مع حلول العطلة الصيفية تنشط الحركات التبليغية وخاصة الدينية منها، وبالأخص الاهتمام بالدورات القرآنية، حيث تعمد المؤسسات الدينية إلى استغلال هذه الفرصة بفتح دورات تعليم القرآن الكريم لمختلف الأعمار ومن كلا الجنسين، وهذه بطبيعة الحال أمر جيد وضروري.
فالاهتمام بالقرآن الكريم هو اهتمام بالإسلام ودستوره السماوي، وينبغي للمسلم أن يعرف كيف يقرأ القرآن بشكل صحيح، وخاصة لو علمنا أن من واجبات الصلاة قراءة الحمد وسورة من القرآن في الركعة الأولى، والثانية من كل صلاة ولا تصح الصلاة إلا بالقراءة الصحيحة لهاتين السورتين، ولكن مما ينبغي الالتفات إليه أن تعلم القراءة الصحيحة هي خطوة أولية وبها تصح الصلاة، كما قلنا لكن القرآن الكريم ليس هو فقط كتاب نزل ليقرأه الناس، بل أنه كتاب علم وهداية فينبغي التركيز على ما في القرآن من كنوز المعارف والعلوم، وتخصيص جزء من هذه الدورات لشرح وتفسير القرآن تفسيراً يتناسب وروح العصر وتطوره.
فلو علم الناس ما في القرآن من علوم وكنوز المعارف، لازداد إيمانهم به ولساهم ذلك في تعميق الروح الإيمانية بهذا الكتاب المقدس، فينبغي للأخوة والأخوات المبلغين والمشرفين على هذه الدورات الاهتمام بهذا الجانب وعدم الاكتفاء بتعليم أحكام التلاوة والقراءة الصحيحة للقرآن فقط، فالمولى عز وجل أمرنا بالتدبر فيه، كما قال عز وجل ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)) (محمد /24).
فالتركيز على البحوث القرآنية أمر ضروري جداً وهي التي تعمق الروح الإيمانية للفرد كما أشرنا، وهذا ما لا يتحصل من خلال تعليم الأحكام والقراءة الصحيحة، فهذه تعلمنا فقط كيف نقرأ القرآن بشكل صحيح ولكن إذا أردنا أن ننتج شباب وشابات ذوي روح إيمانية بالقرآن الكريم، وما فيه علينا أن نعطي لهم بحوثاً قرآنية تتناول كافة الجوانب الحياتية والأخروية.
فالقرآن الكريم قد بين لنا من العلوم ما لم يبينه أي كتاب آخر وكل ما فيه من العلوم هي حقائق وليست نظريات مجردة، وكيف لا تكون كذلك وهو كلام الله خالق الخلق أجمعين، فلابد أن يكون الهدف من هذه الدورات إيصال هذه البحوث للناس، وعدم الاقتصار على تعليم أحكام التلاوة فقط.
السيد سعد أحمد الأعرجي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية