أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على معرفة حق نعمة دين الإسلام وولاية أهل البيت(ع) ودعوة الناس لها، داعياً إلى الحفاظ على أصالة الهوية الإسلامية”.
وقال سماحة المرجع اليعقوبي خلال استقباله جمعاً من المستبصرين الأوروبيين المقيمين في ألمانيا بمكتبه في النجف الأشرف:”إن معرفة واستشعار عظمة ما أنعم الله تعالى به علينا من الهداية إلى دين الإسلام وولاية أهل البيت (ع) فهي من أجلّ النعم وأعظمها التي سيسألنا الله تعالى عن أداء حقها وعن تعظيمها وشكرها.. (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)”.
واستشهد سماحته برواية عن موسى بن جعفر (ع) بين فيها على عِظَم نعمة ولاية أهل البيت (ع) والتي لا يمكن ان يكون بإزائها ثمن مهما كان كبيرا, مخاطبا الحضور: واعتقد ان كل واحد منكم لو أٌعطي ذلك الثمن المذكور في الرواية لما تخلى عن ولاية أهل البيت (عليهم السلام) فتفاعل الحاضرون مع هذه الالتفاتة وأجهش بعضهم بالبكاء”
ولفت سماحة المرجع اليعقوبي إلى أن الالتفات إلى حقوق هذه النعمة وأولها الشكر القولي والقلبي – باللسان والمشاعر- والعملي باتباع سيرتهم والعمل بتعاليمهم والتحدث بها ونشرها ودعوة الناس إليها، قال تعالى (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11)، موضحاً أن هذه النقطة تفريع على النقطة السابقة: إن التحدث بهذه النعمة ودعوة الناس إليها يتطلب معرفة بها واطلاعاً على سيرتهم وأخلاقهم وعلومهم ومعارفهم (سلام الله عليهم) ولابد من تخصيص جزء من الوقت لذلك،
كما أشار سماحة المرجع اليعقوبي إلى أن الأئمة (ع) حثوا شيعتهم على التففه في الدين ومعرفة الأحكام الشرعية وجعلوه فريضة على كل مسلم”، موصياً عموم المؤمنين المغتربين بجملة من الوصايا العملية: منها الأولى: الالتزام بالقوانين المعمول بها في البلاد التي تعيشون فيها والتي شرّعت لحفظ مصالح الناس والدولة وعدم الإخلال بها، مع مراعاة عدم الوقوع في المعصية”.
وأضاف سماحته: “أما النقطة الثانية: السعي لتحصيل التفوق في مجالات العلم والعمل والأخلاق والسلوك حتى تكونوا سفراء حقيقيين للإسلام والمسلمين ودعاة مؤثرين بأفعالكم قبل أقوالكم في الآخرين وفي ذلك حديث للإمام أبي عبد الله (ع) (ليس منا ولا كرامة من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون، وكان في ذلك المصر أحدٌ أورع منه”.
وتابع المرجع اليعقوبي: “أما النقطة الثالثة: أن تعيشوا مجتمعين ومتقاربين وتأسسوا تجمعات وتشيّدوا المساجد والحسينيات والمراكز والمؤسسات الإسلامية لتحيوا بها الشعائر الدينية وتقيموا فيها صلوات الجماعة والجمعة وبذلك تحافظوا على هويتكم وثقافتكم ودينكم وأخلاقكم، أما إذا تفرقتم داخل المجتمعات غير الملتزمة فإنه يؤدي الى تذويب الدين والأخلاق ولو على مدى الأجيال اللاحقة فاحذروا ذلك”.
وختم سماحة المرجع اليعقوبي قوله حاثاً الضيوف على استثمار أجواء التحدي الذي يعيشونه هناك للعمل على حفظ الهوية الإسلامية وإبراز معالمها، “وجود التحديات والضغوطات يرفع الهمة ويثير الحماس للعمل والنشاط المثمر”.