أيتها الأنثى ..
مِن أين يبدأ تاريخكِ ؟
أردّتُ أن أجعل لكِ عيداً ، يحتفي به كل الناس ، فها أنا أقلب صفحات التاريخ
وتفاجأت بتاريخكِ المظلم
فوجدتُ ما يندى له الجبين ، فلقد قاسيت كثيراً .
فمرة وجدتكِ كمتاعٍ يباع ويشترى .
أيُّ حياة تلك التي كنتِ تعيشينها
ومرة يستورثك الابن الأكبر بعد موت زوجك لتكونين ملكه بعد أن كنتِ زوجة أبيه .
ومرة تكونين عاراً وحتى يتخلّص الرجل من عاركِ يدفنكِ وانتِ حيّة ، أما أن أردتِ أن تتزوجي فالزواج أنواع لو تحدثتُ عنه لما وجدنا للطهارة مكان .
وها أنا أحاول أن أبحث
فقلتُ في قرارة نفسي لعل ما عانته الأنثى كان عند جاهلية العرب
لنبحث في حضارات أخرى فوجدتُ الأقسى .
إذن..
كيف لي أن أضع تاريخاً للأنثى ؟
وأنّ لي أن أرفع الظلامة عنها ؟
وإذا بذكرى ولادة الطهر البتول (ع)
تحلُّ علينا وكأنها إعلان يبدأ تاريخ جديد للأُنثى
فها هي الزهراء (ع) تأتي لتزهر دنيا الرسول الأكرم (ص وآله ) لتكون بداية تحول في تاريخ الأنثى
فبعد أن كانت متاع يباع ويشترى
هيّأها النبي (ص وآله) لتكون مشروعاً لبنتٍ صالحة وزوجة طائعة وأمّاً مربية وقائدةً فذّة
اجتمعت هذه المشاريع في ولادة الزهراء (ع) فاختارها الله لتكون سيدة نساء العالمين
وليس ذلك وحسب بل قَرن رضاه برضاها وغضبه بغضبها
تُرى أيُّ مكانة للأنثى كانت بفضل فاطمة الزهراء (ع)
فهي نقطة التحول الحقيقي لكل أنثى
فكان حقاً على كل أنثى إذا ما سؤلت
متى يبدأ تاريخكِ؟
أن تجيب
يبدأ بيوم العشرين من جمادي الثانية
وان قال احدهم
ما السبب ؟
فالإجابة حتماً ستكون
لأنه ميلاد مَن حولت تاريخ الأنثى من تاريخٍ مظلم الى تاريخ تفخر به النساء من كل الاطياف والاجناس
فها أنا أعلن تاريخي كأنثى
واعلن عن يوم عيدي الذي اعتز به
فأنا كأنثى
ميلادي الحقيقي هو نفس يوم ميلاد الزهراء (ع)
فانا منها ولها في كلِّ شيء
بأخلاقي والتزامي وعفتي وعباءتي
لكنني اليوم وأنا في القرن الواحد والعشرين
أعاني
فهناك مَن يراني متخلفة
وهناك مَن يريدني أن أتحرر
وهناك مَن يقول لا فرق بينكِ وبين الرجل فأنتما متساويان في كلِّ شيء
عجيب أمر هؤلاء
ألا يفكرون بعقولهم
فإن كنتُ متخلفة لأنني اتبع مولاتي الزهراء (ع) فكيف لمتخلفة أن تغير تاريخ الأنثى
ومَن يريدني أن أتحرر
اقول مَن قال أنني لا املك الحرية
فانا لدي كل الحرية لكن ارفض أن تكون حريتي أشبه بحرية البهائم
فحريتي جعلتُ لها ضوابط لا تخرجني من دائرة الإنسانية
أما التساوي
نعم اقبل بالتساوي الفكري
لكن التساوي في كلِّ شيء
هذا ظلمٌ لي كأنثى
فلقد كلّف الله الرجال بتكاليف أقوى من النساء
ليس ظلما للنساء
وإنما هو من باب الإرفاق بجسدها الضعيف وعفتها
فمَن يطلب مني أن أقوم بما يقوم به الرجل يرهقني ولا أقوى على ذلك
فهم يظلمون الأنثى
وهذا الظلم الذي رضت به الكثيرات
أدى إلى التفكك الأسري والانحلال الأخلاقي
يريدوننا أن ننسى إنّ رفعة المرأة ومكانتها
كانت بالدين
والزهراء (ع) خير مثال
دعوى التحرر والتساوي هو دعوى لنسيان تاريخ الأنثى الحقيقي
إيّاكم أن تنسوا
يوم العشرين من جمادي الثانية
فهو تاريخ الأنثى
احتفلوا به
اجعلوه عيداً للمرأة
ولا تقبلوا بغيره
هكذا نعيد للمرأة مكانتها
لا بما يدّعيه الآخرون