الكاتب:علي الإبراهيمي
إن حركة المرجع اليعقوبي انتقاله بالفكر الشيعي، والفكر العام – غير الديني– نحو عالم النوع لا الكم، باعتماده التحليل الواقعي والإنصاف العلمي، والحوار الإنساني وتأكيده على التلاقي لا الاختلاف.
المرجعية الدينية هي إحدى ركائز الفكر الشيعي الرئيسية ومحوره العام في زمن الغيبة للقيادة المعصومة. ويكن لها الشيعة احتراماً وافراً ويضعونها في مقام سامٍ باعتبارها حجة المعصوم عليهم كما جاء في وصيته. ولما يتمتع به هذا المنصب من نفوذ ووجاهة (دنيوية) صار محط أنظار الكثيرين وأخذ يبتعد شيئاً فشيئاً عن غاياته الأولى.
فبعد أن كان مراجع الدين في الأزمان الأولى للغيبة يحاولون القيام بالدور الذي كان يقوم به المعصوم من رعاية شؤون الامة ونشر الرسالة الإسلامية بأهدافها الإنسانية العالية. وكذلك القيام بالواجبين العلمي والحركي السياسي وفق متبنيات وأسس الخط المعصوم. صارت المرجعية الدينية لاحقاً تعيش حالة من الجمود والركود العلمي والحركي بما لم تشهده هذه القيادة على مر تأريخها.
ويعود السبب في ذلك – إجمالاً – إلى ضياع الأسس العلمية لتقييم القيادات عندما تحكمت في الثقافة الشيعية لوبيات الإعلام التابع للمؤسسات النفعية ذات المصالح الخاصة. وكذلك الضخ الثقافي المشوه لمؤسسات خارجية معادية لهذا الفكر. وبالتالي تسلل لمنصب المرجعية الدينية الكثير ممن هم دون المستوى التأريخي الذي تمتعت به المرجعيات العملاقة السابقة. والتي كانت تعتمد مبدأ الفكر الحر الملتزم وأسلوب التضحية الذي تميز به الشيعة على مر العصور.
فانزلق منصب المرجعية إلى مستوى الكارزما الصنمية عندما صار المرجع (الإعلامي) لا يُدرس ولا يُؤلف ولا يُحاضر ولا يرعى ولا يَتفقد. بل حوله الإعلام الآنف الذكر إلى هالة قدسية ملائكية يمتنع سماع صوتها على غير المعصوم!.
ومن بعد ذلك التدرج التأريخي في النزول صار باستطاعة أصحاب التأريخ الغامض والواقع العلمي المجهول تقمص هذا المنصب. ولكي يحافظ أمثال هؤلاء على وجودهم تركوا الحبل على الغارب وصار الوكلاء عنهم في نقل الفتوى وقيادة الناس نحو جادة الصواب وكلاءَ المال وقيادة الناس نحو الكاريزما!!. فانحدر الشيعة جراءَ ذلك الى مستوى خطير من الضياع والتشوه الفكري وبالتالي التدهور السلوكي العام.
لكنَ هذا لا يعني أن مسيرة الشيعة – وهم اصحاب الجرأة والفكر المتحرك – بقيت متجهة نحو الانحدار الاضطراري الذي ذكرناه على طول الوقت. فقد نهض فيهم مجموعة من العلماء والقادة الذين حملوا نَفَسَ المعصوم وحقيقةَ الروح الشيعية الرافضة لكل ما هو منحرف ومغلوط وكان مقدراً لتلك القيادات وتحركاتها إعادة المسار الشيعي إلى جادته الأولى.
فكان هناك الشهيد الأول والشهيد الثاني وكان هناك العلامة والمحقق وكان هناك الأنصاري والحبوبي والشيرازي والمظفر والخميني والمطهري ومحمد باقر الصدر ومحمد حسين فضل الله. وكان هناك محمد محمد صادق الصدر وغيرهم من عمالقة التغيير وأبطال النهضة الإصلاحية.
وفي خضم اختلاط الأوراق وضبابية المفاهيم ظهر اتجاه شيعي مرجعي جديد لاينتمي إلى تيار الإصلاح والحركية. ولكنه لا يتعمد تشويه المفاهيم بل يعتقد ببراءة ذمة المرجعية عند إعطائها للدرس فقط ولا يرى وجوب تصدي المرجعية لسياسة الأمة في زمن الغيبة ويبتعد كلياً عن مواجهة السلطة الظالمة. وبقدر ما ساهم هذا الخط المرجعي الجديد باستمرار الدرس الحوزوي – على روتينية الدروس وكلاسيكيتها – لكنه ترك الشارع الشيعي يموج في الفتن والمجاعات والسجون والتشرد والتهجير دون ان يحاول التدخل ولو نسبياً.
وكنتيجة طبيعية لهذا التضارب الفكري الشيعي الداخلي برزت إلى العيان مدرستان مرجعيتان رئيسيتان: الأولى استفادت من اختلاط الأوراق وغياب الوضوح والغشاوة الموضوعة على العقل الجمعي. ورسخت مفهوم السكوت والصمت وساهمت في إبقاء الوضع الانحداري على ما هو عليه. وهي من بات يُطلق عليها المدرسة التقليدية.
والثانية رفضت التدهور الفكري والسلوكي الحاصل وطالبت بالرجوع إلى الأهداف العامة للمعصوم والالتزام بالخط الحركي للمدرسة العلوية. وعملت على تنقية العقل الشيعي من الشوائب التي تراكمت قهراً عليه وبدأت مدرسة تنظيرية تعتمد الجرأة في الإصلاح.
وصار لكلا المدرستين رموز ومعالم تميزها عن الأخرى وسارت المدرستان باتجاه الأمام بخطوات متفاوتة وطرق مختلفة. وكان لكل منهما سهماً في بقاء الخط الفكري الشيعي العام.
وكانت جهود المدرسة الإصلاحية مضاعفة وعميقة بحكم تصادمها مع الخط التقليدي الانغلاقي الداخلي والخط الخارجي الرافض لعملية انتشار الفكر الشيعي – باعتباره يُشكل خطراً على الكثير من المؤسسات الدولية المهيمنة والتي كانت تراهن على سذاجة الشعوب.
وباعتبار أن مرجعية النجف الأشرف تُعد المرجعية العليا للشيعة في العالم ومصدر الإشعاع الأول للفكر الشيعي. فقد كان لها حصة الأسد في حركة التغيير المرجعي والنهضوي. وبرز فيها في التأريخ المعاصر عدة قادة ومراجع إصلاحيين تضحويين وما يهمنا منهم هم القريبون على زماننا. والذين كان لهم تأثير في مسار الأحداث التي نمر بها حالياً وأبرزهم ثلاثة مراجع يُشكلون مدرسة واحدة وتداخلاً فكرياً مشتركاً:
1- السيد الشهيد محمد باقر الصدر
2- السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر
3- الشيخ محمد موسى اليعقوبي
حيث كان لهؤلاء الثلاثة المراجع دفعاً واضحاً – للمتابع والمراقب – باتجاه ترتيب الوضع الشيعي بصورة خاصة والوضع الإسلامي بصورة عامة.
ورغم أن الإعلام الشيعي مملوك بصورة عامة – قبل الانفتاح الإعلامي الأخير – للمدرسة التقليدية. إلا أن إسهامات المرجعين الشهيدين الأولين ظهرت بصورة جلية بعد استشهادهما. وسيكون التأريخ كفيلاً بإبراز إسهامات المرجع الثالث.
ولكن ما يهمني – وهو غاية المقال – هي الانتقالة النوعية للفكر الشيعي والسلوك المرجعي العام الذي تميز به المرجع محمد اليعقوبي عن باقي مراجع الاصلاح والنهضة. حيث نرى – كمثال – أن المرجع محمد باقر الصدر الذي ساهم بنهضة فكرية عملاقة اتجه إلى مخاطبة النخبة الشيعية بصورة عامة. ولم يتوجه إلى القواعد الشيعية بقدر كافٍ وهذا واضح من كتاباته ومؤلفاته مثل (فلسفتنا) و(اقتصادنا) ولم يحاول السيد الصدر الأول التحرك باتجاه بيان واقع القيادات الدينية المتصدية آنذاك أمام الجماهير انسجاماً مع ما كان يتبناه من مفهوم المواجهة مع الخارج. خصوصاً مع تزايد المد الشيوعي والسلطان البعثي.
وكان السيد الصدر الأول في مواجهته للخارج يقارع الكلمة بالكلمة والفكرة بالفكرة والحجة بالحجة ولم يعتمد سياسة الالغاء والفتوى التي اعتمدتها المدرسة التقليدية والتي لم تفلح في معالجة الاوضاع حينها كما كان متوقعا من تحركات المدرسة التقليدية.
وكان بعده السيد الشهيد الصدر الثاني صاحب نهضة الجمعة تلك النهضة التي توجهت إلى القواعد الشيعية بصورة رئيسية بعد أن أدرك الصدر الثاني واقع حركة الصدر الأول وخذلان النخبة له بانسحابها من واقع الأحداث. إلا القليل ممن وافق قوله عمله. فسار الشهيد الثاني باتجاه توعية المجتمع الشيعي حول ما يحيط به من واقع مزخرف ولكنه فارغ من الداخل. وعمل الصدر الثاني على توجيه العقل الجمعي نحو تمييز القيادات الحقيقية.
ولكنه كان يفتقد إلى الامتداد الذي يسمح له بالاتصال بالمحيط الشيعي الخارجي فبقيت حركته ضمن الإطار العراقي. وكذلك كان تركيزه الكتاباتي في مؤلفاته ينصب على بيان الحكم الشرعي وضرورات تطبيقه – باعتبار جهل غالبية الشيعة آنذاك بالمسائل الشرعية – مع محاولة جريئة وعملاقة منه لزرع قضية الإمام المهدي في الشارع الشيعي.
وامتداداً لجهود هذين المرجعين العملاقين واستثماراً لفكرهما وبالاستفادة من تجارب حركتيهما. نهضت حركة فكرية ضخمة أخرى تستند إلى القواعد الشيعية وتدرك دور النخبة يقودها المرجع محمد اليعقوبي.
ولكن كان واقع هذه الحركة متميزاً هذه المرة. فقد تبنى المرجع اليعقوبي فكرة عملاقة اسميها أنا (صناعة النخبة) وذلك بالعمل على رفع مستوى القواعد الشيعية العامة إلى مستوى النخبة. ليكون الجميع قائداً في موقعه وهي فكرة التمهيد لدولة الإمام بتهيئة الكفائات القادرة على إدارة الدولة العادلة. وعمل المرجع اليعقوبي على تثبيت فكرة المرجعية المؤسساتية، والتي تعتمد التنظيم والفكرة الإستراتيجية وتبتعد كلياً عن الفردية والعبثية في إدارة مقدرات الأمة.
ولأول مرة في تأريخ المرجعية المعاصر في العراق يتم توجيه الحقوق الشرعية باتجاه المنفعة العامة للمجتمع بصورة منظمة. ويتم صرف الأموال على يد مؤسسات لا أفراد مما مَكَنَ من إيصال النفع إلى خطوط بعيدة عن واقع الوكلاء وبصورة أكثر فائدة.
ودعوة المرجع اليعقوبي إلى إنشاء مؤسسات اقتصادية اسلامية يُعد خطوة عملية متقدمة بتنظيرات السيد محمد باقر الصدر إلى الأمام. وتُعد المؤسسات الهندسية التي اُنشأت تحت رعاية المرجع اليعقوبي مثالاً بسيطاً على ذلك – على الرغم من محاربتها – بالإضافة إلى دعوته إلى إنشاء مصارف إسلامية. لترعى شركات تعتمد الاقتصاد الإسلامي وقد تم إنشاء البعض من تلك الشركات من قبل مهندسين استلهموا فكر المرجعية. ولكن على واقع محدود.
وعمد المرجع اليعقوبي سياسياً إلى تثبيت مفهوم المبادئ الثابتة متصدياً لمبدأ المصالح المتغيرة والتي مع الأسف تبناها بعض الإسلامويون والتزم سياسة خط الإمامة بدفع المجتمع نحو رعاية القوانين الإسلامية مع مراعاة واقع الاختلاف الفكري في المجتمع. ولم يعش المغالاة التي عاشها بعض الإسلاميين في حلم الدولة الإسلامية حتى فقدوا قدرة ادارة الواقع من فرط أحلامهم. وكان له تعبير استقاه من فكر المعصومين ما مضمونه: (لا يهم أن يكون الحاكم ملتحياً ولكن المهم أن يكون عادلاً وينصف الناس من نفسه وذويه)، أي أن الأساس في زمن الغيبة هو العدالة ورعاية مصالح الناس وليس الشكل والقشر الخارجي.
وكتابة المرجع اليعقوبي لمؤلفه (نحن والغرب) يُعد قراءة مبكرة لواقع الغزو الأجنبي. فالمرجع اليعقوبي أدرك ببصيرة المفكر أن الخطر الحقيقي ليس هو الوجود العسكري بقدر ما يُشكل الغزو الثقافي والهيمنة الاقتصادية للأجنبي من خطر محدق بالأمة وكيانها. وهذا ما أثبتته الأحداث تالياً. فعمد المرجع اليعقوبي إلى تشكيل خطوط دفاع ثقافية عبر مؤسسات متعددة بصورة مباشرة أو غير مباشرة وكذلك دعى إلى توفير نظام اقتصادي وطني – حيث كان لرجالات المرجع اليعقوبي دوراً أساسياً في إعادة تشغيل الكثير من المعامل الوطنية. كمعمل البتروكيمياويات في البصرة ومعامل الحلة وكربلاء – وبات برانيه مقصداً لرجالات الاقتصاد والصناعة الوطنيين.
وإدراكاً منه لضرورة تخليص السياسة العامة والاقتصادية للبلد من سلطة المفسدين. زج المرجع اليعقوبي بكوادر مخلصة تعمل على مراقبة ومكافحة الإفساد والمفسدين بالوسائل المتاحة – على قلتها بسبب التضييق – وبالقدر الممكن.
وعمل حوزوياً بخطين متوازيين:
الخط العلمي الذي عمل على تغيير مناهجه الكلاسيكية. والتي لم تعد تناسب الواقع المعاصر ومؤلفه (الرياضيات للفقيه) كان خطوة في الاتجاه الجديد.
الخط العملي من خلال العمل على تنقية الاجواء الحوزوية من شوائب الفئوية والإهمال والتكاسل. ودفع باتجاه جعل كل رجال الدين قادة يعيشون واقع مجتمعهم.
وسلط الأضواء على حقيقة الدور السلبي لبعض الكاريزمات الصنمية ومساهمتها في انحدار الوضع الشيعي العام, وانتقد صمت الحوزة العلمية عن مظلومية الشعب العراقي وسكوتها عن الفاسدين والمفسدين والقيادات الظالمة. ولعل كلمته حول دور العمامة الشيعية تُعد من أجرأ ما قيل في التأريخ المعاصر لبيان حقيقة مساهمة بعض العمائم الكبيرة في نصرة الظالم على المظلوم حيث ذكر ما مضمونه: (إن العمامة الشيعية – ويقصد حالياً – دجنت الشعب العراقي ) أي ساهمت في إسكاته ورضاه بالواقع الظالم وذلك من خلال سكوتها وإسكاتها للناس بالعامل الديني. ومن خلال حضور أبناء بعض القيادات الشيعية الدينية المعروفة في مؤتمرات السلطات الفاسدة والظالمة!.
وكذلك تميز المرجع محمد موسى اليعقوبي بعوامل لم تتوفر لغيره من المراجع الإصلاحيين فهو ينتمي إلى إسرة دينية ترتبط عملياً بالمدرستين التقليدية والإصلاحية. وينتمي هو فكرياً إلى المدرسة الإصلاحية الحديثة بجميع متبنياتها التغييرية ويجمع بين الدراسة الحوزوية والأكاديمية – باعتباره مهندساً – ويمتلك بعداً ثقافياً واسعاً وتهيأ له طلبة علوم دينية حركيون ورساليون. وتوفرت له قاعدة واعية ومثقفة ومطلعة وحركية , ومن العجيب والواقعي في نفس الوقت أن الناس تبدأ في الاستغراب عند صدور مخالفة من أحد مقلدي المرجع اليعقوبي – رغم كونهم اُناساً يُحتمل أن يصدر عنهم الصحيح والخاطئ كغيرهم – ولا يستغرب هؤلاء الناس صدور الخطأ غير مقلدي المرجع اليعقوبي!.
وهذا إن دلَ على شئ فهو يدل على ثقة الناس بهذه القيادة الإصلاحية ونهجها رغم التغييب الإعلامي ورغم ضغط المصالح الشخصية بعيداً عن ساحتهم.
وفي دعوة المرجع اليعقوبي الامة للاستفادة من كتابات الدكتور علي شريعتي اثبت انه يتبنى مبدأ حرية الفكر الملتزم ودعمه لقضية نقد الذات من اجل معرفة العلل لتقويم الجسد الاسلامي .
وعندما نصح من يستمعون إلى إرشاداته بالاستفادة من كتابات مالك بن نبي وسيد قطب أثبت وقوفه ضد الحساسية من فكر المخالف. وأكد على الاستفادة من جميع التجارب للعقول الإسلامية.
وبالتالي فقد توفرت للمرجع اليعقوبي نوعاً ما قيادة وسطية جيدة – بين المرجع وقواعد حركته – رغم عدم مواكبتها لضخامة وسرعة تحرك المرجع وهي قيادات تميزت ببعد ثقافي فكري وبعد عملي حركي.
ومن هنا انطلق المرجع اليعقوبي لخلق حالة تواصل فكري وعملي على المستوى الشيعي العام وايجاد ترابط مقبول بين الخطوط الشيعية على مستوى العالم استنادا للظروف اعلاه حتى وصل الامر الى طلبه من بعض الرموز القيادية الاسلامية التي ترجع اليه- تقليدا- العمل بعيدا عن اظهار الانتماء او طرح مرجعيته في خطواتهم وانما المهم هو الناتج الاسلامي العام ومصلحة الامة فبقيَ اسم المرجع اليعقوبي مغيباً عن الكثير من الانجازات الثقافية والعملية رغم دوره الرئيسي فيها واقعاً.
ورغم قصوري وتقصيري عن الاحاطة بكنه هذه المرجعية الضخمة فكريا فانني استطيع الايجاز بما يلي :
ان مرجعية الشيخ محمد موسى اليعقوبي مزجت بين نخبوية حركة الشهيد الصدر الاول وجماهيرية حركة الشهيد الصدر الثاني لتبدأ مرحلة الجماهير الواعية الرسالية وصنفت المواجهة الحضارية مع الاخر على انها مواجهة فكرية يتداخل معها العامل الاقتصادي اكثر من كونها مواجهة عسكرية ورفضت الاستغلال لمنصب المرجعية بالصور الكاريزمية وساهمت وتساهم في تغيير النهج الحوزوي العلمي والاجتماعي وعملت وتعمل على الانتقال بالعقل الشيعي الى مرحلة الوعي الرسالي ويُعد كتاب المرجع اليعقوبي ( دور الائمة في الحياة الاسلامية ) سبيل ارتقاء بالامة من مرحلة الوعي الرسالي الى مرحلة بوادر دولة المعصوم من خلال العيش مع النَفَس العام لتحركات الائمة المعصومين , وكذلك كانت مرجعية اليعقوبي مرحلة الالتقاء بين الافكار الاسلامية بعيداً عن الخطوط الحمراء والاسوار الحجرية التي وضعها من يخافون المواجهة من الطرفين.
إن حركة المرجع اليعقوبي حاولت المزاوجة بين مثالية المبادئ الاسلامية وواقعية الحركة والتغيير أي انها خطوة في الاتجاه الصحيح ومحاولة لاعادة الامة الى المسار الآمن قبل الانطلاق بها نحو الأمام.
الا ان هذه الحركة الإصلاحية بقيادة المرجع اليعقوبي عانت كغيرها من حركات التغيير من التغييب الاعلامي والحرب التسقيطية التي يشنها أصحاب العقول المتحجرة بالتحالف مع المنتفعين من الوضع الراهن وأصحاب المصالح الشخصية وكذلك من قبل الذين اختلطت عليهم الأوراق فاعتبروا انتقاد المعمم كفراً و بين هؤلاء يتوزع – للأسف – غالبية وسائل الإعلام وإمبراطوريات المال!.
الملخص: (إن حركة المرجع اليعقوبي انتقاله بالفكر الشيعي والفكر العام – غير الديني – نحو عالم النوع لا الكم باعتماده التحليل الواقعي والإنصاف العلمي والحوار الإنساني وتأكيده على التلاقي لا الاختلاف).
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية