دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) إلى توسيع قنوات الإتصال وتوثيق الأواصر مع الأخوة المؤمنين الساكنين في المناطق الكردية من دول المنطقة والمهاجرين منهم في دول العالم وشخّص سماحته وجود ضعف ملحوظ في العلاقة بين الشعب الكردي وشعوب المنطقة مشيراً إلى تعدد الأسباب التي تقف وراء ذلك واشتراك كل الأطراف في تحمل مسؤوليتها.
وقال سماحته: “إن الظروف اليوم مؤاتيه لتحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال نظرا لتقدم تقنيات التواصل والانفتاح الحاصل على أوسع أبوابه فضلا عن وجود الرغبة لدى الجميع للتعرف على الإسلام المحمدي الأصيل الذي نقله أهل البيت الكرام عن جدهم العظيم (صلوات الله عليهم اجمعين) “.
ورأى سماحته أن الإسلوب الأمثل لذلك هو حث الشباب الكرد الواعين المثقفين المخلصين على الالتحاق بالحوزات العلمية الدينية تلبية لنداء الله تبارك وتعالى {فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (التوبة 122) ليكونوا مشاعل نور وهداية لأمتهم وليشملهم دعاء الأمام الرضا (عليه السلام) : (رحم الله عبدا أحيا أمرنا) مشيرا الى أن الإمام الرضا (عليه السلام) عندما سُئل عن كيفية إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) قال : (تتعلمون علومنا وتنشرونها بين الناس ، فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا) (معاني الاخبار) .
وأكدَّ سماحته (دام ظله) على أهمية التواصل بين حوزة النجف الأشرف من جهة وأتباع ومحبي أهل البيت (عليهم السلام) من الكرد من جهة أخرى باعتماد مختف الوسائل ومنها ارسال المبلغين المتحدثين باللغة الكردية وتفعيل البرامج الدينية والفكرية والثقافية الموجهة باللغة الكردية، بهدف نشر وتعميق الثقافة الانسانية والإسلامية الأصيلة وبيان القيم والمبادئ الصحيحة التي أرساها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) .
وقال سماحته خلال استقباله عدة وفود كردية من تركيا وشمال العراق ودول أوربية عديدة قدموا للمشاركة في زيارة الأربعين: “إن هذا الاهتمام جزء من واجبنا ووظيفتنا في رعاية الناس وارشادهم وهدايتهم وتصويب مسيرتهم، مستشهداً بقول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم)” .
وفي معرض بيان المعوقات والتحديات التي تواجه العمل الإسلامي في عموم المناطق التي يقطنها الأخوة الكرد أشار سماحته إلى ضرورة التآسي بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وما عاناه في سبيل إيصال صوت الحق وبيان تعاليم الدين الحنيف، مبينا أن أجلاء الصحابة كسلمان المحمدي وأبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر دفعوا ثمنا غالياً وضحوا تضحيات جسيمة لأجل موالاتهم وتمسكهم بولاية محمد وآل محمد .
الإثنين 14/10/2019 م
15/صفر/ 1441 هـ