السيدة زينب (ع) في جهادها ورساليتها أعطت قيمة ومعنى حركياً للنصر لا يقتصر على معنى الغلبة العسكرية، بل يشمل ما هو أوسع من ذلك، وهو غلبة المشروع، فمن غلب مشروعه، وبقيت قيمه وأفكاره ومبادؤه فهو المنتصر، إلى هذا المعنى أشار الإمام زين العابدين (عليه السلام) بعد واقعة كربلاء؛ عندما سُئل: مَن المُنتصر؟ فأجاب عليه السلام: (إذا أذّن المؤذن تعرف من المنتصر) (الأمالي، الطوسي، ص 667)
وأشارت السيدة الحوراء (عليها السلام) لهذه القيمة العالية المضامين والعميقة المعاني والواقعية التأثير في مسيرة الرسالة في ثنايا خطابها الشامي حين قالت: (كد كيدك يا حمد! و اسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك امدنا ولا تغسل عنك عارها إلى يوم القيامة وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد وجمعك الا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل).
هذا المبدأ يعمق الإيمان بالنصر، ويوسع مجالات فهمه، فالمنتصر هو الذي تتجذر أطاريحه في عمق الوعي والفكر، ويمتد مشرعه بكل أيدولوجياته على طول أجيال البشرية، ومعها لا يبقى مجال لليأس مهما أسفر الظلم عن صبح طويل، وتبجح الطغاة بأنهم تغلغلوا إلى جسد الأمة الثقافي والفكري والعقدي، فقد بقي الإسلام غضاً طرياً منتصراً ببقاء عطاء مدرسة الثقلين.
قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج : 39)
الشيخ عمار الشتيلي
النجف الأشرف
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية