الحلقة الثامنة
قال الله تعالى في محكم كتابة {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} آل عمران ١٨٧.
كثيراً ما نتحدث عن الفلاح وهو الوصول إلى الأمر المقصود ويقابله الخسران وهو عدم الوصول إلى الأمر المقصود، والفلاح هو ما يسعى له طلبة العلم الأتقياء فتجدهم أشد الحرص على تطبيق الجزء الأول من الآية الكريمة آنفة الذكر. والابتعاد عن مخالفة التكليف والذي حذر منه القسم الآخر من الآية الكريمة.
بل لعل بعض الأحداث التي نقلها لنا الجيل الذي عاصر الشهيد الصدر الأول (قدس سره) تجعلنا في حالة من الوجل والقلق الشديد خوفاً من عقاب الله تعالى وعتابه. لأنه قدس صاحب المدرسة القرآنية والذي أستوعب المطلوب منه من تكاليف. حيث كان يعطف على الذين وقفوا على بابه من جلاوزة البعث حين كان تحت نير الإقامة الجبرية.
وكان الشيخ النعماني يعجب كما يعجب القارئ من تصرف السيد الشهيد الصدر (قدس سره) فيجيبه السيد (قدس) قائلاً: أن سبب ضلال هؤلاء هو غيابنا عنهم فأضلوا الطريق، فهو قدس سره يستشعر التقصير عن أداء الدور المناط به وهو الذي لم يدخر جهداً حتى نال الشهادة!.
بينما نعيش حالياً في فترة يرى بعض الطلبة – إن لم أقل هي الحالة العامة – الرضا عن النفس واتهام الناس بالتقصير والنفاق وغيرها من الأوصاف وينسون غيابهم عن ساحات العمل التي دعا لها المرجع اليعقوبي (دام ظله) حين قال على المؤمنين ملأ جميع الساحات والميادين. ومن باب الأولى فإن طلبة العلم مطالبون أكثر من غيرهم بملأ هذه الساحات والميادين وعلى أقل التقادير الساحات والميادين الدينية التي تهدف الحوزة الشريفة العمل بها.
ولا أريد أن أطيل في هذه الحلقة لأني سأكتب معايير نجاح الحوزة وفشلها ومعايير نجاح طالب العلم وفشله في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.
الخطيب الحسيني السيد رسول الياسري
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية