استقبل سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) وفداً من جامعة المذاهب الإسلامية بمكتبه في النجف الاشرف.
حيث ضم الوفد الذي ترأسه سماحة آية الله مختاري (دامت بركاته) رئيس الجامعة ومساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية والدولية ومساعده للشؤون اللوجستية واثنين من مستشارية.
وقدم سماحة الشيخ مختاري عرضاً موجزاً عن أهداف تأسيس الجامعة وطبيعة الدروس ومناهج التدريس فيها وعدد فروعها في داخل الجمهورية الإسلامية وخارجها وإعداد الطلبة المسجلين لديها.
من جانبه أشاد سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله) بالدور الذي تضطلع به جامعة المذاهب الإسلامية وبالنشاطات التقريبية التي تقوم بها في عدد من الدول.
كما حث (دام ظله) الوفد على فتح فرعٍ لهذه الجامعة في بغداد باعتبارها عاصمة التقريب والتعايش بين المذاهب منذ أيام الشيخ المفيد والشيخ الطوسي (قدس الله سرهما), فقد كانت رئاسة كرسي الكلام على جميع المذاهب لهما آنذاك حيث عاش المسلمون جواً تقريبياً وتعايشاً مذهبياً مميزاً قبل حصول الفتنة وانتقال الشيخ الطوسي إلى النجف الاشرف، لافتاً إلى ضرورة فهم فقه العامة والإحاطة به للوصول الى نقاط التقارب، تأسيساً على قواعد المدرسة التي انشأها السيد البروجردي (قدس سره).
وقال سماحته: لقد أكدت في كلماتي السابقة على ضرورة الدخول الى عمق التفكير التكفيري ومعالجة مكامن الخطر فيه.. لأن التكفير والتطرف ليس فعلاً أو حدثاً، وإنما هو ثقافة وفكر مبني على أسس تدفع الاخر للقيام بأفعال معينة معادية ذات طابع عدائي، فلابد من معالجة وتفكيك بنيته الفكرية وخلق ثقافة مضادة له، والتنبيه والتعريف بحجم الاخطار المحدقة بالدين الاسلامي والبلاد الاسلامية.
هذا وتابع سماحته: إن التجربة الرائدة لجامعة المذاهب بكل تفاصيلها ومن خلال العلوم والمعارف التي تدرّس فيها والتي تسهم في نشر الوعي وتقريب وجهات النظر وتسهم أيضاً في كشف حجم المؤامرة التي تحاك ضد الأمة الإسلامية من أجل تفكيكها وتمزيقها وهدر امكانتها المادية والبشرية لإضعافها والهيمنة عليها.
وأكد سماحته على أهمية تعزيز ثقافة التقارب والتعايش المذهبي ونشر هذه المبادرات والمشاريع المباركة وتنمية وترويج الثقافة المناهضة للتطرف والتكفير خاصة في البلدان التي استهدفتها هذه المؤامرة وطالتها الاجندات المسمومة.
كما أعرب سماحته عن أمله بأن لا يفهم من إقامة هذه المشاريع على انها ترويج للتـشيـع -لأن القضية أكبر وأخطر من ذلك بكثير, وانما جرياً على سيرة الأئمة (عليهم السلام) فقد كانوا حريصين على تبصرة المسلمين وتوعيتهم وتقديم النصح والإرشاد لهم من دون دعوتهم إلى الدخول في التشيع او استمالتهم الى مذهبهم مما يؤدي إلى استفزاز الآخر بشكل واضح فانهم سيتبعونه بأذن الله تعالى كما قال (عليه السلام) (فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا).
هذا وأثنى سماحة آية الله مختاري على موسوعة (فقه الخلاف) وهي تقريرات لدروس البحث الخارج التي يلقيها سماحة الشيخ (دام ظله) منذ 12 عام والتي توصل فيها سماحة الشيخ (دام ظله) الى نتائج فقهية من شأنها ان تعالج بعض منعطفات الخلاف مع العامة وتحلحل بعض العقد.