جعل الله تعالى لليلة القدر مَكانةً وفَضلاً عظيماً، حيث مَيّزها به عن سائر الليالي الأخرى عند المسلمين، فهي الأفضل من بين الليالي، ويَرجع ذلك لعدّة أسباب، منها نزول القرآن الكريم فيها، وقد ظهر فَضل ومكانة ليلة القدر جليّاً في القرآن الكريم، والسنة النبوية في مواضع عديدة، حيث أنزل الله تعالى سورةً في القرآن الكريم وسمّاها باسمها، ومن عظم هذه الليلة أنّ الله عزَّ وجلّ أنزل فيها قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، حيث قال الله عزَّ وجلّ، في سورة القدر: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر”، وإن العمل في هذه الليلة خير من العمل في ألف شهر من غيرها من الأيام، كما بين الله عزَّ وجلّ لنا ذلك في قوله: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر”.
ما هي أهمية وفضائل ليالي القدر عند الله عز وجل؟
هذا ما تطرقنا إليه، في برنامج “وأنتم بخير” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع أستاذ التنمية الذاتية عماد الفهد والباحثون الإجتماعيون، قيس مطر ومحمد العامري وقاسم الحطاب، والناشطين المدنيين، حازم الدلفي وعلي الأعرجي.
حيث أوضح أستاذ التنمية الذاتية عماد الفهد، أن ليالي القدر هي ذروة العبادة والتحول الروحي، والتغيير باتجاه كل ما هو منشود وكامل وتام، فإن ليلة القدر أو ليالي القدر كما يسمونها، هي مجموع الليالي الثلاث التي هي ليلة ال19 و21 و23، لذا علمائنا يتفقون تقريباً، على أن ليلة 19 هي ليلة نزول الخيرات والأرزاق، ونزول كأنما الخزينة الكُبرى لشخصية الإنسان، بينما ليلة 21 هي ليلة التقسيم والإمضاء، وليلة 23 هي ليلة التنفيذ، لذلك يجب على المؤمن أن يهيئ نفسه لهذه الليالي المباركة.
وأكد الباحث الإجتماعي قيس مطر، أن شهر رمضان هو عبارة عن محطة إعداد وتكامل روحي وعبادي للإنسان، لذا فيمكن تصوير ليالي القدر على أنها ذروة التكامل الذي يصل عنده الإنسان، فإن هذا التكامل في العبادات، من مجاهدة النفس وعدم اتباع الغرائز، وذلك من الأيام العشرة الأولى والثانية، إلى أن ندخل بالعشرة الأخيرة من شهر رمضان، فنجد أن النشاط الروحي في قمته، بالتالي فإن في ليالي القدر تُفتح أبواب السماء على الأرض.
وأشار الناشط المدني حازم الدلفي، أن شهر رمضان له مقدمة وهو رجب وشعبان، أما ليلة القدر لها علاقة خاصة، حيث أن مقدمتها هي هذه الأيام، حيث أن النبي(ص) كان يطوي فراشه هذه الأيام، والزهراء(ع) وكما جاء في الروايات: “أنها كانت تنوّم الحسن والحسين(ع) في النهار، لكي يحيوا ليلة القدر”،وكما جاء في القرآن الكريم، في قوله جل وعلا: “هي خير من ألف شهر”، بالتالي فإن ليلة القدر لها منزلة خاصة وعظيمة عند الله سبحانه وتعالى.
وبيّن الباحث الإجتماعي محمد العامري، أن ليلة القدر هي محطة زمانية، ولكننا نستطيع أن ننتقل بها بحيث أن تكون محطة زمانية ومكانية، وذلك عندما نؤدي أعمالها في المسجد، لذلك نحن نحثّ على أن تكون أعمال ليلة القدر في لياليها الثلاث المسنونة والموجودة في الكتب داخل المسجد، إذاً فهذه المحطة تحتاج أن تكون لها همة، وأن تكون هذه الهمة بقدر تلك التي دفعت النبي محمد(ص)، بأن ينزل عليه القرآن الكريم فيها.
وقال الناشط المدني علي الأعرجي، أن ليلة القدر وُجدت في شهر من أفضل الشهور، وهو الشهر الذي وصفه رسول الله(ص): “أنه شهر من أعظم الشهور عند الله، أنفاسكم فيه تسبيح، نومكم فيه عبادة، دعائكم فيه مستجاب” وهنالك قول لأمير المؤمنين عليّ(ع): “كم من صائم ليس من صيامه سوى الجوع والعطش، وكم من قائم ليس في قيامه إلا التعب والظمأ”.
وأفاد الباحث الإجتماعي قاسم الحطاب، أنه عندما تستنطق القرآن الكريم، ترى أن ليلة القدر مُخاطبٌ فيها شخص، وهو شخص الإمام(ع)، حيث أن هنالك الكثيرون يقولون على أنها “ليلة الولاية”، إذاً فالحقيقة الكُبرى بقضية ليلة القدر، أنها ستأخذ عدّة أبعاد، وأن أبرز معالمها هو معلم “حقيقة الولاية” في كتاب الله العظيم، والتي هي حقيقة مغيبة عند المسلمين.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: