التغيرات الاجتماعية لا تحصل دفعه وإنما بالتدرج، لذا لا يمكن تحديد تاريخ معين للتغير في الظروف المحيطة بنا يومئذ والتي أوحت إلى السيد (قدس سره) بإمكان أخذ حريته النسبية، والعام المذكور كان تاريخاً للحديث عن لقائنا المباشر.
هذا مما جاء في حوارية أجريت مع سماحة الشيخ اليعقوبي يوم 4/محرم/1431 الموافق 21/12/2009 لتغطية أحداث هذه الفترة
من تاريخ الحركة الإسلامية والسيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره)
1985 – 1990([1])
وهذا نص الحوارية
س1: متى كان لقاؤكم المباشر لأول مرة مع السيد الشهيد الصدر (قدس سره) وكيف؟
ج: بسم الله الرحمن الرحيم: كان ذلك في سنة 1987 حيث بدأ السيد الشهيد الصدر بالخروج عن عزلته الاجتماعية وأخذ يحضر بعض المناسبات الدينية كالمجالس الحسينية التي تقام في بعض البيوتات وكنت أراه لكنني لم أتحدث معه حتى استأذنته في بعض رسائلي إليه، فأجاب بالإيجاب ولكنه طلب مني صورة شخصية ليتعرّف علي إذا سلمتُ عليه لأنه كان يتوقع كل شيء فيحتمل أن رسائله وقعت بيد جلاوزة النظام وأن أحدهم تقمص شخصيّتي وجاء للإيقاع به، وقد أرسلت صورة حديثة إليه ومع ذلك طلب مني أن أعرّف نفسي حين ألقاه، وقد أرسل (قدس سره) صورته إليّ على العرف الجاري بين المتحابين في تهادي الصور التذكارية.
وبعد ذلك كنت ألتقيه في تلك المجالس وأخصّه بالسلام والحديث المقتضب دون غيره من العلماء الذين يجتمعون في مكان مخصص لجلوسهم رغم إن لي علاقات خاصة مع عددٍ منهم ومثل هذا التصرف غير مألوف لكنني لم أكن استطع تمالك نفسي دون أن أسلّم عليه.
ثم بدأت بزيارته (قدس سره) في داره واللقاء به، كما بدأ بإقامة مجالس العزاء في ذكرى وفاة المعصومين (عليهم السلام) وكان بيته في الحنانة يزدحم بالحضور وأغلبهم من المصلين في جامعة النجف الدينية حيث كان والده (قدس سره) يقيم صلاة الجماعة فيها وتزوّج اثنان من أولاد عميدها السيد محمد الكلانتر (قدس سره) من بنتي السيد الشهيد الصدر (قدس سره).
وكنت أرافقه في بعض المناسبات وندعوه في بعض مناسباتنا الاجتماعية كعقد قران بعض الأقرباء كما زارني في داري وفي محل الكسب الذي اتخذته لاحقاً، وصحبناه مرة أنا وأخي المرحوم الشيخ علي بسيارته إلى كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في ليلة الجمعة، وكان يذهب –كما قال في إحدى رسائله- في السنة مرة أو مرتين وكنت أستشيره حتى في أموري الشخصية والاجتماعية كقضية تزويجي وأن تكون علوية، فأيد مطلبي هذا وقال: الأفضل أن تكون علوية من جهة الأبوين وهو ما قسمه الله تبارك وتعالى، وأبدى لي استعداده في دعمي – على حسب تعبيره- عند الخطبة من أي أسرة أرغب فيها.
س2: هل يعني هذا أن السيد الشهيد الصدر (قدس سره) هو الذي عقد قرانكم؟
ج: لم يتيسر لي ذلك، والأصح إنني لم اطلب منه (قدس سره) ذلك، لأن عقد قراني كان في بغداد ولم أشأ مزاحمته (قدس سره) وكنت أتوقع أن السفر إلى بغداد محرج له، وكانت لنا علاقة وطيدة بعدد من العلماء، وقد أجرى العقد المرحوم آية الله السيد محيي الدين الغريفي (قدس سره).
س3: ما الذي حدث عام 1987 وصار السيد الشهيد (قدس سره) يأخذ حريته في الحركة والمشاركة في المناسبات الدينية و الاجتماعية ولو بشكل محدود بعد أن كان منعزلاً تماماً بحيث قال في احد لقاءاته المسجلة أبان مرجعيته، انه لا يسلم على أحد ولا يسلّم عليه أحد في تلك المرحلة.
ج: التغيرات الاجتماعية لا تحصل دفعه وإنما بالتدرج، لذا لا يمكن تحديد تاريخ معين للتغير في الظروف المحيطة بنا يومئذ والتي أوحت إلى السيد (قدس سره) بإمكان أخذ حريته النسبية، والعام المذكور كان تاريخاً للحديث عن لقائنا المباشر.
وهذه التغيرات تحتاج إلى عناية خاصة من الباحثين و المفكرين لدراستها وتحليلها ومعرفة عوامل حصولها لأنها فترة مهمة من تاريخ الحركة الإسلامية خاصة والعراق المعاصر عامة وقد أسست لانطلاقة جديدة لها بعد أن خمدت مطلع الثمانينات وأضرمت بانطلاقتها هذه انتفاضة عام 1991 وكسرت شوكة نظام صدام حتى إسقاطه عام 2003 وأعطاها السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) زخماً كبيراً عندما تصدى للمرجعية بعد الانتفاضة حتى توّجها باستشهاده عام 1999.
ولا زالت هذه الفترة مجهولة بل يتعمد الكتّاب تجاهلها لأن أكثرهم كان خارج العراق في حينها ويدّعي زعامة المعارضة العراقية، فإبراز تاريخ الحركة الإسلامية داخل العراق في تلك الفترة يفضحهم ويظهر زيف معارضتهم المزعومة. على أي حال استطيع القول أن المعارك الكبيرة التي شهدتها الحرب بين نظام صدام وإيران خلال سنوات 1982-1985 كبدّت العراقيين خسائر جسيمة بالأرواح وعمّت المصائب أغلب البيوت تقريباً وقد وقعت الخسائر في الشيعة الذين جعلهم صدام المقبور وقوداً للحرب، لذا كان رد الفعل الطبيعي هو التوجه إلى الله تعالى والتوسّل بأهل البيت (عليهم السلام) وقصد مراقدهم المقدسة وإحياء الشعائر الدينية ولأكثر من سبب([2]) فإن تحولاً نوعياً بدرجة ما قد حصل في كيفية تعاطي النظام مع نمو الظاهرة الدينية (وأسميها بهذا الإسم تمييزاً عن الحركة الإسلامية التي تعني بروز النخبة وقصدها للعمل الذي يكون نخبوياً عادة أما الظاهرة الدينية فهي حالة شعبية عامة).
وأقصد بالتحول النوعي غضّ النظر عن جملة من الممارسات التي كان يعتبرها جريمة يعاقب عليها القانون كالتدين خصوصاً عند الشباب وارتياد المساجد وحضور صلوات الجماعة والشعائر الدينية وزيارة العتبات المقدسة ووجود الكتاب الديني التقليدي ونحوها التي كانت توجد مادة في قانون العقوبات تقضي بالسجن سبع سنوات على هذه الأمور بتهمة الطائفية.
فصرنا بعد عام 1985 نشهد المجالس الحسينية الضخمة في المساجد والبيوت مما لم يكن مألوفاً من قبل وكان للسادة آل بحر العلوم (الذين قضى كثيرٌ منهم في السجن بعد الانتفاضة الشعبانية) دور بارز في إحياء تلك المجالس على طيلة شهري محرم وصفر وفي وفيات المعصومين (سلام الله عليهم) وأخصّ بالذكر الأعلام الأجلاء السيد علاء الدين والسيد عز الدين والسيد جعفر والسيد حسن الذين اعتقلهم النظام في الانتفاضة مع أولادهم وإخوانهم ومضوا شهداء على طريق ذات الشوكة.
ولشعور النظام بالثقة بنفسه فقد اصدر في مايس/1986 عفواً عاماً عن السجناء وأكثرهم من الشباب المتدينين، ونقل أخي المرحوم الشيخ علي الذي كان أحدهم أن عدد المفرج عنهم بلغ ثلاثين ألفاً، وكان على هؤلاء الالتحاق بالجيش الصدامي الذي دُعي للخدمة فيه كل من تقع أعمارهم بين 18-40 سنة، أما غيرهم فيجنّدون في ما يسمى بالجيش الشعبي.
وكنت التقي بمجاميع من هؤلاء الشباب المتدينين في كربلاء عند زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ليلة الجمعة ولما لم يستطع بعضهم التعايش مع النظام فقد غادر قسم منهم العراق بشكل أو بآخر وشكل عدد آخر مجاميع مسلحة لمواجهة النظام، وكانت المجموعة ([3]) التي ترأسها المرحوم الشهيد حسين علوان اليعقوبي في النجف الأشرف من أشدها تهديداً للنظام وقامت بتصفية عدد من رموزه وازداد قلقه من عدم العثور على خيط يوصلهم إلى رجالها، حتى تمكنوا من ذلك واعتقلوا الشهيد المذكور وعذّبوه بأقسى وأشرس ألوان التعذيب الوحشي وحبسوا عائلته في البيت([4]) واتخذوه مقراً لجلاوزة الأمن الصدامي للقبض على كل من يطرق الباب ومكثوا فيه أسابيع اعتقل فيها عدد من الأصدقاء والأقرباء بينهم عدد من النساء.
وإنصافا نذكر هنا أن المرحوم آية الله السيد حسين بحر العلوم (قدس سره) كان يدعم هذا العمل مادياً ومعنوياً، كما كان للمرحوم الشهيد الخطيب الشيخ عبد الأمير أبو الطابوق الدور البارز في رفع مستوى الوعي والهمة والحماس في نفوس المؤمنين بما يلقيه من محاضرات رسالية تعبوية لم تكن معتادة خصوصاً في مثل تلك المجالس العلنية العامة كالمجلس الذي كان يقام في جامع الطوسي في العشرة الأولى من محرم الحرام ويمتلئ الحرم والساحة ويُفرش الشارع الخارجي (شارع الطوسي) ويتقطع مرور السيارات لامتلاء المكان بالناس، وقد دسّ إليه جلاوزة الأمن سماً قاتلاً آنذاك لكنه لم يمت ببركة دعاء المؤمنين وإنما شُلّت أعضاؤه وسقط شعر رأسه ثم قبض عليه في الانتفاضة ومضى شهيداً.
على أي حال لقد استطردت إلى ذكر هذه الأجواء للأمانة التاريخية ولحثّ الكتّاب والمفكرين على تغطية هذه الفترة المهمة، ومحل الشاهد منها إن السيد الشهيد الصدر (قدس سره) أدرك أن جملة من النشاطات يمكن أن يقوم بها ولم تعُد محظورة من قبل النظام فبدأ بالظهور الاجتماعي، ثم عاود التدريس في جامعة النجف الدينية وكان يرغب بتدريس البحث الخارج إلا أن خلو الجامعة –بحسب نظامها الداخلي- من هذا المستوى من البحث دفع السيد الشهيد (قدس سره) إلى القبول بتدريس عدد من الطلبة –كان عددهم ثلاثة- كتاب الكفاية في الأصول على أمل أن يبدأ معهم بحث الخارج عند إكماله. لكن الفرصة سنحت له لافتتاح البحث في أروقة الحوزة إلى جوار أمير المؤمنين (عليه السلام).
س4: تتمة للاستطراد السابق هل أثّر هذا النمو للظاهرة الدينية على وضع الحوزة العلمية في النجف الأشرف؟
ج: نعم أثر إيجاباً فقد بدأ عدد من العراقيين بالالتحاق بالحوزة العلمية بعد أن انتهى وجودهم تقريباً وتفرّقوا بين إعدام واعتقال وتهجير ومن بقي سيق إلى الخدمة العسكرية أو توارى عن الناس، كما أن توقف الحرب مع إيران عام 1988 فتح الباب لمجيء طلبة العلم من الخليج وغيرها، وعاد إلى التدريس من كان منكفئاً عنه كالسيد الشهيد الصدر (قدس سره)، فكان نمو الحراك العلمي في الحوزة واضحاً، كما تحسّن الوضع المالي بتوافد الزوار من دول العالم وكنت أتردد على مقر إقامة السيد الخوئي (قدس سره) في الكوفة وأرى هذه الوفود، وكذا في بيوت كبار العلماء كالسادة آل بحر العلوم والسيد محيي الدين الغريفي وغيرهم، لكن غزو صدام للكويت قضى على كل هذا التحسن وأعاد عقارب الزمن إلى الوراء.
س5: ورد في بعض رسائله (قدس سره) معكم المنشورة انه طلب مساعدتكم في تأليف كتابه القيم (ما وراء الفقه) فما وجه هذه المساعدة وما حدودها؟.
ج: ذكر (قدس سره) في بعض رسائله بتواضعه المعروف انه يستفيد من رسائلي وذكر عدة فوائد، منها: أنها تفتح ذهنه على أفكار جديدة، وعنوان كتابه (ما وراء الفقه) جاء بعد ما بعثت له بمشروع للكتابة في (ما وراء النص) أي النص الفقهي، وأصل البحث وتعليقاته (قدس سره) منشورة في كتابي (الشهيد الصدر (قدس سره) كما أعرفه).
ولما كان الكتاب يتناول المسائل الفقهية من جهة ارتباطها بالعلوم الأخرى ومنها العلوم العصرية، ويعرف السيد الشهيد (قدس سره) أنّ لي حصيلة مفيدة في هذا المجال فطلب مني مساعدته في توفير مثل هذه المعلومات وتدقيق ما يأخذه من المصادر، ومراجعة ما يكتب، ويوجد طلبه في تلك الرسائل.
فكان (قدس سره) يبعث بدفاتر المسودات التي وصلت إلى حوالي (28) كل منها فئة (200) ورقة حيث كان يكتب بصفحة واحدة هي اليسرى ويترك اليمنى المقابلة للإضافات والهوامش والتعليقات وقد اتبعته في ذلك في كتاباتي اللاحقة.
وكنت أؤشر بتعليقاتي على تلك المسودات وكانت التعليقات على كتاب الميراث غزيرة تعجب (قدس سره) من كثرتها وقد بقي بعضٌ منها ذكرته في كتاب (الرياضيات للفقيه).
وقد استفدت من مراجعة مسودات الكتاب كثيراً لأنها كانت أول قراءة منظمة لكتاب فقهي من أول الفقه إلى آخره حيث كنت لا أزال اعتمد على مطالعاتي الشخصية ولم انضمّ إلى كيان الحوزة العلمية.
كما تولّد لي خلال المراجعة شعور بحاجة الحوزة العلمية إلى كتاب يقدّم لهم ما يحتاجون من علم الرياضيات في المسائل الفقهية ويراعى فيه الوضوح في إيصال المعلومة، فألّفتُ (الرياضيات والفقه) حيث نال رضاه (قدس سره) ورغب بطبعه في الجزء الثامن وإلحاقه بكتاب الميراث وأضفت له فقرة (التباديل والتراكيب) جواباً على طلبه (قدس سره) بأنه هل يمكن وضع قانون أو قاعدة لاستقصاء مسائل الميراث بدل الطريقة المتبعة لدى الفقهاء (قدس الله أرواحهم) بافتراض مسائل لا حدود لها وحلها، وقد كتبت أكثره في أوقات الفراغ في محل الكسب.
وبعد التحاقي بالدراسات الحوزوية عمّقت الكتاب وأضفت له موارد جديدة فكان كتاب (الرياضيات للفقيه) ولله الفضل والحمد أولاً وآخراً.
س6: ما وقع قرار إيقاف الحرب بين العراق وإيران على السيد الشهيد الصدر (قدس سره) وعليكم؟
ج: كان السيد الشهيد (قدس سره) من المعارضين لاستمرار الحرب وكان يتمنى على القادة الإيرانيين لو قبلوا بقرار مجلس الأمن لإيقافها منذ عام 1982 بعد أن حرّروا جميع أراضيهم في أواخر مايس من تلك السنة وقد أشرتُ إلى هذا في كتاب (السيد الشهيد الصدر (قدس سره) كما أعرفه) لأنه كان يرى استمرار الحرب استنزافاً لطاقات البلدين المادية والبشرية وكانت الخسائر تقع في الشيعة الذي كان يرميهم صدام المقبور في الجبهات الأمامية، وكان (قدس سره) يدرك المؤامرة الدولية التي تريد إنهاء الشيعة في البلدين وثرواتهم، وكتب في هذا المجال بحثاً بعنوان (فلسفة الأحداث في العالم المعاصر) وبعثه إليّ للاطلاع والتعليق عليه، وقد ذكرتُ ذلك في الكتاب المذكور وهو مطبوع.
وكان الخلاف موجوداً بين القادة الإيرانيين أنفسهم حيث كان يرى البعض عدم وجود مبرر لدخول الأراضي العراقية (الذي بدأ في عمليات شرق البصرة في تموز/1982 الذي صادف شهر رمضان المبارك) فيما كان يرى البعض الآخر ضرورة ملاحقة صدام في عقر داره وإنزال العقوبة به وإزاحته، وقد نجح الفريق الثاني في إقناع السيد الخميني (قدس سره) الذي كان صاحب القرار النهائي واستمرت الحرب حتى قبِل السيد الخميني (قدس سره) بقرار مجلس الأمن (598) ببيانه التاريخي الذي أصدره في 20/7/1988 الموافق السادس من ذي الحجة بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط المئات من الحجاج الإيرانيين شهداء وجرحى أثناء قيامهم لمسيرة البراءة في مكة المكرمة.
أما بالنسبة لي فقد شُغلتُ بنفسي و تخلّيت في حينها عن أغلب اهتماماتي ومنها مجريات الحرب فلم أتابع ما حصل من العمليات عام 1988، ولم اسمع بقرار وقف الحرب إلا من بعض أقربائي الذين قصدوني للتهنئة بانتهائها والسلامة وكنتُ قد انتقلت بسكني إلى النجف الأشرف منذ أوائل عام 1988. وسمعت خطاب السيد الخميني (قدس سره) المتضمن لقبول قرار مجلس الأمن من التلفزيون العراقي.
([1]) حوارية أجريت مع سماحة الشيخ اليعقوبي يوم 4/محرم/1431 الموافق 21/12/2009 لتغطية أحداث هذه الفترة وتتميم كتاب (الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه) لسماحة الشيخ اليعقوبي.
([2]) منها شعور النظام بعدم وجود تهديد جدي في الداخل بعد القضاء على رموز المعارضة، أما المعارضة في الخارج فقد كان يسخر منها ومن عملياتها التي لا تملك أي قيمة في تهديده ولا تعدو إثبات الوجود ولضمان استمرار الدعم من الدول المساندة لتلك المعارضة، كما أن الحرب مع إيران لم تعد تهدد وجود نظامه وشعر بتوازن القوى بعد استخدامه للأسلحة الكيمياوية في عمليات هور الحويزة في شباط 1984 وغيرها من الأسباب
([3]) كانت للمجموعة عدة نشاطات غير العمل المسلح كمساعدة المحتاجين خصوصاً عوائل الشهداء والسجناء وتزويج الشباب المؤمنين ومساعدة المتخلفين عن الخدمة العسكرية والمجاهدين بإخفائهم وتنظيم الوثائق الثبوتية التي تتيح لهم الحركة، وقد استفدت أنا شخصياً من هذا العمل الأخير.
([4]) وهو دار أسرة آل اليعقوبي التاريخي في مدخل المدينة القديمة وتتوارثه الأسرة منذ أكثر من (160)عاماً.