تذكرة من منبر الجمعة.. مدير مكتب المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في ذي قار الشيخ ضياء السهلاني
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة الإمام جعفر بن محمد الصادق القول البار الأمين ( عليهما السلام) نرفع العزاء لمولانا صاحب الزمان ع وللمرجعية الدينية المباركة.
ورد عن إمامنا الصادق ( عليه السلام ): (( لَوْ أَنَّ شِيعَتَنَا اسْتَقَامُوا لَصَافَحَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَلَأَظَلَّهُمُ الْغَمَامُ وَلَأَشْرَقُوا نَهَارًا وَلَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَلَمَا سَأَلُوا اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُمْ)).
(( المؤسسات وروح العمل الجماعي))
في هذه الأيام يزخر مجتمعنا بأنشطة ومؤسسات اجتماعية متعددة يعمل فيها متطوعون يشاركون بوقتهم وجهدهم ومالهم قربة إلى الله تعالى وخدمة لمجتمعهم، فهذا من المكاسب الكبيرة، لكن السعي إلى تطوير العمل وإنجاحه يتطلب تطوير السلوك الداخلي في التعامل بين هؤلاء الأفراد، حتى تكون المؤسسات أكثر بركة ونجاحا ، ونشير في هذا المجال إلى عدة أمور:
أولًا: رفع مستوى التعاون( ذوبان الانانية).
بأن يرى كلّ واحد منهم نجاح الآخرين نجاحا له، حتى يُنجحوا جميعًا أعمالهم التي يقومون بها، أما إذا كانت بينهم حساسيات أو تنافر، أو كان البعض يسعى لعرقلة جهد الآخر، فإنّ المؤسسة تسوء من داخلها، وبالتالي لا تستطيع أن تقوم بدورها.
وهذا ما لا نجده في المؤسسات الحكومية فمن الصعب تسميتها بالمؤسسات وهي خاوية من أي عمل مؤسساتي بل تدار من قبل أفراد وفق مزاجات خاصة كشفتها هذه الأزمات بعد ان كانت مغطات بالاعلام المزيف الكاذب.
ثانيًا: التنافس على العطاء :
وذلك في مقابل التنافس على المواقع والمناصب، فإنّ حصول ذلك سيكون على حساب الإنجاز والعطاء، فينبغي أن تسود روح التنافس الإيجابي الذي يقدم العمل ويطوره.
فعندما يمر البلد بأزمة وتتشكل فرق لإدارتها ( خلية أزمة) لابد أن تكون محيطة بالمشاكل وتستشير الخبراء في ذلك لا ان يكون العطاء مبعثرا ومحلا للشبهات ، وعليها أن تتصف بالشفافية في ما تقدمه من أعمال ونشاطات وصرفيات لكي يكون المواطن اكثر اطمئنانا في ظل هذه الأزمات الخانقة.
ثالثًا: التحمل والاستيعاب المتبادل:
الأفراد العاملون في العمل الجمعي بشر، يخطئ بعضهم على بعض، وقد تكون هناك شائبة في الفهم، أو ظروف نفسية خاصة في وقت ما، تنبعث كلمة من هذا أو تصرف من ذاك، فإذا كان هناك استيعاب وتحمل، فإنّ هؤلاء العاملين يستطيعون التغلب على هذه الهفوات الطبيعية.
فالذي لا يطيق هذه المسؤولية فليتنحى جانباً ويتركها لمن هو قادر على ادارتها فالمسألة لا تتحمل التجارب الفاشلة لاسيما ونحن في محك مع حياة الناس أزاء الأزمة الصحية.
إنّ العمل الجمعي والتعامل مع الناس امتحان، كما يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ﴾[سورة الفرقان، الآية:20].
هل يتحمل بعضكم بعضًا؟!
بعض الناس لا يمتلك هذه القدرة، ولذلك لا يستطيع الانسجام مع الآخرين، لا يمتلك مهارة العمل الجمعي، يستطيع العمل بمفرده، لكن حينما يعمل مع الآخرين يجد صعوبة في الانسجام، نحن في حاجة إلى التأكيد على أخلاقيات التعاطي داخل الفريق العامل وخاصة في المؤسسات ذات الطابع الخيري الديني الاجتماعي.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك الجميع لما يحب ويرضى ويرفع هذا الوباء عن المؤمنين ويعجل بظهور صاحب الزمان ع فهذا يوم الجمعة المتوقع فيه ظهوره وظهور الحق على يديه إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.