدين(ع) عندما يتصدق يُقبل الصدقة لإنها ستقع بيد الله هذا اعتقاد جازم، وبعض الناس يمنون على الناس بلإنفاق عليهم إن المفهوم انقلابي معاكس.
وأضاف الشيخ صهيب، قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم”إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ” صدق الله العظيم، أن الله عز وجل يربي الصدقة لصاحبها كما قال الرسول أن الله(ص):” يربي لأحدكم صدقته كما يربي خلوه”، أي مثل ما تربي أي شيء تملكه،وهكذا عند الله تعالى تنمو الصدقة حيق قال الإمام علي(ع): “ماعندكم ينفد وما عند الله باقي”، أن الإنسان عندما يتصدق تقع الصدقة بيد الله أولاً.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: