أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)، على دعواته السابقة بالمبادرة والإسراع لردّ التجاوز والإساءة إلى مقام خير الأنبياء (عليهم السلام) وخاتمهم والمبعوث بآخر الرسالات السماوية النبي الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم)، باتخاذ الوسائل والسبل الحضارية المعاصرة التي تكفل مواجهة هذه الإساءات المتكررة والتجاسر على المقام المقدس لهذا النبي العظيم (صلى الله عليه واله وسلم).
وأوضح سماحته، “نموذجاً من هذه الوسائل، وهي الإكثار من الصلاة عليه والإجهار بها”، مستشهداً بالآية الكريمة “إنّ الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً”(الأحزاب/56)
وقال سماحتُهُ، في المحاضرة التفسيرية التي ألقاها على طلبة الحوزة العلمية في نهاية الأسبوع الدرسي بمكتبه في النجف الأشرف: (إنّ الإكثار من الصلاة على النبي وآله يمثّل ردّاً على من يسيئون إليه (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى في بعض الدول الإسلامية مع الأسف التي صار الانتقاص والإساءة من النبي العظيم (صلى الله عليه واله وسلم) عادة عندهم وسليقة لديهم. كما أن فيها (أي الصلاة على النبي واله) تثبيتاً وتوثيقاً وتوطيداً لهذه العلقة والآصرة و(العروة الوثقى) بين المعصومين وأتباعهم، فهم يصلّون على نبيّهم ويسلّمون له وعليه، ورسول الله يقابلهم بالصلاة عليهم والتحية لهم، “وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم ” (الأنفال/54) وقوله تعالى “وصلّ عليهم إنّ صلاتك سكناً لهم والله سميع عليم” (التوبة/103).
وبيّن، “عدة دروس مستفادة من تفسير الآية الكريمة منها: أنّ الله تعالى بدأ بنفسه بالصلاة على النبي عندما أمر بها. وذكر الملائكة ثم المؤمنين، لغرض المبالغة والتعظيم لمقام النبي وتحبيب الناس فيه (صلى الله عليه واله وسلم)، وإلفات نظر المؤمنين بأنهم بصلاتهم هذه يصطفون مع الملائكة امتثالاً لأمر الله تعالى، كما تضمنت درساً تربوياً وهو أننا إذا أردنا فعل الخير فلابدّ أن نبدأ بأنفسنا أولاً “ولله المثل الأعلى” (النحل/60). ومنها أيضاً، منعٌ للغلوّ، ففي ذروة تعلقك بالنبي وانصهارك به وعندما تريد أن تصلي عليه، ادعُ الله أن يصلي عليه، فالتفاتك ينبغي أن يكون الى الله تعالى أولاً”.
ولفت المرجع اليعقوبي، إلى أنّ “حقيقة الصلاة على النبي لا تتمّ إلا بالصلاة على اله (عليهم السلام)، وهذا متواتر عن الفريقين بعشرات الأحاديث التي تؤكد هذا المعنى، مع الإشارة الى استحباب المؤكد بالإجهار بالصلاة على النبي واله لتثبيت الهوية والصدع بالانتماء لهم والتسليم للقائد الديني المتمثّل بالنبي (صلى الله عليه واله وسلم)، والأئمة من بعده، وبمن أوصى الأئمة باتّباعهم من بعدهم في عصر الغيبة”.
وتأسّف، “لما يطال هذا الوجود المبارك الذي أرسله الله تعالى رحمة لكل العالمين، من حملات تشويه، واستهزاء، وافتراء، والذي يلتحم الكون كلّه (الله وملائكته والمؤمنون) للصلاة عليه والدعاء له، مؤكداً أنّ الجهات والشخصيات التي تتطاول على مقام النبي إنما يحرمون أنفسهم بفعلهم هذا من هذه النعمة العظيمة والرحمة الكبيرة، ويطردون أنفسَهم بأنفسِهم من هذا العالم الطيب.. الجميل. السعيد، الذي يلتحم ويمتزج كلّه للصلاة والسلام عليه”.
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] – الدعوة الى توسيع الاحتفالات بذكرى وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) – الذي نشر في صحيفة الصادقين العدد الاربعون بتاريخ 7ربيع الاول1427 الموافق 6/4/2006